افتتحت مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس مناظرتها الرئاسية مع الجمهوري دونالد ترمب بالترويج لأجندتها الاقتصادية، قائلة إنها المرشحة الوحيدة على المسرح التي لديها خطة تركز على "رفع مستوى الطبقة الوسطى والعاملين في أميركا".
تناولت هاريس إحدى أكبر نقاط ضعفها الانتخابية، وهي الأسعار المرتفعة والتكاليف التي أضرت بالأسر الأميركية، وتركت الناخبين متشككين في الأجندة الاقتصادية للرئيس جو بايدن. أشارت نائبة الرئيس إلى خططها لتوسيع الائتمان الضريبي للأطفال (مساعدة مالية تمنحها الحكومة لمساعدة الأسر التي لديها أطفال)، وتقديم دعم الرهن العقاري لمشتري المنازل الجدد، وخصم للشركات الصغيرة، بينما هاجمت ترمب بشأن سياسة التعريفة الجمركية المقترحة.
قالت هاريس في المناظرة التي عقدت في فيلادلفيا، في ساعة متأخرة من يوم الثلاثاء بتوقيت الولايات المتحدة، واستضافتها شبكة "إيه بي سي نيوز": "تكلفة السكن باهظة للغاية بالنسبة لعدد كبير جداً من الأشخاص الذين نعرفهم". ودافعت عن جهود الإدارة الحالية في مجال الاقتصاد، قائلة إنها وبايدن كان عليهما "تنظيف فوضى دونالد ترمب".
فيما رد "ترمب" قائلاً: "كانت لدي تعريفات جمركية، ولكن لم يكن لدي تضخم".
ملف الهجرة والحدود
وانتقد ترمب في كلمته الافتتاحية هاريس فيما يتعلق بملف الحدود، مشيراً إلى "سبرينغفيلد" بولاية أوهايو، وهي منطقة شهدت تدفقاً كبيراً من قبل المهاجرين الهايتيين.
واستطرد ترمب: "المهاجرون يستولون على المدن. ويستولون على المباني. ويتدفقون بعنف"، في محاولة لتحويل المحادثة إلى سياسة الهجرة، وهي قضية تظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين لا يوافقون على استجابة إدارة بايدن لها.
لكن الرئيس السابق كان في موقف دفاعي منذ البداية، حيث نأى بنفسه عن "مشروع 2025"، وهو خطة محافظة لولايته الثانية كتبها بعض من أقرب حلفائه، لكنه تبرأ منها في مواجهة هجمات الديمقراطيين.
وقال ترمب بعد أن انتقدته هاريس بشأن المبادرة: "لم أقرأ هذا المشروع. لا أريد أن أقرأه. وبشكل متعمد، لن أقرأه". وأضاف: "مجموعة من الأشخاص اجتمعوا، وقدموا بعض الأفكار، على ما أعتقد. بعضها جيد، وبعضها سيئ. لكن هذا لا يهم".
تأتي المناظرة، التي قد تكون المواجهة الوحيدة وجهاً لوجه بين هاريس وترمب في هذا الموسم الانتخابي، في وقت تستعد فيه بعض الولايات لبدء التصويت المبكر في غضون أيام، وتظهر استطلاعات الرأي أن هناك تقارباً في السباق بين كلا المرشحين.
شبح بايدن
كان يخيم على مناظرة أمس ظل واحدة من أكثر المناظرات أهمية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، التي عقدت في يونيو الماضي، حيث قدم بايدن أداء كارثياً ضد ترمب، مما أدى إلى استبداله بهاريس.
سلط كل من هاريس وترمب، خلال مناظرتهما على خشبة المسرح، الضوء على ما كان بالفعل منافسة مضطربة وغير مسبوقة. وتسعى هاريس، البالغة من العمر 59 عاماً، إلى أن تصبح أول امرأة سوداء وأول رئيسة للولايات المتحدة من أصل آسيوي. ويخوض ترمب (78عاماً) سباقه الثالث للوصول إلى البيت الأبيض، ويتطلع للعودة إلى السلطة كأول رئيس سابق يُدان بارتكاب جناية، وبأجندة تطمح إلى تحدي القواعد السياسية الأميركية الراسخة.
تعتبر رهانات الفوز مرتفعة لكلا المرشحين في هذا السباق الرئاسي العاصف، مع بقاء أقل من شهرين حتى يوم الانتخابات.
تُظهر الاستطلاعات أن هناك تعادلاً في السباق، حيث يتنافس ترمب وهاريس على الفوز في سبع ولايات رئيسية من المرجح أن تحدد نتيجة نوفمبر. تتقدم هاريس أو تتعادل مع ترمب في كل من هذه الولايات السبع، وفقاً لاستطلاع "بلومبرغ نيوز ومورنينغ كونسالت" في أغسطس.
فرصة هاريس
بالنسبة لهاريس، تعد هذه المناظرة فرصة حاسمة لتعريف نفسها للناخبين والتصدي للهجمات التي يشنها ترمب، الذي يحاول تصويرها على أنها ليبرالية أكثر مما ينبغي للناخبين الأميركيين. كما تُظهر الاستطلاعات أن العديد من الناخبين يقولون إنهم لا يعرفون هاريس أو سياساتها بشكل جيد.
بالنسبة لترمب، فإن التحدي يمثل تهدئة لهجماته المتكررة والقاسية، حيث يحثه حلفاؤه على التركيز على الاقتصاد والهجرة، وهما قضيتان تُظهر الاستطلاعات أن الناخبين يفضلونه فيهما على منافسته، بدلاً من اللجوء إلى الإهانات التي قد تنفر بعض الناخبين.
من جانبها، تسعى هاريس إلى تصوير نفسها كعامل تغيير، داعية الناخبين إلى تجاوز العقد الأخير من السياسة الفوضوية. لكن هذا النهج قد أبرز أكبر تحدٍ سياسي لها، وهو النأي بنفسها عن الجوانب الأقل شعبية في إدارة بايدن.
في المقابل، يحاول ترمب ربط هاريس بسياسات إدارة بايدن التي يرفضها الناخبون، خاصة فيما يتعلق بالتضخم وأزمة الحدود، مما يصورها على أنها مسؤولة عن تلك المشاكل.