من المتوقَّع أن يسجل إنتاج النفط الصخري في حوض برميان معدلاً قياسياً، إذ يقود الحوض الذي يعتبر أكبر رقعة من الصخر الزيتي في الولايات المتحدة الأمريكية تعافي الإنتاج المحلي، بعد الركود الناتج عن وباء كوفيد- 19.
وفقاً لتقرير أصدرته الحكومة الأمريكية، أمس الإثنين؛ من المقرر زيادة إمدادات حقل النفط الغزير في غرب تكساس ونيو مكسيكو إلى 4.95 مليون برميل يومياً خلال شهر ديسمبر. ويتجاوز ذلك الرقم القياسي المسجل في مارس 2020، والذي تم تحقيقه مباشرة قبل أن يتسبب الوباء في تدمير الطلب على نطاق واسع حول العالم، مما تسبب في توقُّف الإنتاج، واندلاع حالات الإفلاس عبر الولايات المتحدة.
تتجاوز إمدادات الحوض من النفط الخام الآن ما يناظرها في كل عضو من أعضاء منظمة "أوبك" باستثناء المملكة العربية السعودية، مما يؤكد تزايد أهمية حوض "برميان" كمنتج متأرجح على الصعيد العالمي. ويأتي ارتفاع إنتاج الحوض مجدداً مدفوعاً بتكاليف التعادل المنخفضة، وتركز أكبر شركات الحفر في الولايات المتحدة بشكل شبه كامل على خططهم المحلية المحدودة للتوسع في رقعة النفط المترامية الأطراف، على حساب أحواض النفط الصخري الأخرى. وما يزال معدل الإنتاج الإجمالي في الولايات المتحدة بعيداً عن التعافي الكامل.
العرض والطلب
ويرجع سبب عدم إقبال شركات التنقيب على زيادة الإنتاج في الأحواض الأخرى، هو أنَّ معظم مراقبي السوق يتوقَّعون أن تشهد سوق النفط العالمية تخمة بالعرض في العام المقبل. توقَّعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الأسبوع الماضي، أن تبلغ إمدادات النفط العالمية متوسطاً قدره 101.42 مليون برميل يومياً في 2022، في حين يُتوقَّع وصول الطلب العالمي إلى 100.88 مليون برميل يومياً.
مع ذلك؛ لن يكون إنتاج حوض "برميان" القياسي كافياً لخفض أسعار النفط بشكل كبير في المستقبل القريب، طالما استمر الطلب الإجمالي في تجاوز العرض.
ما يزال الإنتاج في كلٍّ من حوضي "باكن" بولاية داكوتا الشمالية، و"إيغل فورد" بجنوب تكساس منخفضاً عن مستويات ما قبل الوباء. وتوقَّعت إدارة معلومات الطاقة أن يصعد الإنتاج في مناطق الصخر الزيتي الأخرى بشكل متواضع، مع تحقيق زيادات تتراوح بين 2000 و5000 برميل يومياً.
وأضافت الإدارة في تقريرها عن إنتاجية الحفر، أنَّ آبار النفط المتراكمة التي تم حفرها بالفعل، وتنتظر عملية التكسير الهيدروليكي، والمعروفة باسم "دي يو سيز" (DUCs)؛ تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2014.