في الوقت الذي يناقش فيه قادة العالم مكافحة تغير المناخ، ارتفع الطلب العالمي على النفط مرة أخرى إلى أعلى من المستوى الرئيسي عند 100 مليون برميل يومياً والذي شوهد آخر مرة قبل وباء كوفيد 19، وفقاً لشركة "بريتش بتروليوم" (BP).
اقرأ أيضاً: "بريتش بتروليوم" ترصد 1.25 مليار دولار لإعادة شراء أسهم بـعد أرباح الربع الثالث
يتعافى استهلاك الوقود الأحفوري رغم إلحاح الجهود المبذولة المتزايد للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. يدفع هذا الانتعاش الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات ويهدد الانتعاش الاقتصادي العالمي بسبب القيود الكبيرة على إمدادات الطاقة.
يمثل هذا ازدهاراً لشركة "بريتش بتروليوم" وأقرانها، الذين أبلغوا للتو عن قفزات كبيرة في الأرباح، لكنهم عززوا دعوات كبار المستهلكين لاتحاد "أوبك+" لزيادة الإنتاج.
اقرأ المزيد: عمالقة النفط يستعدون لجني أكبر تدفقات نقدية منذ 13 عاماً
في مؤتمر عبر الهاتف اليوم الثلاثاء قال موراي أوشينكلوس، المدير المالي لشركة "بريتش بتروليوم": "في لحظة ما من العام المقبل سنتجاوز مستويات ما قبل كوفيد. تقوم "أوبك +" بعمل جيد في إدارة التوازن، لذلك سنبقى متفائلين بشأن أسعار النفط".
حدث ارتفاع الإنتاج إلى 100 مليون برميل يومياً رغم حقيقة أن السفر الجوي لم يتعاف بالكامل بعد من الوباء. يؤكد هذا كيف أدى الطلب على وقود الديزل والبتروكيماويات إلى زيادة استهلاك النفط خلال العامين الماضيين.
في المرة الأخيرة التي كان فيها الاستهلاك بهذا الارتفاع، كانت حفارات النفط الصخري الأمريكية تضخ بقوة، وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها يحتفظون بكمية متواضعة من الطاقة الإنتاجية كاحتياطي.
اليوم، الوضع مختلف جداً. فإنتاج الولايات المتحدة من النفط أقل بنحو 1.7 مليون عن مستويات ما قبل كوفيد، حيث تركز شركات النفط الصخري على تعزيز العوائد للمستثمرين بدلاً من السعي وراء النمو. تعمل "أوبك +" على إحياء الإمدادات التي توقفت عن العمل أثناء الوباء، ولكن بمعدل بطيء للغاية بالنسبة للعديد من مستهلكي الطاقة الرئيسيين.
النتيجة هي عجز في الإمدادات العالمية يبلغ حوالي 2.5 مليون برميل يومياً، وفقاً لـ"غولدمان ساكس غروب".
قال داميان كورفالين، محلل شؤون النفط في "غولدمان ساكس"، في مذكرة إن "الطلب في موسم الشتاء وانتعاش الطلب الدولي على وقود الطائرات يعنيان أن الاستهلاك سيصل إلى مستويات قياسية في أوائل العام المقبل".