قال أحد كبار المستشارين الاقتصاديين لدونالد ترمب، إن بنك الاحتياطي الفيدرالي مارس حكماً سيئاً بخفض أسعار الفائدة بالقرب من الانتخابات الرئاسية.
أشار سكوت بيسنت، الرئيس التنفيذي لصندوق التحوط "كي سكوير غروب" (Key Square Group)، في مقابلة مع "بلومبرغ نيوز" يوم الجمعة، إلى أنه "إذا كنتَ (الاحتياطي الفيدرالي) قلقاً بشأن نزاهة المؤسسة، فلن تفعل ذلك". وأضاف: "لم تكن لتقوم بخفض كبير (في أسعار الفائدة) بشكل خاص"، في إشارة إلى قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الشهر الماضي بخفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، وهي خطوة أكبر من المعتاد.
وصف رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ومسؤولون آخرون في البنك المركزي، خفض أسعار الفائدة بأنه يهدف إلى دعم سوق العمل التي على الرغم من أنها لا تزال قوية على نطاق واسع، إلا أنها تباطأت هذا العام. وقد خطط صناع السياسات لخفض آخر بمقدار نصف نقطة مئوية خلال بقية عام 2024، وفقاً لأوسط التوقعات الصادرة في سبتمبر.
باول ومسؤولون آخرون أشاروا مراراً إلى أن الاعتبارات السياسية لا تؤخذ بالاعتبار عند وضع السياسة، بل يركزون بدلاً من ذلك على تقييمهم لما هو أفضل للاقتصاد الأميركي. وبينما قال ترمب إن الخفض كان "مناورة سياسية"، امتنع المشرعون الجمهوريون إلى حد كبير عن انتقاده.
وقال بيسنت: "في السمعة، كل شيء هو مجرد مظهر"، محاججاً بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان بإمكانه الانتظار إلى ما بعد الانتخابات لخفض أسعار الفائدة. وأضاف: "أخبرني على أي كوكب يمكن تصور أن الانتظار لمدة شهرين (لخفض الفائدة) سيكون مؤثراً بشكل حاسم، مقابل (المخاطرة في) نزاهة المؤسسة".
"رئيس ظل" للاحتياطي الفيدرالي
كرر بيسنت فكرته بترشيح رئيس جديد لبنك الاحتياطي الفيدرالي قبل فترة طويلة من انتهاء ولاية باول كرئيس للبنك المركزي في مايو 2026. وستبدأ الأسواق المالية بعد ذلك في الاهتمام بـ"رئيس الظل" بدلاً من باول وفقاً لبيسنت، الذي شرح الاقتراح سابقاً لصحيفة "بارون".
رفض بنك الاحتياطي الفيدرالي التعليق على الفكرة، أو انتقادات بيسنت لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر.
أشار بيسنت، الذي أكد أنه لا يتحدث نيابة عن حملة ترمب، إلى أن رئيس "الظل" يمكن ترشيحه قبل ستة أشهر من نهاية ولاية باول كرئيس. وقال: "بهذه الطريقة تكون حددت الشخص، وعرفت تاريخه وميوله".
كان مارك جيانوني، كبير خبراء الاقتصاد الأميركي في "باركليز كابيتال" ومدير الأبحاث السابق في بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، متشككاً في إمكانية توقع أن يغير "رئيس الظل"، إذا لم يكن منسجماً مع بقية أعضاء لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التي تحدد أسعار الفائدة، اتجاه السياسة. لكنه قال إنهم قد يعطلون الأسواق إلى حد ما.
وأضاف أن "إثارة الضجيج حول من هو المسيطر ومن قد يكون مسيطراً في وقت لاحق، قد يكون كافياً لإحداث اضطرابات في الأسواق، وخلق التقلبات". وتابع: "من الصعب تقييم حجمها في هذه المرحلة".
شدد ترمب سابقاً على أنه لن يعيد تعيين باول لفترة أخرى. كما انتقد باول بشكل متكرر، وقال في أغسطس إنه يشعر بقوة أن الرئيس الأميركي يجب أن يكون له "رأي" في السياسة النقدية. أثار تاريخ ترمب تكهنات بأنه إذا فاز بولاية ثانية، فسيحاول الحد من سلطة باول وقدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي على تحديد السياسة بشكل مستقل عن الرئيس.
لكن بيسنت رفض هذه الفكرة، وقال في إشارة إلى ترمب: "أنا أعلم أنه يفهم أن استقلال البنك المركزي يرسخ توقعات التضخم طويلة الأجل، والتي ترسخ أسعار الفائدة طويلة الأجل".