تخلفت "بتكوين" عن مسيرة الصعود التي شهدتها مختلف الأصول بدعم من تعليقات مجلس الاحتياطي الفيدرالي التي تلمح إلى اقتراب التيسير النقدي في الولايات المتحدة، فيما يؤدي تقارب نسب التأييد للمرشحين في سباق الانتخابات الأميركية إلى ظهور شكوك حول ما إذا كان دونالد ترمب سيحصل على فرصة لتنفيذ برنامجه الداعم للعملات المشفرة.
انخفض الأصل الرقمي 2.4% أمس الأربعاء، متخلفاً بأكبر فارق في 2024 عن مؤشر لأسهم الشركات التكنولوجية العملاقة السبع الكبرى، المعروفة باسم "العظماء السبعة"، الذي صعد بدعم من موقف "الاحتياطي الفيدرالي" إزاء أسعار الفائدة. وتراجعت العملة المشفرة أكثر اليوم الخميس، إذ بلغت 63750 دولار عند الساعة 6:10 صباحاً في لندن.
تحولت العملة المشفرة الأصلية إلى حد ما لمؤشر على فرص ترمب في العودة إلى البيت الأبيض، وذلك بعدما تعهد المرشح الجمهوري بجعل الولايات المتحدة "عاصمة العملات المشفرة للكوكب والقوة العظمى لبتكوين".
صعود حظوظ هاريس
محت المرشحة الديمقراطية المحتملة، كامالا هاريس، تقدم ترمب عبر سبع ولايات متأرجحة، مستفيدةً من موجة حماس بين الناخبين الشبان والسود والمنحدرين من أصول لاتينية. كما تتمتع هاريس الآن بفرص أعلى من ترمب للفوز حسب موقع "بريديكت إيت" (PredictIt) المتخصص في المراهنة على النتائج السياسية. ولم توضح حملة هاريس بعد موقفها من قطاع الأصول الرقمية.
أشارت نويل أتشيسون، معدة نشرة "كريبتو إز ماكرو ناو" (Crypto Is Macro Now)، إلى "حظوظ هاريس المتصاعدة" باعتبارها "عاملاً سياسياً يمكن أن يكبح" سعر الأصل الرقمي. فيما قال كايل دوان، رئيس التداول في "أركا" (Arca)، إن جانباً من ضعف "بتكوين" الأخير قد يرجع إلى "صعود هاريس في استطلاعات الرأي".
تساءل ترامب أمس الأربعاء عن هوية هاريس العرقية في حلقة نقاش مثيرة للجدل في مؤتمر الرابطة الوطنية للصحفيين السود في شيكاغو، في محاولة خرقاء للوصول إلى الناخبين من ذوي البشرة الملونة.
يمثل تذبذب "بتكوين" علامة على إعادة التفكير على نطاق أوسع في الأسواق فيما تعرف بـ"الرهانات المرتبطة بفوز ترمب" التي احتلت الأضواء الشهر الماضي عندما بدا أن الرئيس السابق لديه فرصة أفضل للفوز في الانتخابات الأميركية المقرر عقدها شهر نوفمبر المقبل.
مخاطر أخرى تهدد العملات المشفرة
علاوة على السياسة، تعرضت سوق العملات المشفرة في الآونة الأخيرة أيضاً لضربة من احتمال بيع الحكومة الأميركية للحيازات التي صادرتها من عملة بتكوين، إضافة إلى خطر بيع بعض دائني بورصة "إم تي. غوكس" (Mt. Gox) المنهارة للرموز المستردة.
من جانبه، أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمس الأربعاء إلى أن البنك المركزي في طريقه لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر إلا إذا تعثر التقدم المُحرز في معركة كبح التضخم. ساهم احتمال تيسير السياسة النقدية في ارتفاع أسعار الأسهم والسندات الأميركية.
قفزت "بتكوين" بأكثر من 45% هذا العام، بمساعدة التدفقات الداخلة إلى صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة الأميركية. وتباطأ ارتفاعها بعد بلوغها أعلى مستوى قياسي عند 73798 دولار في مارس، بعد شهرين من إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة.