قد تحتاج إسرائيل إلى إنفاق إضافي قدره 13 مليار شيكل (3.6 مليار دولار) سنوياً على الجيش استعداداً لخوض مواجهات على جبهات متعددة، حسب تقرير أعدته لجنة من الخبراء، مما قد يفرض ضغوطاً إضافية على الميزانية.
قدمت لجنة مكونة من 12 عضواً، عيّنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هذه التوصية في تقرير صدر يوم الإثنين، في حين نصحت البلاد بالاستعداد لخوض حرب محتملة مع إيران.
حذرت اللجنة أيضاً من تأثير التوترات المتصاعدة مع تركيا، وخاصة بعد تغيير الحكومة مؤخراً في سوريا، وقالت إن إسرائيل يجب أن توسع صناعة الأسلحة لديها لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة.
شكّل نتنياهو اللجنة برئاسة الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي يعقوب ناغل بعد هجوم شنه مسلحون من حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، والذي أدى إلى اندلاع الحرب في غزة.
مالية إسرائيل تحت ضغوط
الهدف من تشكيل اللجنة هو الحصول على إرشادات لإعادة تنظيم الدفاعات الإسرائيلية في ضوء الهجوم، رغم أن رئيس الوزراء لم يبدِ التزاماً واضحاً عندما عُرضت عليه النتائج.
تعاني أوضاع المالية الإسرائيلية بالفعل من ضغوط بسبب 15 شهراً من الصراع، بما في ذلك مع مجموعات أخرى مدعومة من إيران، حيث بدأت الضرائب المرتفعة المخصصة لتمويل الإنفاق الدفاعي تثقل كاهل ميزانيات الأسر. ورغم أن التوصيات تتماشى مع ما وصفه نتنياهو ومستشاروه بأولويات الدولة، فإن كيفية تمويلها لا تزال غير واضحة ولم تُدرج في التقرير.
قد يزيد الإنفاق العسكري الإسرائيلي بحوالي 215 مليار شيكل خلال عقد من الزمن، حال إضافة توصيات اللجنة إلى الزيادة البالغة 82 مليار شيكل التي تمت الموافقة عليها بالفعل. وستبلغ ميزانية الدفاع في المتوسط 96.6 مليار شيكل سنوياً، أي أعلى بنسبة 40% من مستويات ما قبل الحرب.
"حرب شاملة"مع إيران
فيما يتعلق بإيران، حذرت اللجنة من احتمال نشوب حرب "واسعة وشاملة قد تستمر لأكثر من عقدين"، وقالت إن تنصيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب هذا الشهر يشير إلى "إمكان حدوث تغيير جذري وتحرك مشترك لإزالة أو تقليص التهديد الإيراني بشكل كبير".
تبادلت إسرائيل إطلاق صواريخ مباشرة مع الجمهورية الإسلامية مرتين العام الماضي، مما أثار مخاوف واسعة من نشوب حرب إقليمية. تصاعدت التوترات بينما كانت إسرائيل تخوض معركة ضد حماس وحزب الله اللبناني، وكلاهما مكونان رئيسيان في محور المقاومة الذي تدعمه طهران عبر الشرق الأوسط. وتصنف الولايات المتحدة ودول أخرى "حماس " و"حزب الله" كمنظمات إرهابية.
مع تراجع قوة تلك الجماعات، حذّر التقرير من التهديدات التي قد تواجهها إسرائيل من تركيا، خاصة وسط الاضطرابات في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد. تسعى تركيا وإسرائيل للاستفادة من الفترة الانتقالية لتحقيق مكاسب إقليمية وسياسية.
كتبت اللجنة: "قد تجد إسرائيل نفسها في مواجهة تهديد جديد سينشأ في سوريا". وأضافت أن صراعاً مباشراً قد يتطور بين البلدين إذا أصبحت القوات السورية تعمل "كوسيط أو وكيل" لتركيا.
قال حكام سوريا الفعليون إنهم لن يسمحوا باستخدام بلادهم للهجوم على دول أخرى. وعلى الرغم من أن تركيا انتقدت بشدة إسرائيل بسبب حربها في غزة، فإن أنقرة تركز حالياً على تقليص قوة القوات الكردية في شمال سوريا، بعيداً عن الأراضي الإسرائيلية.
تضمّن التقرير معلومات تخضع للسرية. في النسخة التي تم نشرها علناً، أوصت اللجنة بأن تتحول إسرائيل من محاولة تخريب برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني إلى استهداف أنظمة الأسلحة الإيرانية.
لزيادة الاستقلالية في إنتاج الأسلحة، قالت اللجنة إنها "حددت عدداً صغيراً من أنواع الأسلحة والمكونات والمواد الخام الحيوية التي يجب على إسرائيل تعزيز قدراتها المحلية في إنتاجها".