يريد حلف شمال الأطلسي "ناتو"، إبرام اتفاق مع الصين بشأن القواعد التي تحدد الاستخدام المسؤول لـ"الذكاء الاصطناعي" وغيره من التقنيات المتطورة في المجال العسكري، وفق ما قاله الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، اليوم الثلاثاء.
تسعى منظمة حلف شمال الأطلسي إلى تطوير معايير عالمية مشتركة للتقنيات الجديدة، في إطار متابعة استراتيجية الذكاء الاصطناعي المتفق عليها بين أعضاء التحالف، والتي تحدّد مبادئ الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات.
قال ستولتنبرغ في مؤتمر لـ"الناتو" حول الحد من التسلح ونزع السلاح عبر تسجيل فيديو: "ستكون الخطوة التالية هي التعامل مع الصين، ليس فقط حول هذه القيم والمبادئ، بل ربما أيضاً، للتوصل إلى اتفاق على بعض قواعد وطريق الاستخدام المسؤول". وأضاف أن فريقه على اتصال منتظم مع نظرائهم في عدد من العواصم، بما في ذلك بكين.
اقرأ أيضاً: رئيس "غوغل" يحذّر من الاندفاع في استخدام الذكاء الاصطناعي دون رقابة
في يونيو الماضي، اتفق زعماء الحلف العسكري الذي يضم 31 عضواً، على أن الصين تمثل "تحدياً نظامياً" مع تزايد وعي الحلفاء بالتهديد الأمني الذي تشكله بكين في مجموعة متنوعة من المجالات، لا سيما على المدى الطويل. وكرّر أمين عام حلف الناتو تحذيراته بشأن جهود الصين لبناء أسلحتها العسكرية والنووية، وكذلك ما وصفه بأنه "تنمر" وترهيب في سلوكها تجاه جيرانها، فضلاً عن جهودها للسيطرة على البنية التحتية الحيوية، ونشر معلومات مضللة حول التحالف.
اقرأ أيضاً: جيوش عمالقة التكنولوجيا للذكاء الاصطناعي نادرة الابتكار
استثمار في قدرات جديدة
قال ستولتنبرغ الثلاثاء: "نحن لا نعتبر الصين خصماً، ولا نقيّمها كذلك، لكن الصين تفرض بعض التحديات على مصالحنا وقيمنا وأمننا في حلف شمال الأطلسي.. هذا يجعل التعامل مع الصين أكثر أهمية، لأننا نرى أنهم يستثمرون في قدرات جديدة وحديثة، وفي صواريخ بعيدة المدى، حيث ضاعفت عدد الرؤوس الحربية النووية بأكثر من ثلاث مرات في بضع سنوات".
أشار ستولتنبرغ إلى أنه سيكون من مصلحة الصين توفير مزيد من الشفافية بشأن ترسانتها النووية، بما في ذلك وضع حدود يمكن التحقق منها. وقال: "يجب أن تكون الصين مستعدة للجلوس والانخراط في مزيد من اتفاقيات الحدّ من التسلح، بما في ذلك تحديد عدد الرؤوس الحربية النووية".
كان مسؤولون من أكثر من 60 حكومة، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية، قد اجتمعوا في لاهاي خلال فبراير، لمناقشة العواقب الأخلاقية والقانونية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري. وبنتيجة يومين من المناقشات واسعة النطاق، وقّعت عشرات الحكومات على "دعوة للعمل" تقرّ بالمسؤولية التي يتحملها البشر عند استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري.