يواجه رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الأسبوع الأكثر أهمية في رئاسته للوزراء، إذ يستعد لإعلان نتائج تحقيق قد يؤدي إلى الإطاحة به من قبل زملائه.
في هذا الصدد، تتصاعد الاتهامات أيضاً بسبب تصرفات أمناء الانضباط الحكوميين – وهم نواب حزب المحافظين المسؤولين عن الحفاظ على الانضباط الحزبي - فقد ادّعت عضوة البرلمان، نصرت غني، يوم الأحد أنَّها طُردت من منصبها كوزيرة في عام 2020 جزئياً بسبب دينها الإسلامي.
طالع المزيد: جونسون يواجه معارك على جميع الجبهات وسط ازدياد الخلافات في بريطانيا
ناصر العديد من أعضاء البرلمان والوزراء المحافظين "غني"، فقد كتب وزير الصحة ساجد جافيد، على "تويتر" أنَّ الأمر خطير للغاية، ويحتاج إلى تحقيق مناسب. يأتي ذلك بعد أن اتهم وليام وراغ، النائب عن حزب المحافظين، أمناء الانضباط بمحاولة ابتزاز النواب الذين كانوا يتحدّون قيادة جونسون من خلال التهديد بسحب تمويل دافعي الضرائب من دوائرهم الانتخابية.
اقرأ أيضاً: تلغراف: حزب المحافظين البريطاني يخسر مؤيديه بسبب زيادة الضرائب
دوامة المزاعم
فضلاً عن ذلك، أحدثت دوامة المزاعم حول جونسون وفريقه مزيداً من الإضرار بالثقة في رئيس الوزراء، وذلك في ظل مكافحته للبقاء على خلفية مزاعم بأنَّه سمح بالتجمعات التي تعج بالكحول في داونينغ ستريت، والتي انتهكت قواعد الجائحة التي فرضتها حكومته.
نجح جونسون حتى الآن في السيطرة على التمرد المتزايد داخل حزبه، على الرغم من مطالبات عدد من نواب حزب المحافظين علناً باستقالته؛ إلا أنَّ العديد من المشرعين كانوا ينتظرون نتيجة تحقيق الموظفة المدنية الكبيرة سو غراي قبل اتخاذ قرار بشأن الانضمام إلى المتمردين في فرض تصويت على الثقة بقيادة جونسون. ومن المقرر أن تنشر تقريرها هذا الأسبوع، لكن لم يتم تأكيد اليوم المحدد.
فضلاً عن ذلك، ستحاول الحكومة العودة إلى الصدارة اليوم الإثنين من خلال الإعلان عن تمويل جديد للمدارس للمساعدة في التعامل مع كورونا، وذلك كجزء من الانتقال إلى التعايش مع الفيروس؛ إذ قالت وزارة التعليم في بيان عبر البريد الإلكتروني، إنَّ المدارس في إنجلترا ستحصل على 8 ملايين جنيه إسترليني لدعم برنامج التطعيم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً، وتوفير "وحدات تنظيف الهواء" لتعزيز التهوية عند الحاجة.
طالع أيضاً: فضيحة "غرينسل" تجر معها قطاع الخدمة المدنية البريطاني
الغضب
يريد جونسون إعادة تركيز الانتباه على قراره رفع معظم قيود كوفيد في إنجلترا، مع إسقاط الكمامات الإلزامية اعتباراً من يوم الخميس، وذلك في محاولة لكسب العديد من نوابه الذين طالبوا بهذه الخطوة منذ فترة طويلة. كما يستعد فريقه أيضاً لكشف النقاب عن مخطط طال انتظاره حول كيفية رفع مستوى الدولة لتعزيز الازدهار في المناطق الأقل ثراءً، وهي إحدى الركائز الأساسية لجدول أعماله المحلي.
لكنَّ الغضب والفزع بين صفوف المحافظين ما يزالان في تصاعد؛ فبعد أشهر من الاضطرابات في حكومة جونسون التي بدأت بمعالجة فاشلة للتحقيق مع الوزير السابق أوين باترسون؛ انخفضت تقييمات استطلاعات الرأي لدى المحافظين.
سيواجه جونسون تصويتاً على الثقة بقيادته في حال قام 54 نائباً من حزب المحافظين، أو 15% من إجمالي أعضاء مجلس العموم، بتقديم رسائل إلى لجنة رئيسية تطالبه بالاستقالة. إذ سيحتاج بعد ذلك إلى أكثر من 50% من نواب حزب المحافظين لدعمه في اقتراع سري، وإذا خسر التصويت؛ فستبدأ المنافسة على القيادة لاستبداله.
عجز
بصفتها أول وزيرة مسلمة تتحدث في مجلس العموم؛ تأتي ادعاءات "غني" في وقت حساس للغاية بالنسبة لـ جونسون. فقد قالت لصحيفة "صنداي تايمز"، إنَّ إسلامها أثير كقضية لإقالتها في تعديل وزاري عام 2020. وقالت للصحيفة: "كان الأمر أشبه بتلقي اللكمات على المعدة، لقد شعرت بالإهانة والعجز".
في حين قال رئيس حزب المحافظين، ويب مارك سبنسر، على "تويتر"، إنَّ "غني" كانت تُشير إليه، واتهاماتها كاذبة تماماً. وفي بيان منفصل، قال مكتب جونسون، إنَّ رئيس الوزراء دعا "غني" لتقديم شكوى رسمية في ذلك الوقت، واختارت عدم القيام بذلك.
إلا أنَّ "غني" ردّت في وقت لاحق، قائلة في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني، إنَّه قد عُرضت عليها فقط عملية شكوى داخلية ضمن حزب المحافظين، وليس من خلال تحقيق حكومي. وقالت: إنَّه "كان من الواضح جداً أنَّ هذا الإجراء غير مناسب لشيء حدث في مجال الأعمال الحكومية".
وجدت مراجعة مستقلة العام الماضي أنَّ المشاعر المعادية للمسلمين ما تزال مشكلة في حزب المحافظين. إذ قال سواران سينغ، أستاذ الطب النفسي في جامعة وارويك، الذي قاد التحقيق، في ذلك الوقت: "في حين أنَّ المشكلة ليست منهجية؛ يجب على الحزب الآن أن يعمل على استئصالها".