قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا مستعدة لتسليم كل الغاز الطبيعي الذي تحتاجه أوروبا، ملقياً باللوم في أزمة الطاقة الحالية في القارة على السياسات المعيبة، وليس نقص الإمدادات.
وأوضح بوتين في أسبوع الطاقة الروسي في موسكو اليوم الأربعاء، أن بلاده -أكبر موردة للغاز في أوروبا- ترفع شحناتها تماشياً مع طلبات عملائها، وهي "مستعدة لمناقشة أي خطوات إضافية" لتحقيق الاستقرار في أسواق المنطقة. ومع ذلك، انتقد القارة لإدخالها "عيوباً منهجية" في نظام الطاقة الخاص بها، ثم "نقل اللوم" عندما تسوء الأمور.
وقال بوتين إن روسيا عززت بالفعل شحنات الغاز إلى أوروبا بنسبة 15% في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، و"إذا طُلبت منا زيادة أكثر، فنحن مستعدون". "نزيد بقدر ما يطلب منا شركاؤنا ذلك. لا يوجد رفض واحد، ولا واحد".
يتسبب الارتفاع الحاد في أسعار الغاز والطاقة في إحداث فوضى في الاقتصاد الأوروبي. وخفف تدخل بوتين الأول في السوق الأسبوع الماضي من الارتفاع، لكن الأسعار ارتدت منذ ذلك الحين. وارتفع سعر عقود الغاز الهولندية تسليم الشهر المقبل، وهي المقياس الأوروبي، بنسبة تصل إلى 8.9% إلى 93.35 يورو لكل ميغاواط/ساعة يوم الأربعاء.
وفي حين أن شركة الغاز العملاقة التي تديرها الدولة (غازبروم) كانت تفي بجميع عقود التوريد طويلة الأجل، فإن أحد أسباب أزمة الطاقة في القارة هو انخفاض الصادرات من روسيا أكثر من المتوقع، مما ترك مخزونات الغاز في المنطقة مستنفدة للغاية.
وقال بوتين إن العملاء الأوروبيين ارتكبوا خطأ بالاعتماد على الإمدادات من السوق قصيرة الأجل لملء مرافق تخزين الغاز، بدلاً من تأمين عقود طويلة الأجل. وأضاف في كلمة ألقاها في المؤتمر "لا يبدو أن سوق الغاز الأوروبية متوازنة ويمكن التنبؤ بها". في السوق المحلية الروسية "من المستحيل تخيل مثل هذه المشاكل".
وفي حين أن إنتاج غازبروم الشهر الماضي كان عند أعلى مستوى له منذ أكثر من عقد في هذا الوقت من العام، فإن صادراتها إلى الأسواق الخارجية الرئيسية كانت في أدنى مستوياتها منذ سبتمبر 2016 على الأقل، بناءً على البيانات والحسابات التاريخية التي جمعتها بلومبيرغ وانترفاكس. وقالت الشركة إنها غارقة في الطلب المحلي، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى حملة التخزين والحقن الضخمة في المنزل والطقس البارد في سبتمبر في عدة مناطق. ومع ذلك، أكدت الشركة أنها زودت عملاءها الأجانب بالكامل بما يتماشى مع العقود طويلة الأجل.
وقال بوتين: "روسيا تفي بالكامل بالتزاماتها التعاقدية تجاه شركائنا، بما في ذلك أوروبا، وتضمن إمدادات الغاز المضمونة وغير المنقطعة في هذا الاتجاه". ستضمن مشاريع خطوط الأنابيب الجديدة، بما في ذلك خط الغاز المثير للجدل "نورد ستريم 2"، "استقرار وإمكانية التنبؤ بإمدادات الغاز بالكميات التي تحتاجها الدول الأوروبية لسنوات قادمة".
