يسارع تجار الغاز الطبيعي المسال في آسيا إلى شحنات الغاز الأمريكي، حيث إنه ما يزال أرخص وقود في العالم، رغم ارتفاع أسعاره لتسجل أعلى مستوى منذ عقدين.
تسعى شركات في الصين واليابان، أكبر مستوردين للغاز الطبيعي، لشراء الغاز المسال الأمريكي على وجه التحديد، حيث تفاوض المصدرين واللاعبين الرئيسيين لتأمين شحنات للتسليم من الآن حتى مارس، وفقاً لمتداولين على دراية بالموضوع.
تسعى الشركات لغاز طبيعي مسال مرتبط بمؤشر "هنري هب" (Henry Hub) الأمريكي، الذي يُتداول عند مستوى أدنى بكثير من أسعار آسيا وأوروبا.
تسببت ضغوط سوق الطاقة العالمية بارتفاع أسعار الغاز والفحم من أستراليا إلى هولندا، وسط سعي شركات الكهرباء لتخزين الوقود، قبل حلول فصل الشتاء بنصف الكرة الشمالي وازدياد الطلب على التدفئة.
رغم تضاعف أسعار الغاز الأمريكي هذا العام، لكنها تبقى أرخص بكثير من باقي الأسواق الخارجية، بسبب وفرة حقول النفط الصخري في أمريكا الشمالية.
يمكن للغاز الأمريكي المسال الذي اتجه إلى آسيا تحقيق أرباح قوية هذا الشتاء، حيث يبلغ صافي العائد نحو 25 إلى 26 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وفقًا لتحليل من "بلومبيرغ إن إي إف". هذا يداني أعلى مستوى له على الإطلاق، على النقيض من أوضاع الصيف الماضي، حيث لم تكن شحنات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية لآسيا وأوروبا مربحة نتيجة تراجع الطلب على الوقود بسبب وباء كوفيد-19.
يقول التجار إن هوامش الربحية قوية لدرجة أن الشحنة الواحدة من الغاز الأمريكي تُباع وتشترى نحو ثمانية مرات لكون الشركات تحرص على إعادة بيع نفس الشحنة سعياً لجزء من الربح.
أشار التجار إلى أن المشترين الآسيويين حريصون على شراء الغاز الأمريكي من محطات التحميل على ساحل الخليج، ثم شحنه بأنفسهم، ما أدى لارتفاع معدلات الاستئجار في المحيطين الأطلسي والهادئ، وأثار مخاوف من ازدحام قناة بنما مع بلوغ الشحنات الشتوية ذروتها.