وسَّع النفط مكاسبه نحو سعر 50 دولاراً للبرميل بعد توصُّل مجموعة "أوبك بلس" إلى اتفاق تسوية للتخفيف التدريجي من تخفيضات الإنتاج، منهياً بذلك أياماً من حالة عدم اليقين بعد ظهور تصدُّعات في التحالف في وقت سابق من الأسبوع.
وارتفعت العقود الآجلة بنسبة 1.9% في لندن بعد إغلاقها على أعلى مستوىً لها منذ تسعة أشهر يوم الخميس.
وستبدأ المجموعة بإضافة 500 ألف برميل نفط خام يومياً إلى السوق اعتباراً من شهر يناير، وسيعقد الوزراء اجتماعات شهرية لتحديد الخطوات التالية.
وتجنَّبت التسوية حدوث شرخ في وحدة دول مجموعة "أوبك بلس" بعد انقسام حادٍّ في الرأي بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وفي هذه الأثناء، يشير منحنى أسعار العقود الآجلة للنفط إلى توريدات أقل، ومنظور طويل الأمد أكثر إشراقاً. فقد تحرَّك النطاق الزمني لعقود خام برنت أكثر نحو العقود الفورية النقدية؛ إذ يتم تداول أقرب عقد لشهر ديسمبر (الحالي) عند مستوى أعلى من مثيله لشهر ديسمبر 2022.
وتوفِّر التسوية التي توصَّلت إليها دول المجموعة بعد حوالي أسبوع من المفاوضات الصعبة، شيئاً للأعضاء الذين ينتابهم القلق بشأن هشاشة السوق، وللدول التي ترغب بضخِّ المزيد من النفط للاستفادة من الأسعار الأعلى أيضاً. وقد ارتفعت أسعار النفط مؤخراً نتيجة التفاؤل السائد بأنَّ الطلب على الوقود سيتعافى بمجرد توزيع لقاح كوفيد-19 على نطاق واسع.
وقال فيكتور شوم، نائب رئيس الاستشارات في مجال الطاقة في "آي إتش إس ماركيت"، إنَّ "السوق سعيدة بتوصُّل مجموعة "أوبك بلس" إلى قرار بالتحرُّك قدماً وبحذر، وبخطوات صغيرة. وتبدو هذه خطوة معقولة نظراً لحالة عدم اليقين الموجودة. والحقيقة الثابتة هي أنه مع ارتفاع أسعار النفط، تتلاشى الرغبة في كبح جماح العرض".
التعافي العالمي في الطلب غير متكافئ
قبيل اجتماع "أوبك بلس"، كان مراقبو السوق يتوقَّعون أن يؤخر التحالف تخفيف تخفيضات الإنتاج المخطط لها ثلاثة أشهر. وقال رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك بعد الاجتماع يوم الخميس، إنَّ التعديلات على كمية الإنتاج قد تحدث في أي اتجاه؛ إذ سيستند القرار المحتمل إلى جميع العوامل، السلبية منها والإيجابية.
وستسمح هذه التسوية لسوق النفط بالبقاء في حالة عجز طوال الربع الأول من العام القادم، وفقاً لـشركة"تي دي سيكيورتيز". في حين ورد في مذكرة لـ"غولدمان ساكس" إنه ينبغي أن يكون هناك ارتفاع ثابت ومستدام في الأسعار خلال عام 2021 مع خروج مجموعة "أوبك بلس" من حالة تخفيض الإنتاج بطريقة منسقة.
كما قال إدوارد مويا، محلل السوق في أواندا: "ترحب أسواق الطاقة بقرار مجموعة "أوبك بلس" بتخفيف التخفيضات على الإنتاج. فهناك حالة من عدم اليقين، لكنَّ سبباً جيداً يدعو للتفاؤل بشأن ارتفاع الطلب مع الوصول إلى الجزء الأخير من الربع الأول".
وهناك إشارات تزيد من الحالة الإيجابية، وتتمثَّل في أنَّ الولايات المتحدة تقترب من إقرار محفزات جديدة لتعزيز الاقتصاد المتضرِّر من الوباء قبل نشر اللقاح. لكن التعافي العالمي في الطلب غير متكافئ، إذ تكافح الولايات المتحدة وأوروبا عودة انتشار الفيروس، في حين تعافت أجزاء من آسيا بقوة.