يتعين على أعضاء البرلمان في ماليزيا تقديم المرشح لتولي منصب رئيس الوزراء الجديد إلى القصر بحلول الساعة 4 مساء بالتوقيت المحلي يوم الأربعاء، حيث يبدأ ملك البلاد البحث عن خليفة لمحي الدين ياسين، الذي استقال أمس الاثنين.
تم تنبيه المشرعين بالحفاظ على سرية محتويات خطابات إعلانهم حتى يقرر الملك أي نائب حصل على دعم الأغلبية، وفقاً لإخطار أرسله رئيس البرلمان أزهر عزيزان هارون إلى النواب. ويجوز للنواب إرسال رسالة عبر البريد الإلكتروني أو الفاكس أو تطبيق المراسلة "واتساب" تتضمن الشخصية المرشحة لتولي منصب رئيس الوزراء.
لا يزال النائب المعارض أونغ كيان مينغ يعلن صراحة على الملأ أنه سيدعم أنور إبراهيم لرئاسة الحكومة، بعد سؤاله عبر "تويتر".
أونغ عضو في حزب العمل الديمقراطي، أكبر حزب سياسي في البلاد من حيث عدد مقاعد البرلمان. قال أونغ كيان مينغ على "تويتر" يوم 17 أغسطس 2021 "ليست قضية. لقد كان موقفي وموقف حزبي واضحين. سأدعم أنور إبراهيم مرشحاً لمنصب رئيس الوزراء. ما لم يوجه الحزب بخلاف ذلك، سيكون هذا اختياري".
كان لهذا التطور أصداء العام الماضي، عندما تم تعيين محي الدين بعد استقالة مهاتير محمد بشكل مفاجئ، مما ترك البلاد بدون رئيس وزراء لمدة أسبوع.
بدلاً من عقد جلسة البرلمان، أمضى الملك عدة أيام في إجراء مقابلات مع النواب بقصره لقياس دعمهم، مما أدى إلى تحالفات متغيرة وموجة من التصريحات القانونية، التي تم إطلاقها وانتهت في نهاية المطاف بالفترة القصيرة التي قضاها محيي الدين رئيساً للوزراء.
وفي هذا الشأن يقول أوه إي سون، الزميل البارز في معهد سنغافورة للشؤون الدولية، إن هذه الطريقة قانونية لأن الدستور يسمح للملك بممارسة رأيه بشأن من يحتمل أن يقود الأغلبية.
يضيف سون: "إذا كنت ترغب في تحسين الشفافية، فسيتعين على الحكومة المستقبلية أن تدفع لتعديل الدستور لجعله أكثر وضوحاً فيما يتعلق بكيفية تحديد الأغلبية التي يتمتع بها رئيس الوزراء".
حكومة الوحدة
مع ذلك، أشارت بعض الأحزاب السياسية هذه المرة إلى استعدادها لتنحية خلافاتها جانباً لتشكيل حكومة أكثر شمولاً. جاء ذلك بعد أن التقى الملك بقادة الأحزاب اليوم الثلاثاء، حيث ذكّرهم بأهمية البقاء متحدين لمحاربة تفشي كوفيد وإنعاش الاقتصاد، بحسب أنور.
قال أنور بعد اللقاء مع الملك: "لقد قدم كل منا وجهة نظره، ولكن بدا أن هناك تفاهماً وإجماعاً على إنهاء سياساتنا القديمة المتعبة والمملة".
حضر الاجتماع زعماء تحالف "باكاتان هارابان" المُعارض، والمنظمة الوطنية الماليزية المتحدة، والحزب الإسلامي الماليزي، وحزب بيجوانغ الذي ينتمي إليه مهاتير، وحزب "بيرساتو" الذي ينتمي إليه محي الدين، بحسب أنور.
استقال محي الدين وحكومته بعد أكثر من 17 شهراً في السلطة، مما أدى إلى تأجيج أزمة القيادة في بلد يعاني من ضعف الاقتصاد وزيادة في حالات الإصابة بكوفيد، كما سيبقى في منصب رئيس وزراء تصريف الأعمال حتى يتم تعيين خليفته.
اقتصاد ماليزيا يختتم 2020 بأسوأ أداء له منذ 22 سنة
كتب زعيم الشباب في حزب المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة أشرف وجدي دوسوكي على "فيسبوك": "آمل أن تقبل جميع الأحزاب السياسية دعوة الملك للتوصل إلى حل وسط وتشكيل حكومة وحدة من أجل التعامل مع الوباء وإدارة رفاهية الشعب، وبالتالي خفض درجة الحرارة السياسية في البلاد".