قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه مستعد لتسهيل صادرات الحبوب والأسمدة مع تزايد القلق العالمي حيال نقص الغذاء وارتفاع الأسعار، لكن فقط، في حالة رفع العقوبات المفروضة على بلاده.
لم يحدد بوتين ما إذا كان يتحدث عن الصادرات الروسية، أم الأوكرانية التي توقفت جراء إغلاق موسكو للموانئ منذ بداية الغزو في أواخر فبراير. ومن غير المرجّح أن توافق الولايات المتحدة وحلفاؤها على إلغاء العقوبات الواسعة المفروضة على روسيا بسبب ما تقوم به في أوكرانيا، كاستجابة منها لهذا التحرك الذي يقوم به الرئيس الروسي لربط العقوبات بأزمة الغذاء المتفاقمة.
اقرأ أيضاً: روسيا تكسب في معركة أزمة الغذاء العالمية التي أحدثتها
جاءت تصريحات بوتين في مكالمة هاتفية الخميس، مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، وفق بيان أصدره الكرملين، حيث أبلغ بوتين دراغي بأن تفاقم الاضطرابات في الإمدادات الغذائية العالمية، نتج عن العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، وأن موسكو "مستعدة للمساهمة بشكل كبير في التغلب على أزمة الغذاء، من خلال صادرات الحبوب والأسمدة، شريطة رفع القيود الغربية ذات الدوافع السياسية".
انقر هنا للاطلاع على أسعار السلع الغذائية الرئيسية
لا اتفاق سلام قريباً
من جهته، أفاد بيان مكتب دراغي بأن الاتصال بين الرجلين، ركّز على حل مشترك لأزمة الغذاء، من دون أن يتطرق إلى رفع العقوبات. إلا أن رئيس الوزراء الإيطالي عاد وصرّح في وقت لاحق الخميس، بأنه طلب من بوتين أن يفتح الموانئ الأوكرانية أمام صادرات الحبوب. وأضاف أنه لا يرى مجالاً للتوصل إلى اتفاق سلام مع بوتين.
قال دبلوماسي كبير مطلع على الأمر، إنه لن يكون هناك رفع سريع للعقوبات المفروضة على روسيا، نظراً لاستمرارها في شن الحرب التي دخلت قبل أيام شهرها الرابع.
كان نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، قد صرّح في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأن حكومة كييف مسؤولة عن وقف صادرات الحبوب الأوكرانية، لأنها زرعت ألغاماً في موانئها، وهو الأمر الذي تنفيه أوكرانيا، حيث تقول إن موسكو هي التي منعت السفن من الرسو، وتتهمها بسرقة مخازن الحبوب من المناطق التي احتلتها.
أما في الولايات المتحدة، فقال متحدث باسم البيت الأبيض إن ما تقوم به روسيا يفاقم الجوع في العالم.
قبل اندلاع الحرب، كانت أوكرانيا مورداً رئيسياً للقمح والذرة وزيت عباد الشمس إلى دول أخرى، خصوصاً الدول الفقيرة والتي تشمل أيضاً دولاً في شمال أفريقيا. أما اليوم، فلا يُمكن شحن الحبوب الموجودة في الصوامع الأوكرانية.
قال المتحدث باسم البيت الأبيض: "تستهدف عقوبات الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا، آلة بوتين الحربية". وأضاف: "لا تمنع هذه الدول تصدير السلع الزراعية الأوكرانية أو الروسية، بما في ذلك المواد الغذائية والأسمدة، كما أنها لا تمنع المعاملات العادية الضرورية لهذه الصادرات، مثل المعاملات البنكية ومعاملات الشحن".
حماية السفن
تضغط دول عديدة، من بينها إستونيا وليتوانيا، من أجل استحداث نظام تحظى بموجبه سفن شحن الحبوب عبر البحر الأسود بمرافقة من السفن الحربية التابعة للدول الحليفة، بهدف ضمان عودة تدفق الصادرات الأوكرانية مرة أخرى. لكن هذا الأمر يتطلب إزالة الألغام حول الموانئ مبدئياً، وموافقة روسيا على السماح للسفن بالمرور الآمن.
قال الكرملين في بيانه، إن بوتين ودراغي ناقشا الخطوات الروسية لضمان الشحن من الموانئ الأوكرانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية، يوم الأربعاء، إنها ستفتح ممرين بحريين إنسانيين يومياً من موانئ البحر الأسود وبحر آزوف.
غير أن وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، قال في مؤتمر صحفي في دافوس هذا الأسبوع، إن بلاده تريد ضمانات بأن الممر الآمن، لن يُتيح للقوات الروسية دخول ميناء أوديسا ومهاجمة المدينة.