وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على صفقة محتملة لبيع 36 مقاتلة "إف – 15 إي أكس" من صنع شركة "بوينغ" إلى إندونيسيا، في خطوة تسهم في تعزيز العلاقات مع حليف أمريكي رئيسي، وأكبر اقتصاد في منطقة جنوب شرق آسيا.
تقدر قيمة الصفقة المقترحة بحوالي 9.5 مليار دولار للطائرات، بالإضافة إلى 4.4 مليار دولار للمعدات المرتبطة بها، وفق البيان الصادر عن وزارة الخارجية.
وقالت الخارجية في بيانها إنه من وجهة نظر جيوسياسية، تسهم الصفقة المقترحة في تعزيز "أمن شريك إقليمي مهم يمثل قوة استقرار سياسية وتقدم اقتصادي في منطقة آسيا- المحيط الهادئ"، وأضاف البيان "مساعدة إندونيسيا على تطوير قدرات قوية وفعالة للدفاع عن النفس والحفاظ على هذه القدرات أمر حيوي للمصلحة القومية الأمريكية".
سيكون أمام الكونغرس الأمريكي ثلاثين يوماً لمراجعة القرار، ولكن من المتوقع أن يدعمه. بعد ذلك، سيعود لإندونيسيا و"بوينغ" مناقشة شروط العقد. وتأتي هذه الصفقة التي تعدّ المرّة الأولى التي يتم فيها بيع مقاتلات "إف – 15 إي أكس" للخارج في إطار سعي إدارة بايدن إلى إعادة تركيز استراتيجية سياستها الخارجية على منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
يشير القرار أيضاً إلى زيادة إنفاق إندونيسيا على شراء الطائرات العسكرية الحديثة، بعد أن وقّعت أمس الخميس على عقد بقيمة 8.1 مليار دولار مع شركة "داسو للطيران" لشراء 42 مقاتلة "رافال".
وتعطي الصفقة مع إندونيسيا دفعة لشركة "بوينغ"، التي يقع مقرّها في شيكاغو، مع استمرار نموّ سوق هذه المقاتلات التي تم صنعها في الأصل في السبعينات.
اهتمام دولي
قالت "بوينغ" في بيان إن ما تتمتع به مقاتلات "إف- 15 إي أكس" من "أجهزة استشعار معاصرة ورادارات وقمرة قيادة متقدمة، ومدى وسرعة وحمل، أسهم في تقديم طائرات حديثة، سوف تشكل دعماً أساسياً لأي بنية قوة اليوم وفي المستقبل". وأكدت: "تلقى المقاتلة اهتماماً من العديد من الزبائن الدوليين".
من جهته، أشار ريشارد أبو لافيا، المحلل في مجال الطيران في شركة "أيرو دايناميك" الاستشارية إلى أنه لا يزال يتعين العمل من الجانبين لضمان تنفيذ الاتفاق.
وقال أبو لافيا "في حال تم شراء المقاتلات فعلاً، سيُعدّ ذلك إنجازاً ضخماً للبرنامج ودفعة حقيقية لخط الإنتاج، ولكنني لا أظنّ أن (بوينغ) ستكون متأكدة من الصفقة، قبل إبرام عقد متين".
على الرغم من التركيز أكثر على المقاتلات الأحدث، فإن القوات الجوية الأمريكية أيضاً من زبائن طائرات "إف – 15 إي أكس" التي لا تتمتع بتقنية التخفي. فقد استلمت القوات الجوية النماذج الأولى من طائرات "إي أكس" في العام الماضي، وتتضمن خططها الحالية شراء 144 من هذه الطائرات، مع خيار شراء 200 طائرة كحدّ أقصى.
وكانت القوات الجوية قد قررت شراء النسخة المحدثة غير القادرة على التخفي من هذه الطائرات القديمة لتتكامل مع طائرات "إف -35" الأكثر تقدماً تكنولوجياً، ولكن تأتي بتكلفة صيانة مرتفعة. وتتوقع القوات الجوية أن توفر 3 مليارات دولار بحلول عام 2025 بموجب خطتها الحالية لشراء 90 طائرة "إف – 15 إي أكس" جديدة لتحلّ مكان مقاتلات "إف – 15 سي/دي" القديمة، بدلاً من شراء المزيد من مقاتلات "إف – 35 إس".