أصدرت الحكومة الألمانية بياناً عاماً استثنائياً وجّهت فيه اللوم إلى الحكومة البريطانية لخططها لخرق اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المتفق عليه مع الاتحاد الأوروبي قبل عامين.
كتبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك ونظيرها الايرلندي سيمون كوفيني خطاباً نشرته صحيفة "أوبزرفر" اليوم الأحد، والذي دافعا فيه عن بروتوكول ايرلندا الشمالية، قائلين إنه يدعم اتفاق سلام الجمعة العظيمة ويحافظ على "المعايير العالية" للسوق الموحّدة للاتحاد الأوروبي.
كتب كلٌّ من بربوك وكوفيني: "للأسف، اختارت الحكومة البريطانية عدم الانخراط بحسن نية في هذه المقترحات. وبدلاً من أن تسلك طريق الشراكة والحوار، اختارت العمل الأحادي".
طالع المزيد: بريطانيا تعد قانوناً ضد اتفاق "بريكست" بسبب أزمة "بروتوكول إيرلندا"
تابعا: "لا يوجد مبرر قانوني أو سياسي لخرق أحادي الجانب لاتفاقية دولية تمّ إبرامها قبل عامين فقط، إدراج التشريعات لن يحلّ التحديات المتعلقة بالبروتوكول، وبدلاً من ذلك، سيخلق مجموعة جديدة من أوجه عدم اليقين ما يتعذر معه إيجاد حلول دائمة".
اقرأ أيضاً: للتحرّر من "أسر" بريطانيا.. اسكتلندا تحدد موعد الاستفتاء على الاستقلال
الواقعية
حثّ بربوك وكوفيني الحكومة البريطانية على "إبداء الروح الواقعية نفسها والاستعداد للتسوية التي أظهرها الاتحاد الأوروبي"، خاصة في ضوء الحرب الروسية في أوكرانيا.
كتب وزيرا الخارجية: "في هذه الأوقات الصعبة، حيث تقود روسيا حرباً قاسية في أوكرانيا، مخترقة نظام السلام الأوروبي، يجب على الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة العمل معاً كشريكين تجمعهما قيم مشتركة والتزام بدعم وتعزيز النظام الدولي القائم على القواعد".
يسعى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى أن يمرّر البرلمان خطته لتجاوز صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية عام 2022، ولكن قد يستغرق الأمر ما يصل إلى عام ليصبح الأمر قانونياً إذا اتخذ مجلس اللوردات موقفاً متشدّداً.
قال جونسون، خلال قمة زعماء مجموعة السبع الأسبوع الماضي: "يمكننا أن نفعل ذلك بسرعة كبيرة".
طالع أيضاً: العلاقات بين لندن وأوروبا تصل للتحذير والتهديد بسبب إيرلندا الشمالية
مشاحنات قانونية
مشروع القانون، الذي من شأنه أن يمنح بريطانيا القدرة على تعديل تسوية ما بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي بالنسبة إلى ايرلندا الشمالية من جانب واحد، يهدد بحرب تجارية مع الاتحاد الأوروبي، وأدى إلى توتر العلاقات مع أكبر شريك تجاري للمملكة المتحدة. وأعاد الاتحاد الأوروبي رفع دعوى قضائية ضد المملكة المتحدة الشهر الماضي.
قال ماروس سيفكوفيتش، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد، في تصريح لـ"بلومبرغ نيوز" الأسبوع الماضي، إن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه قبول جهود بريطانيا لتفكيك الترتيبات الواردة في اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي "بشكل أحادي الجانب وغير قانوني" والتي تُبقي ايرلندا الشمالية في السوق الموحدة للكتلة، مع إنشاء حدود جمركية مع بقية المملكة المتحدة.
في مقابلة مع صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية الأسبوعية، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس إن بلادها حاولت دون جدوى إعادة التفاوض بشأن بروتوكول ايرلندا الشمالية مع الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن بروكسل رفضت تعديل النص. وأضافت أن ما تفعله المملكة المتحدة كان قانونياً ويتماشى مع منهج القانون الدولي الذي يسمح للجهة الموقّعة بإجراء تغييرات على المعاهدة إذا شعرت أن استقرارها معرّض للخطر.
وكان اتفاق جونسون قد انتقل إلى المرحلة الثانية من القراءة بمجلس العموم الأسبوع الماضي، لكنه كشف الانقسامات داخل حزب رئيس الوزراء، حيث صوّتت سلفه تيريزا ماي وأعضاء حزب المحافظين الآخرين ضد الخطة.
وقالت ماي: "لا يمكنني دعمها. ستقلل من مكانة المملكة المتحدة في عيون العالم".