خفضت وكالة "إس أند بي" (S&P) للتصنيفات الائتمانية تصنيف الديون السيادية في إسرائيل، بعد خطوة مشابهة من وكالة "موديز"، وسط تصاعد المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
قلصت "إس أند بي" التصنيف الائتماني للديون بدرجة واحدة إلى "A+"، وهو خامس أعلى مستوى لديها، ويعادل تصنيف برمودا والصين. وقالت الوكالة في بيان إن النظرة المستقبلية لا تزال سلبية، وستراجع التصنيف مرة أخرى في 10 مايو المقبل.
أضافت الوكالة: "تصاعد حدة المواجهة مع إيران مؤخراً يزيد من المخاطر الجيوسياسية المرتفعة بالفعل بالنسبة لإسرائيل. ويُرجح تجنب اندلاع صراع إقليمي أوسع، ولكن يبدو أن الحرب بين إسرائيل وحماس ستستمر طوال عام 2024، مقابل التوقعات السابقة التي افترضت أن النشاط العسكري لن يستمر أكثر من 6 أشهر.
ضغوط أكبر على ديون وعملة إسرائيل
أصدرت وكالات التصنيفات الائتمانية الثلاث الكبرى تحذيرات بشأن التصنيف الائتماني لإسرائيل منذ اشتعال الحرب مع حماس في أكتوبر الماضي، والتي تكلف خزائن الدولة ميزانية كبيرة. وتصاعدت التوترات في المنطقة بعدما شنت إسرائيل هجوماً صاروخياً على إيران يوم الجمعة، بعد أقل من أسبوع من إطلاق طهران وابلاً من الصواريخ والطائرات المسيرة عليها.
قد يفاقم خفض التصنيف من الضغوط الملقاة على سندات إسرائيل وعملة الشيكل التي انخفضت بنحو 5% منذ بداية هذا العام. وقفزت تكلفة التحوط ضد تراجع الشيكل مع تأهب المتعاملين لتصعيد محتمل في الصراع، دون التأثر بمحاولات البنك المركزي الإسرائيلي للدفاع عن العملة.
استمرار ميزانية الحرب
بريندان ماكينا، خبير الأسواق الناشئة ومحلل استراتيجي للعملات في شركة "ويلز فارغو آند كو" (Wells Fargo & Co) في نيويورك، يرى أنه "الآن بعدما اتسعت وتدهورت التشابكات الجيوسياسية يرجح أن تظل ميزانية الحرب قائمة لفترة طويلة، وبالتالي فإن خفض التصنيف الائتماني بدرجة واحدة والإبقاء على النظرة المستقبلية السلبية له مبررات قوية". كما رجح ارتفاع عائدات السندات الإسرائيلية لأجل 10 سنوات إلى نحو 5%، مع مواجهة الشيكل لضغوط بعد خفض التصنيف الائتماني.
وتوقعت "إس أند بي" اتساع العجز الحكومي العام في إسرائيل إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، غالباً بسبب زيادة الإنفاق الدفاعي. كما رجحت الوكالة استمرار عجز الموازنة المرتفع على المدى المتوسط، مع احتمال بلوغ صافي الدين الحكومي العام ذروته عند 66% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2026.
اقرأ المزيد: حرب غزة تزيد إنفاق إسرائيل الدفاعي 8 مليارات دولار في 2024
مع ذلك، ترى "إس أند بي" أن ميزان المدفوعات الإسرائيلي لا يزال يمثل مصدر قوة رئيسي، بفضل فوائض الحساب الجاري التي حققتها البلاد على مدار عدة عقود.
وكانت وكالة "موديز" أول من خفض تصنيف الديون السيادية للبلاد على الإطلاق في فبراير الماضي، حيث منحتها سادس أعلى درجة استثمارية لديها.