جمعت لجنة التبرعات التابعة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، التي تستهدف المتبرعين بمبالغ صغيرة، 19 مليون دولار خلال الربع الأول من العام الحالي، بحسب آخر تقرير لها، في حين يضخ كبار المتبرعين من الحزب الجمهوري ملايين الدولارات في لجان مرتبطة بقيادات مجلسي النواب والشيوخ.
حصلت "لجنة إنقاذ أمريكا المشتركة لجمع التبرعات"، التي تجمع أموالاً لصالح الأنشطة السياسية لصالح ترمب، على 9 ملايين دولار من متبرعين دفع كل منهم أقل من 200 دولار. أما المتبرعون الذين دفعوا 500 دولار أو أكثر، فقد بلغ نصيبهم من إجمالي التبرعات 1.8 مليون دولار، حسب التقارير التي قُدمت إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية.
سمح استمرار الدعم المالي من قاعدة التأييد التابعة لدونالد ترمب لـ"لجنة إنقاذ أمريكا"، وهي لجنته القيادية للعمل السياسي، بجمع 110 ملايين دولار حتى نهاية شهر فبراير، وهي قيمة لا تشمل مبلغ 5 ملايين دولار تسلمتها اللجنة مارس الماضي.
رغم ذلك، تراجع هذا الدعم مع اشتعال موسم جمع التبرعات الذي يسبق الانتخابات النصفية. وعلى مدى الأشهر الستة الأخيرة من عام 2021، استطاعت لجنة ترمب المشتركة لجمع التبرعات أن تجمع 25 مليون دولار خلال 3 أشهر في المتوسط، عبر رسائل نصية يومية ورسائل بالبريد الإلكتروني ووسائل أخرى لطلب التبرعات من قاعدة مؤيديه.
تراجعت حصيلة ترمب عن الربع الأول مقارنة بتبرعات بقيمة 27 مليون دولار جمعها صندوق القيادة بمجلس الشيوخ، ضمن ما يطلق عليه لجنة العمل السياسي المستقلة غير العادية، والتي ترتبط بزعيم الجمهوريين ميتش ماكونيل.
جاء معظم هذه التبرعات من اثنين من أثرياء المتبرعين، هما ستيفين شوورتسمان من مجموعة "بلاكستون" (Blackstone) الذي تبرع بمبلغ 10 ملايين دولار، بينما تبرع كين غريفين من شركة "سيتاديل" (Citadel) بقيمة 5 ملايين دولار.
كبار المتبرعين
حصلت لجنة العمل السياسي أيضاً على مليوني دولار من روبرت مردوخ، رئيس مجلس الإدارة المشارك لمجموعة "فوكس كورب" (Fox Corp)، وتبرع بقيمة مليون دولار كل من مدير صناديق التحوط بول سينغر، والمؤسس المشارك لشركة "هوم ديبوت" (Home Depot) كينيث لانغون. وقد أنهت اللجنة شهر مارس بحصيلة نقدية بقيمة 72 مليون دولار.
جمع "صندوق القيادة بالكونغرس" (Congressional Leadership Fund)، الذي يدعم المرشحين الجمهوريين لعضوية مجلس النواب، 38 مليون دولار، معتمداً على تبرع بقيمة 10 ملايين دولار من شوورتسمان وبقيمة 7.5 مليون دولار من غريفين. وتبرع بروكر تشارلز شواب بقيمة 1.5 مليون دولار، وبرنارد ماركوس بقيمة 1.2 مليون دولار. وبلغ رصيد لجنة العمل السياسي غير العادية في البنك 93 مليون دولار في بداية شهر أبريل الجاري.
سيعزز صندوق الذخيرة، من قوة الرئيس السابق ترمب في الانتخابات النصفية بالتوازي مع شعبيته وسط الكتلة التصويتية للجمهوريين، غير أن بعض المرشحين الذين يدعمهم قد يتسببون في تعقيد جهود الحزب لاستعادة السيطرة على إحدى غرفتي البرلمان أو كلتيهما.
تسبب تأييد ترمب لمقدم البرامج محمد أوز في الترشح لعضوية مجلس الشيوخ في بنسلفانيا في حالة من القلق الشديد إزاء قدرة اختيارات الرئيس السابق على الفوز بانتخابات عامة على المستوى الوطني.
تعرض أوز لانتقادات بسبب تعليقات سبق أن أدلى بها حول ضوابط حمل السلاح، والحقوق الإنجابية والصين، وهي تعليقات تضمنت مواقف تخالف مواقف الحزب الجمهوري.
مناصرو ترمب
في سباق انتخابات مجلس الشيوخ في جورجيا، دعم ترمب هيرشل ووكر، الفائز السابق بكأس هايسمان، والذي اعترف بخوضه معركة مع مرض عقلي، وقال إنه لعب "الروليت الروسية" بمسدس محشو بالرصاص.
أيد ترمب يوم الجمعة الماضي، الرأسمالي المغامر جيه دي فانس، مؤلف كتاب "مرثية الريفي الساذج"، في انتخابات الجمهوريين لعضوية مجلس الشيوخ بولاية أوهايو في 3 مايو القادم.
عند انتقائه مرشحين على مستوى فيدرالي أو الولاية أو على مستوى محلي، يختار ترمب من يساندون ادعاءاته، التي لا أساس لها من الصحة، بأن الانتخابات الرئاسية عام 2020 قد سرقت منه، أو من يعارضون قيادات جمهورية قائمة من الذين يعترضون عليه.
أيد ترمب أكثر من 130 مرشحاً منذ ترك البيت الأبيض، أكثر من نصفهم يخوضون الانتخابات على مواقع فيدرالية. وأيد أيضاً سياسيين يخوضون انتخابات على مناصب في الولاية، أو مناصب محلية، كما فعل رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان.
دعم الرئيس السابق أيضاً منافسين في الانتخابات، في مواجهة أعضاء مجلس النواب من الجمهوريين الذين صوتوا تأييداً لمساءلته بعد أعمال الشغب التي قام بها أنصاره في مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021. أربعة من هؤلاء النواب، هم أنتوني غونزالز من أوهايو، وجون كاتكو من نيويورك، وآدم كينزينغر في إلينوي، وفريد أبتون في ميتشيغان، لا يسعون إلى إعادة انتخابهم.
مع ذلك، لم يتلق المرشحون الذين يفضلهم ترمب دعماً مالياً مباشراً يستحق الذكر. فحتى نهاية فبراير ساهم صندوق "إنقاذ أمريكا" بقيمة 350500 دولار فقط للحملات الانتخابية. ويعود ذلك جزئياً إلى وجود سقف تمويل بقيمة 5000 دولار، وهو السقف الذي يُسمح للجان العمل السياسي أن تمنحه لمرشحين في الانتخابات الفيدرالية للدورة الانتخابية، في حين تحدد قوانين الولايات قيماً مختلفة للحد الأقصى من التبرعات.
يستطيع صندوق "إنقاذ أمريكا" أن ينفق مبالغ مستقلة غير محدودة – عادة في شراء الإعلانات – نيابة عن المرشحين الذين يدعمهم ترمب، غير أنه لم يفعل ذلك حتى الآن.
متبرعون للديمقراطيين
من المقرر أن تقدم لجان العمل السياسية المستقلة غير العادية للديمقراطيين، المناظرة للجان الجمهوريين، تقاريرها إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية الأربعاء القادم، غير أن لجاناً أخرى تدعم الحزب الديمقراطي أعلنت أنها جمعت تبرعات كبيرة.
وحصلت لجنة الديمقراطية للعمل السياسي، وهي واحدة من لجنتين مستقلتين استثنائيتين يمولهما الملياردير جورج سوروس، على 25 مليون دولار تبرعاً نقدياً خلال الربع الأول من العام عبر صناديق غير ربحية يمولها سوروس.
سيحتاج الديمقراطيون هذه الأموال مع اقتراب شهر نوفمبر، نظراً لأن الأحزاب التي تتولى السلطة تفقد عادة بعض المقاعد في الانتخابات النصفية.
وينقسم مجلس النواب بفارق ضيق، إذ يستحوذ الديمقراطيون على 221 مقعداً مقارنة مع 209 مقاعد يسيطر عليها الجمهوريون، بالإضافة إلى خمسة مقاعد شاغرة.
كما ينقسم مجلس الشيوخ بالتساوي، مع استناد سيطرة الديمقراطيين على الصوت الترجيحي لنائبة الرئيس كامالا هاريس.