رئيسة وزراء تايلندا الجديدة هي سليلة عائلة شيناواترا النافذة في البلاد وأصغر شخص يتولى المنصب، إذ تتطلع إلى تحقيق الاستقرار بعد إطاحة المحكمة بسلفها مستشهدةً بانتهاكات أخلاقية.
باتونغتارن شيناواترا، 37 عاماً، هي ثاني امرأة تشغل منصب رئيسة وزراء تايلندا وهي تتبع خطى رئيسي وزراء سابقين من عائلتها. عاد رئيس الوزراء الأسبق تاكسين شيناواترا، والدها الملياردير الذي تولى المنصب من 2001 إلى 2006 قبل الإطاحة به في انقلاب عسكري، إلى تايلندا من 15 عاماً من منفاه الاختياري العام الماضي ومن المتوقع الآن أن يلعب دوراً أكبر في السياسة التايلندية.
تتمثل بعض مهامها الرئيسية في تهدئة مخاوف الناخبين بشأن ارتفاع تكاليف المعيشة والمستثمرين الأجانب القلقين إزاء السياسة المضطربة في تايلندا.
إليك ما تحتاج إلى معرفته عنها:
من هي باتونغتارن؟
تُعرف باسمها المستعار إنج، وهي الابنة الصغرى لتاكسين شيناواترا، عميد العائلة السياسية التي هيمنت على معظم الانتخابات التايلندية منذ مطلع القرن.
درست باتونغتارن العلوم السياسية في جامعة شولالونغكورن المرموقة في تايلندا وحصلت لاحقاً على درجة الماجستير في إدارة الفنادق الدولية من جامعة ساري في المملكة المتحدة. ولم تتجاوز من العمر 17 عاماً حتى تصدرت عناوين الأخبار، عندما عملت بدوام جزئي في "ماكدونالدز" وزارها والدها دعماً لها.
وهي متزوجة من الطيار التجاري بيدوك سوكساواس. ولدى الزوجين طفلان، أحدهما رضيع أنجبته باتونغتارن عندما كانت في حملة الانتخابات العام الماضي.
ماذا فعلت قبل السياسة؟
قضت باتونغتارن جل حياتها المهنية منذ عام 2011 حتى دخولها السياسة مع إمبراطورية أعمال عائلتها شيناواترا، والتي تشمل مضمار غولف وشركات في قطاعات العقارات والضيافة والاتصالات.
وكانت حتى وقت سابق من هذا العام مدرجة كرئيسة تنفيذية لشركة الفنادق "ريندي ديفيلوبمنت" (Rende Development)، التي تديرها شقيقتها، بينتونغتا شيناواترا كوناكورنونغ، وتستشهد بفندق "روز وود" الفاخر في بانكوك كمشروع رائد.
وهي حالياً أكبر مساهم في شركة العقارات المدرجة "إس سي أسيت كورب" (SC Asset Corp)، بحصة 28.5% تقارب قيمتها 5.2 مليار بات (152 مليون دولار)، وفق بيانات بلومبرغ. وتلزم القوانين التايلندية باتونغتارن بالتخلي عن أدوارها في عالم الأعمال والامتثال لقواعد ملكية الأسهم قبل توليها رئاسة الوزراء.
كيف دخلت عالم السياسة؟
تشربت باتونغتارن السياسة من خلال قربها الشديد من والدها تاكسين في مسيرته المهنية. ففي الثامنة من عمرها، رافقته في أول وظيفة حكومية له كوزير للخارجية. وفي العشرين، اختبأت في منزل آمن عندما كانت الدبابات العسكرية تسير دوريات في شوارع بانكوك بينما أطاح به الجيش من السلطة. وبعد عامين، شاهدت والدها وهو يغادر تايلندا لتجنب إدانة بالفساد قال إنها ذات دوافع سياسية.
بدأت باتونغتارن مسيرتها السياسية رسمياً عندما انضمت إلى حزب بويا تاي (من أجل التايلنديين) في 2021 مديرةً للجنة الابتكار والشمول بالحزب. وبعد عامين، قادت حملة الحزب قبل الانتخابات وترشحت ضمن مرشحيه الثلاثة لرئاسة الوزراء، وتعهدت بإنهاء حكم دام قرابة العقد للإدارات المتحالفة مع الجيش بقيادة برايوت تشان أوتشا.
كما تعهدت بإنهاء دورة الانقلابات ضد عائلتها-أُطيح بتاكسين في 2006 وأطيح بحكومة عمتها ينغلوك في 2014- حيث كانت النخب الملكية التي تسيطر على بعض أقوى المؤسسات والشركات في تايلندا تنظر إلى عائلة شيناواترا على أنها تهديد لأكثر من عقد.
ومن المفارقات أنها تعتمد الآن على المحافظين المؤيدين للملكية الذين شكل معهم حزب بويا تاي حكومة. أبرم تاكسين صفقة العام الماضي للعودة إلى تايلندا بعد أكثر من عقد في المنفى بينما كان يواجه اتهامات بالفساد.
ما هي السياسات الرئيسية لإدارتها؟
نظراً لأن فوز باتونغتارن ساعد بويا تاي في تأمين قيادته للحكومة الجديدة، فإن هذا يشير إلى تغييرات قليلة في السياسات التي انتهجتها إدارة رئيس الوزراء السابق سريثا تافيسين. ويرجح أن تركز حكومتها على تعزيز النمو من خلال سياسات مالية أكثر مرونةً بالإضافة إلى معالجة ارتفاع تكاليف المعيشة وديون الأسر التي تقترب من مستويات قياسية. وقد دعت إلى خفض أسعار الفائدة وانتقدت البنك المركزي، قائلة إن استقلاله يشكل عقبة أمام حل المشكلات الاقتصادية في البلاد.
ومع ذلك، ما زال يتعين رؤية ما إذا كان التغيير في القيادة سيوفر ذريعة مناسبة لحكومتها للتخلي عن برنامج توزيع النقود من خلال محفظة رقمية بقيمة 14 مليار دولار. وقد كان هذا وعداً انتخابياً رائداً لحزب بويا تاي المدعوم من تاكسين والمحور الرئيسي لمساعي سريتا لمساعدة الاقتصاد على النمو سنوياً بنسبة 5% مثل العديد من جيران تايلندا في جنوب شرق آسيا.
وعندما سألها الصحفيون عن ذلك عشية ترشيحها، اكتفت باتونغتارن بالقول إنها ستراجع البرنامج بعد توليها السلطة.