شهد السودان، اليوم السبت، اشتباكات مسلحة واسعة، لا سيما في العاصمة الخرطوم، فيما تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بمهاجمة مقار تابعة للطرف الآخر، وسط دعوات محلية ودولية لوقف القتال.
أعلن الجيش السوداني أن القوات الجوية تقوم بعمليات نوعية "لحسم التصرفات غير المسؤولة لقوات الدعم السريع المتمردة".
قالت نقابة أطباء السودان إن الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع أودت بحياة 3 مدنيين على الأقل.
اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع المسلحة بمهاجمة الكثير من قواعده في الخرطوم ومناطق أخرى بعيد إعلان تلك القوات مهاجمة الجيش لمعسكراتها.
أكد الجيش السوداني أن قواته المسلحة "استطاعت تدمير أكثر من 80 عربة لمليشيا الدعم السريع المدعومة خارجياً، وهروب البقية لمنطقة جبل غزالة لتحتمي بالمدنيين".
أضاف المتحدث باسم الجيش في بيان تالٍ: "سنستمر في التصدي للعدوان الغاشم ونمارس واجبنا الوطني والدستوري في حماية بلادنا من هذا المخطط الغادر.. نخوض معركة الكرامة الوطنية التي تأخرت كثيراً لتخليص بلادنا من الانتهازيين والمتمردين".
قوات الدعم السريع
في المقابل، قالت قوات الدعم السريع إنها فرضت سيطرتها الكاملة على كل من: القصر الجمهوري، وبيت الضيافة، ومطارات الخرطوم ومروي والأبيض، بالإضافة إلى السيطرة على عدد من المواقع بالولايات.
ذكرت قوات الدعم السريع، في بيانها الثالث، أنها ألقت القبض على القوة المهاجمة، التي قالت إنها تابعة للجيش السوداني واتهمتها بشن هجوم، "صباح اليوم السبت 15 أبريل على قواتنا المتواجدة في أرض المعسكرات بسوبا".
من جانبه، أصدر جهاز المخابرات العامة السوداني بياناً عبر تويتر جاء فيه "إعلان الدعم السريع قوة متمردة"، مطالباً الشعب السوداني بـ"الحيطة والحذر".
في وقت متأخر اليوم، قالت رئاسة أركان القوات المسلحة السودانية، إنه "لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت قوات الدعم السريع المتمردة".
فيما أضافت القوات المسلحة السودانية عبر بيان منشور عبلى "فيسبوك"، أن قواتها في طريقها إلى "حسم التمرد".
في الوقت ذاته، بحث وزراء خارجية السعودية والولايات المتحدة والإمارات في اتصال مشترك، اليوم السبت، الأوضاع الراهنة في السودان، مؤكدين أهمية وقف التصعيد العسكري والعودة إلى "الاتفاق الإطاري".
وحسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس"، فقد تم التأكيد، خلال الاتصال الهاتفي المشترك، على أهمية وقف التصعيد العسكري، والعودة إلى الاتفاق الإطاري، بما يضمن أمن واستقرار السودان وشعبه.
تحدثت تقارير محلية عن توقف حركة الطيران بمطار الخرطوم وسط انتشار أمني مكثف. ذكر شهود في مدينة مروي بشمال السودان أنهم سمعوا أصوات تبادل إطلاق نار في المدينة.
أكد شهود عيان أن اشتباكات اندلعت أيضاً في الريف الشمالي لمدينة أم درمان وبالقرب من الكلية الحربية.
علّقت الخطوط الجوية السعودية جميع الرحلات من وإلى السودان حتى إشعار آخر، موضحة في بيان، إن إحدى طائراتها تعرضت "لحادث" في مطار الخرطوم قبل مغادرتها المقررة إلى الرياض.كما أعلنت شركة مصر للطيران عن وقف رحلاتها الجوية إلى ومن مطار الخرطوم لمدة 72 ساعة.
تصاعدت الخلافات بعد تحركات لقوات الدعم السريع داخل العاصمة الخرطوم، وولايات عدّة قال الجيش إنها تمت دون موافقته، محذراً من "مواجهة محتملة" مع الدعم السريع، فيما اعتبره مراقبون إشارة علنية إلى "خلافات طويلة الأمد تعرقل جهود عودة الحكم المدني".
القوى المدنية تدعو لوقف القتال
دعت القوى المدنية السودانية، التي وقّعت اتفاقاً مبدئياً لتقاسم السلطة مع الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، السبت، الجانبين إلى وقف القتال.
قالت في بيان: "ندعو قيادة القوات المسلحة السودانية والدعم السريع لوقف العدائيات فوراً وتجنيب البلاد شر الانزلاق لهاوية الانهيار الشامل".
من جانبها، دعت السعودية المكون العسكري وجميع القيادات السياسية في السودان إلى تغليب لغة الحوار وضبط النفس والحكمة. وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن "قلق المملكة البالغ جرّاء حالة التصعيد والاشتباكات العسكرية بين قوات الجيش والدعم السريع في جمهورية السودان الشقيقة".
فيما طالبت مصر عبر وزارة الخارجية كافة الأطراف السودانية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس حمايةً لأرواح ومقدرات الشعب السوداني وإعلاءً للمصالح العليا للوطن. دعت الإمارات كافة أطراف النزاع في السودان إلى التهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إنهاء هذه الأزمة بالحوار.
وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الوضع في الخرطوم بأنه "هش". مضيفاً "ربما يكون هناك لاعبون آخرون يحاولون عرقلة التقدم الذي تحقق باتجاه الحكومة المدنية في السودان".
دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس، إلى وقف فوري للقتال في البلاد.
قال بيرتس، في بيان نشرته بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية على صفحتها بفيسبوك، إنه يدين بشدة اندلاع القتال في السودان، ودعا لاستعادة الهدوء.