يستمر تحالف "أوبك +" في السيطرة إلى حد بعيد على سوق النفط بينما يلتقي الوزراء في اجتماعهم الذي ينعقد بشكل شهري.
يتداول النفط الخام بالكاد تحت مستوى 80 دولاراً للبرميل في بورصة لندن، وهو أعلى مستوياته منذ ثلاث سنوات تقريباً، وتعتقد شركة تجارة النفط "فيتول غروب" أن السياسة الإنتاجية التي سيتبعها تكتل المنتجين هي العامل الأساسي المؤثر على حركة الأسعار خلال الأشهر المقبلة.
وضع جيد
تتمتع المملكة العربية السعودية بوضع جيد، في ظل اقتراب حجم الإنتاج من مستويات ما قبل فترة تفشي وباء فيروس كورونا، وتحقيق أعلى عوائد نفطية منذ عام 2018، علاوة على تأييد أقرانها من الأعضاء خطة لاستعادة إجمالي 400 ألف برميل يومياً من الإنتاج المعطل شهرياً. كما تشعر واشنطن بالرضا حيال وتيرة زيادات الإمدادات من الخام، وذلك بحسب مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه.
من جهتها رجحت أمريتا سين، كبيرة محللي النفط والمؤسس المشارك في شركة "إنريجي أسبكتس ليمتد " للخدمات الاستشارية، أن يحافظ تحالف "أوبك +" على خطته اليوم. وأضافت أنه طالما بقيت الأسعار عند مستوى يتراوح بين 70 و80 دولاراً للبرميل، "فستكون الحاجة الماسة للتحرك فوق مستوى الاتفاق الحالي محدودة".
تدخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها إلى مؤتمر، يعقد عبر تقنية الفيديو يوم الاثنين، وهي في وضع مستقر بشكل كبير، وذلك بعد أكثر من عام من الصخب. يبدو تضارب المصالح الداخلي جراء الجائحة – بداية من حرب الأسعار الضارية بين روسيا والمملكة العربية السعودية وصولاً إلى الخلافات بين الحلفاء بمنطقة الخليج حول حصص الإنتاج - وكأنه شيء من الذكريات البعيدة.
تهديدات خارجية
إذا كان هناك ما قد يهدد التوازن الحساس الذي أنجزه تحالف "أوبك +"، فسيكون إمكانية امتداد أزمات خارجية إليه.
أسفر نقص الغاز الطبيعي، الذي صعد بأسعار الوقود إلى ما يكافئ سعر 190 دولاراً للبرميل، عن تحفيز عملية التحول إلى استخدام المنتجات النفطية في أغراض التدفئة والتصنيع، وهو ما أدى إلى توسيع إجمالي الطلب.
لا يزال إنتاج النفط الأمريكي في مرحلة التعافي من تأثيرات إعصار "إيدا"، الذي أدى إلى توقف إنتاج نحو 35 مليون برميل بعد اجتياحه منطقة خليج المكسيك قبل شهر ـ ويعادل ذلك تقريباً شهرين كاملين من زيادة إمدادات تحالف "أوبك +".
لكن تبرز حالة القلق بين الدول المستهلكة الكبرى، في الوقت الذي يهدد فيه ارتفاع الأسعار بداية من الطاقة إلى الغذاء والمعادن بإحداث تزايد في معدلات التضخم، وهو ما سيزيد من تعقيد السياسة النقدية الراهنة.
قال المسؤول الأمريكي إن الولايات المتحدة أفصحت خلال محادثات مع المسؤولين السعوديين في الأيام الأخيرة عن رغبتها في أن يستمر تكتل "أوبك +" يقظاً إزاء أي تغيرات محتملة في ميزان العرض والطلب، خاصة فيما يتعلق بأي تأثيرات قد تمتد إليه من نقص الغاز الطبيعي. وأكد المسؤول أن الرياض وواشنطن اتفقتا على البقاء على اتصال وثيق والاستمرار في مراقبة السوق.
قال سين من شركة "إنريجي أسبكتس": "تحرص المملكة العربية السعودية تماماً على الحد من التقلبات سواء الصعودية أو الهبوطية". تابع: "سيكون هذا هو العنصر الأساسي. إذا ارتفعت الأسعار على نحو مفاجئ، فسيكون هناك رد فعل سريع للغاية من قبلهم".