لا تمنحوا بوتين حق الفيتو على توسع الناتو

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - المصدر: بلومبرغ
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

وصلت المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة وأوروبا بشأن مطالبة روسيا عدم قبول "الناتو" أي أعضاء جدد إلى طريق مسدود. ورفضت إدارة بايدن والقادة الأوروبيون تلك الشروط ما يزيد من مخاطر إعطاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذريعة لغزو أوكرانيا، ولكنهم إذا وافقوا على ابتزاز بوتين سيكون الوضع أسوأ.

لطالما اتهم بوتين "حلف شمال الأطلسي" بمحاولة "تطويق" روسيا من خلال توسيع التحالف إلى حدودها. بينما 5 دول فقط أعضاء في "الناتو" من بين 14 دولة حدودية مجاورة لروسيا ولا تغطي الدول الخمس سوى 6% فقط من الحدود الروسية. وعلى مدار العقد الماضي، أضاف "الناتو" عضوين فقط وهما الجبل الأسود في عام 2017 ومقدونيا الشمالية في عام 2020، ولا يهدد أياً منهما المصالح الروسية الحيوية. في عام 2008، تعهد التحالف بشكل غير ملزم باحتمال ضم أوكرانيا وجورجيا لعضوية الحلف، لكنه لم يقدم لهما ما يُعرف باسم خطة عمل العضوية التي تُعدّ خطوة ضرورية لدفع عملية الانضمام.

أوروبا لروسيا: إذا غزوتِ أوكرانيا فسننضم جميعاً إلى الناتو

ورغم ذلك، يريد بوتين ضمانات مكتوبة بتخلي التحالف عن التوسع وتقليل انتشار القوات والأسلحة في الدول الأعضاء في أوروبا الشرقية، بينما يستمر إصرار روسيا خلال الاجتماعات مع المسؤولين الأمريكيين بهدف نزع فتيل الموقف في أوكرانيا على رفض أي ذكر لتوسيع الناتو.

انضمام أوكرانيا

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، إن انضمام أوكرانيا "غير مرجح على الإطلاق" على المدى القريب، لحجم العمل الإضافي الذي تحتاجه الدولة لتعزيز مؤسساتها الديمقراطية. كما أشار إلى اختلاف الدول الأعضاء في الوقت الحالي حول تلك القضية. قد تكون تعليقات بايدن واقعية، لكن لم يتم وضعها في الاعتبار في تأكيد على الضعف والانقسام بينما تشتد الحاجة للتحالف والحزم.

تقضي معاهدة "الباب المفتوح" التي أبرمها "الناتو" بحق الدول السيادي في استمرار العضوية إذا اختارت ذلك. ويعود السبب الرئيسي وراء معارضة بوتين توسع الناتو لرغبته في إعادة السيطرة الروسية على دول الاتحاد السوفيتي السابق.

أمريكا تدفع أوروبا للموافقة على عقوبات فيما تراقب بوتين بحذر

إن قبول أي رأي بشأن حجم وشكل "الناتو" مقابل سحب قواته من الحدود الأوكرانية سوف يمثل خطأً استراتيجياً وكارثي يهدد بخسارة الغرب للمصداقية ونقل أوكرانيا لدائرة النفوذ الروسي، كما ستصبح دول أعضاء في "الناتو" تقع على حدود روسيا مثل دول البلطيق أكثر عرضة للخطر. إضافة إلى تشجيع ذلك للصين على تكثيف حملات الترهيب ضد الدول الصغيرة لانتزاع تنازلات أمنية من الولايات المتحدة.

عندما يلتقي وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكين بنظيره الروسي في جنيف اليوم، يجب أن يوضح أن الغرب لا يزال منفتحاً على الحوار المستمر. لكن يجب عليه أن يستبعد بشكل قاطع أي مفاوضات بشأن عضوية "الناتو".

يجب على المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين التأكيد على أنه في حين أن "الناتو" لا يسعى لضم أوكرانيا فلن يتم إلغاء العملية بناءً على طلب بوتين - وأن القرارات المستقبلية بشأن التوسع ستعتمد على سلوك روسيا تجاه جيرانها. كما يتعين على بايدن دعم القادة في فنلندا والسويد وتأييد مقترحات بلدانهم للحصول على عضوية سريعة في "الناتو" إذا غزت روسيا أوكرانيا. بحيث تكون الرسالة الموجهة إلى بوتين واضحة: أي تصعيد إضافي في أوكرانيا سيؤدي إلى "ناتو" أكبر وأفضل تسليحاً.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك