تعهّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالمضي قدماً خلال عام 2023 في إصلاح نظام معاشات التقاعد في البلاد، وهو الإصلاح الذي لا يلقى شعبية كونه سيجبر الناس فعلياً على العمل لفترة أطول من عمرهم.
قال ماكرون في خطاب إلى الأمة بمناسبة العام الجديد، إن القواعد الجديدة المتعلقة بالتقاعد ستطبق اعتباراً من نهاية الصيف، داعياً المواطنين إلى البقاء موحدين وعدم الاستسلام للانقسام.
في الخطاب الذي وجهه يوم السبت، قال ماكرون: "هذا العام سيكون بالفعل عام إصلاح نظام التقاعد الذي يهدف إلى ضمان توازن نظامنا في السنوات والعقود المقبلة؛ وعلينا أن نعمل أكثر".
من المحتمل أن يواجه ماكرون بداية صعبة لهذا العام، حيث يسعى للمضي قدماً في خطته، والتي تتضمن رفع الحد الأدنى للسن للاستفادة من التقديمات الحكومية من 62 عاماً إلى 65 عاماً. وقد أثارت هذه الخطة استياء وغضباً، حتى في أوساط النقابات العمالية الأكثر اعتدالاً.
من المقرر الكشف عن تفاصيل الإصلاح في 10 يناير، في وقت حذرت كل المجموعات العمالية والطلابية الرئيسية، من مظاهرات وإضرابات احتجاجاً على هذه الخطوة.
أسعار الطاقة
سيكون الشعب الفرنسي أيضاً أقل حماية من أزمة الطاقة اعتباراً من اليوم، الأول من يناير، عندما تكون أسعار الكهرباء والغاز قابلة للارتفاع بنسبة تصل إلى 15%. وتخطط الحكومة لمزيد من الدعم المستهدف للأسر الأقل دخلاً، مع شيكات لمرة واحدة بقيمة 100 يورو (107 دولارات) أو 200 يورو.
ظل التضخم الإجمالي في فرنسا أقل منه لدى جيرانها الأوروبيين خلال 2022، بعد أن سارع ماكرون إلى الحد من تكاليف الكهرباء في نهاية عام 2021، قبل أشهر عدة من الانتخابات الرئاسية في أبريل الماضي. ويتوقع الاقتصاديون أن تكون أسعار المستهلكين قد ارتفعت بنسبة 7.2% في ديسمبر، مقارنة مع ما يقرب من 10% في منطقة اليورو.
علاوةً على ذلك، تتوقع وكالة الإحصاءات الفرنسية "إنسي" (Insee)، أن تتجنب البلاد في غضون ذلك، الركود بصعوبة، مع نمو بمعدل 0.1% في الربع الأول، بعد انكماش بـ0.2% في الربع الأخير من 2022.
قال ماكرون إنه إذا استمر الناس في خفض استهلاكهم للكهرباء، وأعيد المزيد من المفاعلات النووية إلى الخدمة بعد توقفها للصيانة، يجب حينها أن تكون فرنسا قادرة على اجتياز الشتاء دون انقطاع التيار الكهربائي، وذلك على الرغم من أزمة الطاقة التي تفاقمت بسبب غزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا.
من جانبه حثّ المستشار الألماني أولاف شولتز المواطنين في خطابه بمناسبة العام الجديد، على مواصلة جهودهم لتوفير الطاقة. وقال إن محطات الغاز الطبيعي المسال العائمة الجديدة في بلاده، ستجعل أوروبا مستقلة عن الغاز الروسي على المدى الطويل.
كما أكد الزعيمان، الفرنسي والألماني، دعمهما للأوكرانيين في الحرب مع روسيا.