طلبت أستراليا من جزر سليمان، التفكير في عدم التوقيع على مسودة اتفاقها الأمني مع الحكومة الصينية، ممارسة ضغوطاً إضافية على الدولة الواقعة في المحيط الهادئ من أجل التخلي عن الاتفاقية المثيرة للجدل.
قام الوزير الأسترالي لشؤون المحيط الهادئ زيد سيسيلجا، بزيارة غير اعتيادية في منتصف الحملة الانتخابية إلى جزر سليمان يوم الأربعاء للاجتماع مع رئيس الوزراء ماناسيه سوغافاري. قال إنه نقل له عدم ارتياح أستراليا للاتفاق الذي سيمنح السفن الحربية الصينية مرسى آمناً في المنطقة.
سيسيلجا قال في بيان:"طلبنا من جزر سليمان التفكير في عدم التوقيع على الاتفاق والتشاور مع أسرة المحيط الهادئ بروح الانفتاح والشفافية الإقليميين، بما يتفق مع أطر الأمن في منطقتنا".
إنشاء سفارة أمريكية
يأتي ذلك بعد أن تحدثت نائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان مع وزير خارجية جزر سليمان جيريمايا مانيلي يوم الثلاثاء حول خطط لإنشاء سفارة أمريكية في الدولة الواقعة في المحيط الهادئ. وناقش الطرفان أيضاً "الجهود المشتركة لتوسيع وتعميق العلاقة بين بلدينا لدعم منطقة الهندي الهادئ الحرة والمفتوحة"، وفق ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان يوم الثلاثاء.
كان وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين قال في فبراير إن الولايات المتحدة تخطط لفتح سفارة في هونيارا، عاصمة دولة جزر سليمان، في محاولة لمواجهة نفوذ الصين، حيث للولايات المتحدة قنصلية هناك حالياً.
كانت كل من الولايات المتحدة وأستراليا قد أطلقتا حملة دبلوماسية جديدة نحو جزر سليمان في الأسبوع الماضي إثر اتفاق مقترح بين بكين وهونيارا من شأنه أن يسمح بنشر قوات صينية في حالة حدوث اضطرابات داخلية. كما ستمنح مسودة الاتفاقية الصين مرسى آمناً لسفنها الحربية في جزر سليمان، على بعد 2000 كيلومتر فقط (1200 ميل) من الساحل الأسترالي.
المنفعة المتبادلة
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان إن الاتفاقية الأمنية تستند إلى "المنفعة المتبادلة والمساواة" ولا تستهدف طرفاً ثالثاً.
أضاف تشاو في مؤتمر صحفي دوري يوم الأربعاء "يتعين على الدول المعنية أن تنظر إلى هذا الأمر بطريقة موضوعية، وأن تحترم السيادة والخيارات المستقلة التي تتخذها الصين وجزر سليمان". وتابع "لا ينبغي أن يثيروا النزاعات ويزرعوا الخلاف بين بلدان جزر المحيط الهادئ".
وكانت جزر سليمان قطعت علاقاتها رسمياً مع تايوان في عام 2019، وشهدت البلاد في العام الماضي احتجاجات عنيفة مناهضة للصين، حيث أرسلت بكين معدات مكافحة الشغب ومستشاري الشرطة إلى الدولة الجزيرة.
صفقة أمنية
قال مشرع بارز في جزر سليمان إنه حذر الحكومة الأسترالية من أن صفقة أمنية قيد الإعداد بين حكومة بلاده والصين و"لم تفعل" كانبيرا شيئاً حيال ذلك.
في بيانه يوم الأربعاء، قال الوزير سيسيلجا إنه يرحب بالتصريحات الأخيرة لقيادة جزر سليمان التي قالت إن أستراليا تظل "الشريك الأمني المفضل".
في مكالمة بين شيرمان وكاثرين كامبل التي تقود وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الأسترالية، سلطت الدبلوماسية الأمريكية "الضوء على مخاوفها بشأن التطورات الأخيرة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وناقشت فرص مواصلة التعاون مع الشركاء والحلفاء لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة".