من المتوقع أن تتقدم ماريا كورينا ماتشادو بفارق كبير في فرز مبكر للانتخابات التمهيدية التي انطلقت يوم الأحد في فنزويلا وسط إقبال كبير من قبل ناخبي المعارضة، مما يجعلها في وضع يمكنها من تحدي الرئيس نيكولاس مادورو في الانتخابات العامة العام المقبل.
حصلت ماتشادو على 93%، أو 550 ألف صوت، بعد فرز 26% من إجمالي الأصوات، وفقاً لخيسوس ماريا كاسال، رئيس اللجنة المنظمة للانتخابات التمهيدية.
وقالت ماتشادو (56 عاماً) للصحافيين يوم الأحد: "لقد كان هذا ذوبان جليد حقيقياً يظهر حبنا لبلدنا وثقتنا في مستقبله".
ماتشادو تريد إحياء الاقتصاد المنهك
إذا ثبتت النتائج، فإنها ستعزز قيادة ماتشادو، لكنها ستترك المعارضة الفنزويلية على مسار غير مؤكد، حيث إن ماتشادو محظورة حالياً من تولي مناصب عامة من قبل نظام مادورو. وبينما استأنف الزعيم الاشتراكي المحادثات مع المعارضة هذا الأسبوع بهدف ضمان سباق رئاسي أكثر تنافسية العام المقبل، إلا أن هناك تساؤلات حول ما إذا كان سينفذ الإصلاحات الانتخابية العميقة اللازمة للسماح للمعارضة بالتنافس النزيه.
مادورو يأمر فريقه الاقتصادي بالدفاع عن البوليفار المتهاوي
من المرجح أن يؤدي إقبال أكثر من مليوني ناخب إلى زيادة الضغوط على الولايات المتحدة لحمل الحكومة الحاكمة على الالتزام بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في وقت سابق من هذا الأسبوع، بما في ذلك دعوة المنظمات الدولية لمراقبة التصويت والسماح لجميع المرشحين المؤهلين ــ وبالتحديد ماتشادو ــ بالمشاركة. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يترشح مادورو (60 عاماً) لولاية ثالثة مدتها ست سنوات العام المقبل.
تريد ماتشادو، التي تصف نفسها بأنها وسطية، إحياء اقتصاد فنزويلا المنهك من خلال سياسات صديقة للسوق والخصخصة على نطاق واسع، بما في ذلك قطاع النفط الرئيسي. وستسعى أيضاً إلى جمع كومة ديون فنزويلا الضخمة في سند واحد.
المعارضة تكافح للإدلاء بصوتها
قال سمسار العقارات مانويل رانجيل (69 عاماً) بعد التصويت لصالح ماتشادو في شرق كراكاس: "نعلم أنها غير مؤهلة لكننا ما زلنا هنا. سيكون صراعاً هائلاً، ولكن هناك قوة مدنية منظمة تريد المضي قدماً بشكل سلمي، لأننا استنفدنا بالفعل كل السبل".
فنزويلا قد تضيف 200 ألف برميل يومياً لأسواق النفط مع تخفيف العقوبات الأميركية
تشكلت حشود كبيرة خارج مراكز الاقتراع في جميع أنحاء كراكاس حتى بعد أن واجه الناخبون صعوبة في تحديد مراكز الاقتراع الخاصة بهم. على الرغم من الجهود المبذولة للإعلان عن التصويت، حجبت الحكومة موقعاً إلكترونياً يخبر المواطنين بمكان الإدلاء بأصواتهم. ومع ذلك، أمضى بعض الناخبين أكثر من ثلاث ساعات في الطابور لتقديم أصواتهم، متحدين المطر والمخاطر التي تأتي مع المعارضة العلنية لحكومة قمعت المنشقين بوحشية.
وقال بينينو ألاركون، مدير مركز الدراسات السياسية بجامعة أندريس بيلو الكاثوليكية في كراكاس: "لقد خرج الناس بأعداد كبيرة للتصويت، مما أعاد تعريف المعارضة كما نعرفها". و"إن التوازن الذي تشكل بين حكومة قوية للغاية ومعارضة ضعيفة آخذ في التحول".
المفاوضات قد تصب في صالح ماتشادو
قررت المعارضة تمويل الانتخابات التمهيدية وإدارتها بنفسها بمجرد إعلان الحكومة عن تغييرات داخل الهيئة الانتخابية. وتضمنت هذه القرارات تسمية إلفيس أموروسو، الحليف المقرب لمادورو، رئيساً للهيئة. وكان أموروسو مسؤولاً عن منع زعماء المعارضة الرئيسيين من الترشح، بما في ذلك ماتشادو.
إن استئناف المفاوضات الذي طال انتظاره بين الحكومة الفنزويلية وائتلاف المعارضة في البلاد قد يوفر لماتشادو طريقاً لاستعادة أهليتها.
إذا لم تتمكن من ذلك، فمن المرجح أن يتعرض الاتفاق لانتقادات من قبل المدافعين عن الديمقراطية، لأنه يسمح لمادورو بتهميش منافسته الأكثر شعبية. وقال مسؤولون أميركيون إنهم يتوقعون بدء عملية بحلول نهاية نوفمبر للمرشحين المحظورين لاستعادة أهليتهم. وأضافوا أنه إذا لم يكن الأمر كذلك، فمن الممكن إلغاء تخفيف العقوبات المؤقتة التي منحتها الولايات المتحدة.