قالت وزارة الطاقة الإسرائيلية، إنَّ إسرائيل تدرس مد خط أنابيب بري جديد إلى مصر لزيادة صادراتها من الغاز الطبيعي إلى مصر بسرعة، وذلك في أعقاب انخفاض المعروض من الغاز على المستوى العالمي.
وسيربط الخط شبكتي الغاز الطبيعي المصرية والإسرائيلية عن طريق شمال شبه جزيرة سيناء.
قالت مصادر بصناعة الغاز، إنَّ التقديرات تشير إلى أنَّ خط الأنابيب ستبلغ تكلفته حوالي 200 مليون دولار، وقد يصبح جاهزاً لتشغيله خلال 24 شهراً.
ومن شأن الخط البري الجديد، واقترانه بخطط لمد خط أنابيب ثانٍ تحت سطح البحر إلى مصر أن يعزز وضع إسرائيل كمركز رئيسي للطاقة في شرق البحر المتوسط، وهو ما قلب العلاقات الدبلوماسية رأساً على عقب مع الدول في السنوات الأخيرة.
التعاون في توريد الغاز الطبيعي
أصبحت إسرائيل مورداً رئيسياً للغاز الطبيعي إلى مصر المتعطشة للطاقة في يناير 2020 بعد البدء في الإنتاج من حقلي "تمار"، و"ليفياثان" البحريين للغاز. ويتم توريد حوالي 5 مليارات متر مكعب سنوياً من الغاز عبر خط أنابيب تحت سطح البحر يربط إسرائيل بشبه جزيرة سيناء المصرية.
قالت وزارة الطاقة في بيان: إنَّ "إسرائيل ومصر تجريان محادثات حول إمكانية التعاون في توريد الغاز الطبيعي. وأحد الخيارات التي تجري دراستها في أعقاب طلب من مصر لزيادة الإمدادات من الغاز الطبيعي؛ هو مد خط أنابيب بري".
أضافت أنَّ خط الأنابيب ستملكه شركة خطوط الغاز الطبيعي الإسرائيلية، ويجري العمل للحصول على الموافقات الخاصة بمساره من السلطات المحلية.
ولم يتسن الاتصال بوزارة الطاقة المصرية للتعليق.
تشهد أسواق الغاز في أوروبا وآسيا ارتفاعاً كبيراً في الأسعار هذا العام بسبب تقلُّص الإمدادات، وتحسُّن النشاط الاقتصادي في مختلف أنحاء العالم.
يحمي تعاقد إسرائيل لتوريد الغاز لمدة 15 عاماً مصر من قدر كبير من التقلبات.
قالت المصادر، إنَّ خط الأنابيب الجديد سيسمح بزيادة الإمدادات إلى مصر، بما يتراوح بين ثلاثة وخمسة مليارات متر مكعب سنوياً، وستستخدم هذه الإمدادات في تغذية شبكة الكهرباء المصرية، وزيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال من مصر إلى أوروبا وآسيا.
قال يوسي أبو، الرئيس التنفيذي لشركة "ديليك للحفر" لـ"رويترز": "ما من شكٍّ أنَّ مصر تملك كل الخصائص والظروف لكي تصبح مركزاً عالمياً، وهو ما سيتطلب كميات إضافية من الغاز من إسرائيل، وقبرص، والمناطق المحيطة، ليكون بؤرة لتجارة الغاز على المستويين الإقليمي والعالمي".
غير أنَّ الخط البري قد يتعرض لهجمات من جانب متشددين إسلاميين في سيناء، سبق أن حاولوا عدة مرات في السنوات الأخيرة استهداف البنية التحتية للغاز في شبه الجزيرة.
التوسع في الإنتاج
تتوقف قدرة إسرائيل على زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي لجيرانها على قدرة الشركات على زيادة الإنتاج، ومن المتوقَّع أن تزداد قدرة التصدير الإسرائيلية إلى 8 مليارات متر مكعب سنوياً بحلول العام 2023 من خمسة مليارات متر مكعب سنوياً في الوقت الحالي بفضل إزالة الاختناقات في البنية التحتية القائمة، وتوسعة حقل "ليفياثان" العملاق الذي تتولى تشغيله شركة "شيفرون"، وتملك فيه "ديليك للحفر"، إحدى شركات مجموعة "ديليك"، حصة تبلغ 45 %، وقد امتنع متحدِّث باسم شركة "شيفرون" عن التعليق.
قالت الشركة، إنَّ الإنتاج سيزيد عندما تبدأ شركة "إنرجين" الإنتاج من حقل "كريش/تنين"، وهو الأمر المخطط له أن ينفذ في منتصف 2022. وأضافت أنَّ "إنرجين" تعتزم أيضاً البدء في فبراير المقبل في حفر خمس آبار جديدة يمكن أن ترفع الإنتاج في السنوات المقبلة، مضيفة في بيان أنَّ "إنرجين ترحب بأي بنية تحتية جديدة تربط شرق البحر المتوسط بأوروبا".
أشارت المصادر إلى أنَّ خط الأنابيب البري لن يؤثر في خطة إسرائيل ومصر لمدِّ خط بحري ثانٍ لتزويد محطتي "إدكو"، و"دمياط" لإسالة الغاز الطبيعي، إذ يمكن إعادة تصدير الغاز منهما إلى أوروبا وآسيا.