تنذر مشاكل الإنتاج في اثنتين من كبرى محطات الولايات المتحدة لتصدير الغاز الطبيعي المسال بخفض شحناتهما، في الوقت الذي تضرب فيه أزمة الطاقة كلاً من أوروبا وآسيا، حيث يحاول المستوردون جاهدين إعادة بناء المخزون الذي نضب مع قدوم فصل الشتاء.
قالت مصادر على معرفة مباشرة بالمشكلة، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن محطة تسييل وتصدير الغاز الطبيعي "فري-بورت إل إن جي" (Freeport LNG) تعاني من تراكم الشمع في خطوط الأنابيب بسبب الشوائب في ما تستقبله من غاز طبيعي.
أضافت المصادر أن ذلك سيخفض من شحنات الغاز الطبيعي المسال الخارجة من محطة التصدير في تكساس، خلال ما تبقى من شهر أكتوبر وحتى نهاية نوفمبر.
ورفض مسؤولون من محطة "فريبورت" التعقيب.
لا تعولوا على الغاز الطبيعي المسال لإنقاذ أوروبا من أزمة الغاز الشتوية
توضح سجلات "لجنة السكك الحديدية في ولاية تكساس" أن محطة الغاز الطبيعي المسال، التي تقع على مسافة 60 ميلاً تقريباً جنوب مدينة "هوستن"، تغذيها خطوط أنابيب مملوكة للشركة وتمتد من اثنتين من منشآت تسييل الغاز التابعة للشركة أيضاً قرب مدينة "إويستر كريك" في تكساس.
كشفت تقديرات "بلومبرغ إن إي إف" عن انخفاض كمية الغاز المتدفقة إلى المحطة بنسبة 9.5% تقريباً عن اليوم السابق.
نصف الإنتاج
رغم تباطؤ النشاط، مازالت المحطة تعبئ الغاز المسال وتصدره. وتبين سجلات أعمال الشحن التي جمعتها "بلومبرغ" أن ناقلة "كوركوفادو إل إن جي" (Corcovado LNG) غادرت ميناء "فري-بورت" صباح أمس الجمعة، متجهة إلى بولندا محملة بشحنة غاز مسال. وكانت ناقلة أخرى راسية بالمحطة، في حين كانت ثلاث ناقلات إضافية راسية، تنتظر دورها في خليج المكسيك.
في هذه الأثناء، قالت مصادر مطلعة إن أعطالاً ميكانيكية تسببت في توقف وحدة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال معروفة باسم "ترين 3" (Train 3) في محطة تصدير الغاز الطبيعي المسال "سابين باس إل إن جي" (Sabine Pass LNG) التابعة لشركة "تشينيير إنيرجي". لم يرد مسؤولو الشركة على الفور على طلب التعليق. وانخفضت تدفقات الغاز إلى المحطة بنسبة 21% عن مستوى الأسبوع السابق بحسب أرقام "بلومبرغ إن إي إف".
وبسبب الضباب يوم الخميس الماضي، أغلقت قناة مرور السفن إلى المحطة جزءاً من النهار. وكانت ناقلة للغاز الطبيعي المسال راسية على المحطة في صباح أمس الجمعة بينما كانت ناقلتان إضافيتان راسيتان انتظاراً في خليج المكسيك.
تأتي الأعطال في محطتي تصدير الغاز الطبيعي المسال – ويبلغ إنتاجهما معاً أكثر من نصف إنتاج الولايات المتحدة – في وقت سعى المستوردين في أوروبا وآسيا إلى بناء مخزون من الغاز قبيل فصل الشتاء، ويدفعون لقاء ذلك ما يقرب من ستة أضعاف سعر الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة.