أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن توسع مجموعة "بريكس" في الآونة الأخيرة يؤكد أنه جارٍ تشكيل "عالم متعدد الأقطاب"، في تحدٍ للنظام العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة.
لفت بوتين خلال جلسة الافتتاح الرسمي لقمة الزعماء المنعقدة بمدينة قازان في روسيا، اليوم الأربعاء، إلى أن: "(بريكس) تلبي تطلعات العنصر الرئيسي للمجتمع الدولي، ما يطلق عليه الأغلبية العالمية. وزاد الإقبال على المجموعة في ظل الأوضاع الحالية على الأخص، حيث يشهد العالم حدوث تغيرات جذرية، وتجري عملية تشكيل عالم متعدد الأقطاب".
تستضيف روسيا أول قمة لـ"بريكس" منذ زيادة عدد أعضائها في يناير الماضي، بعد انضمام الإمارات وإيران ومصر وإثيوبيا إلى المنظمة التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. كما أعربت أكثر من 30 دولة، من بينها تايلندا والجزائر وتركيا- الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)- عن اهتمامها بالانضمام إلى "بريكس"، رغم انقسام آراء الأعضاء الحاليين حول جدوى التوسع الكبير في الفترة الحالية.
نفوذ "بريكس" يتزايد
قال بوتين للزعماء الحاضرين: "تجاهُل الاهتمام غير المسبوق من قبل دول جنوب وشرق العالم بتقوية العلاقات مع (بريكس) سيكون خطأً، بينما يشكل الحفاظ على التوازن ضرورة في الوقت نفسه".
ومن المقرر أن يعقد بوتين محادثات منفصلة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الإيراني مسعود بيزشكيان، على هامش القمة في وقت لاحق من اليوم الأربعاء.
يتزايد نفوذ "بريكس" في الفترة الحالية، حيث تشكل الدول الأعضاء التسع 26% من الاقتصاد العالمي، و45% من عدد سكان العالم، مقارنة بـ"مجموعة الدول السبع" التي تمثل 44% من الناتج المحلي الإجمالي على مستوى العالم، و10% من عدد سكانه. ستستضيف البرازيل قمة "مجموعة العشرين" (G-20) في الشهر المقبل، بعد رئاسة الهند للمجموعة في العام الماضي، وقبيل استضافة جنوب أفريقيا لها في 2025.
روسيا تخفف تأثير العقوبات الغربية
فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها في "مجموعة الدول السبع" عقوبات غير مسبوقة على روسيا بسبب الغزو الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، ويسعى الرئيس الروسي إلى تخفيف أثر هذه العقوبات على اقتصاد البلاد عبر حث الدول الأعضاء في "بريكس" على تقليل الاعتماد على الدولار الأميركي كعملة احتياطية دولية من خلال تعزيز التجارة بالعملات المحلية.
على الرغم من أن الدول الأعضاء في المجموعة تفضل زيادة استخدام العملات المحلية في التجارة الثنائية، إلا أنها لا تجد الحافز نفسه للتخلي عن النظام القائم على الدولار، كما تعارض بعض الدول، ومن بينها الهند وجنوب أفريقيا والإمارات، تصوير مجموعة "بريكس" على أنها منظمة معادية للولايات المتحدة بأي شكل.
تعتبر القمة التي ستستمر لثلاثة أيام أكبر تجمع لزعماء العالم في روسيا منذ بدء غزو أوكرانيا، وينظر لها الكرملين باعتبارها دليلاً على أن بوتين ليس رئيساً منبوذاً، رغم كل الجهود التي بذلها الغرب لعزله عن العالم.
لم يحضر بوتين قمة "بريكس" التي عُقدت العام الماضي، بعد أن حذرته جنوب أفريقيا من احتمال اضطرارها إلى الالتزام بأمر التوقيف الصادر في حقه من المحكمة الجنائية الدولية في مارس من العام الماضي، بزعم ارتكابه جرائم حرب في أوكرانيا.