قالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إن روسيا لا تلتزم بالاتفاقية الوحيدة الباقية للحد من الأسلحة بين أكبر قوتين نوويتين في العالم والمعروفة باسم "معاهدة ستارت الجديدة"(New START). كما تزعم الولايات المتحدة رفض إدارة موسكو السماح للمفتشين بدخول أراضيها، وعدم رغبتها في مناقشة الموضوع مع واشنطن، وصرّحت وزارة الخارجية الأميركية في يناير بأن موقف روسيا "يهدد سلامة الحد من الأسلحة النووية الأميركية والروسية"، فيما يبرر الكريملين رفضه بأنه من غير المناسب أن يسمح بعمليات تفتيش، بينما هناك مواجهة متوترة بين البلدين بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا.
1) ما هي معاهدة "ستارت الجديدة"؟
بموجب الاتفاق تعهدت الولايات المتحدة وروسيا بخفض عدد الرؤوس النووية المنتشرة (بحد أقصى 1550 لكل واحدة منهما) مع وضع حد لعدد منصات الإطلاق، مثل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، عند 700 أو أقل، كما يسمح الاتفاق لكل دولة من الدولتين بإجراء عمليات تفتيش ميدانية لمخازن سلاح الدولة الأخرى وطلب تبادل البيانات والإشعارات فيما يتعلق بالأسلحة والمنشآت التي تشملها المعاهدة.
موسكو تبلغ واشنطن تعليق أنشطة التفتيش بموجب معاهدة "ستارت"
وقّعت الولايات المتحدة وروسيا معاهدة "ستارت الجديدة"- المعروفة رسمياً باسم معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية الجديدة- في 2010 لتحل محل معاهدة "ستارت" لعام 1991، وبدأ سريان المعاهدة في 5 فبراير 2011، وجرى تمديد المعاهدة في 2021، بعدما فشلت ضغوط سلف بايدن، دونالد ترمب، لإعادة التفاوض على شروطها.
2) هل أدت الاتفاقية غرضها؟
نعم، خفّضت الولايات المتحدة وروسيا ترسانتيهما النووية إلى الحدود المتفق عليها بحلول الموعد النهائي المنصوص عليه في المعاهدة وهو 2018، للولايات المتحدة 1420 رأساً حربية منتشرة و659 منظومة إطلاق استراتيجية منشورة اعتباراً من 1 سبتمبر 2022، وفقاً لما أعلنته وزارة الخارجية الأميركية، بينما لروسيا 1549 رأساً حربية منتشرة تخص 540 منصة إطلاق استراتيجية، وإجمالاً تملك الدولتان نحو 90% من الأسلحة النووية في العالم.
3) لماذا توقفت عمليات التفتيش؟
عٌلقت عمليات التفتيش الميدانية للمواقع النووية في روسيا أولياً بسبب جائحة كوفيد-19. تقول الولايات المتحدة إن روسيا رفضت استئناف التفتيش في أغسطس 2022 نظراً للتوترات المتفاقمة بسبب الحرب في أوكرانيا، وفشلت محاولات استئناف المحادثات في القاهرة في نوفمبر بعدما قررت روسيا تأجيلها.
صرّح سفير روسيا في الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، أن بلاده ما تزال ملتزمة بأهداف معاهدة ستارت الجديدة، لكنها تعتبر أن دعوة الجيش الأميركي إلى منشآتها الاستراتيجية غير مبررة وسابقة لأوانها وغير مناسبة، بينما يتخذ البلدان موقفين متناقضين من الصراع في أوكرانيا.
4) لماذا أراد ترمب إعادة التفاوض على "ستارت الجديدة"؟
وصفت إدارته المعاهدة بأن بها ثغرات خطيرة، ويرجع ذلك جزئياً لأنها لا تتناول الأسلحة النووية الاستراتيجية بعيدة المدى التي يمكن استخدامها لتهديد أراضي الدولة الأخرى، ولا تتطرق للأسلحة قصيرة المدى التي يطلق عليها أسلحة تكتيكية، فترسانة روسيا من الأسلحة التكتيكية أضخم بكثير من مثيلتها الأميركية، وكانت إدارة ترمب تأمل أن تجبر روسيا على الموافقة على تجميد العدد الإجمالي للرؤوس النووية، بل شارك بعض مستشاري بايدن رسمياً قلقهم لأن "ستارت الجديدة" لا تنطبق على الأسلحة النووية قصيرة ومتوسطة المدى.
5) ما وضع الاتفاقيات الأخرى للحد من الأسلحة؟
قرر ترمب انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى (the Intermediate-Range Nuclear Forces Treaty) "INF" التي وقعها في 1987 الرئيس الأميركي رونالد ريغان والزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، ومعاهدة السماوات المفتوحة (Open Skies Treaty) والتي بموجبها منحت 30 دولة لبعضها بعضاً حق دخول المجال الجوي لغرض جمع المعلومات عن الأنشطة العسكرية، وقررت إدارة بايدن عدم إعادة الانضمام لمعاهدة السماوات المفتوحة بسبب مخاوف من عدم اتخاذ روسيا خطوات للالتزام بالاتفاقية.