معارضة روسيا تدفع فنلندا والسويد للتمسك بـ "الناتو"

طائرة "إف 35" - المصدر: بلومبرغ
طائرة "إف 35" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

تتجه جميع الأنظار إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومطالباته بشأن أوكرانيا، مدعوماً بـ 100 ألف جندي وتعزيز القدرات العسكرية على الحدود الروسية الأوكرانية. ويسعى بوتين إلى ضمانات من "الناتو" بأن أوكرانيا لن يُسمح لها أبداً بالانضمام إلى الحلف، مما يمنحه حق النقض "الفيتو" على طلب العضوية بالمجموعة، التي تضم اليوم 30 دولة.

لكن قلّما يتحول الانتباه إلى كلٍ من السويد وفنلندا، الواقعتين في الشمال واللتين تتمتعان بمنظومتين ديمقراطيتين قويتين ومستقلتين وتربطهما علاقات طويلة بـ "الناتو"، على الرغم من أنهما ليستا عضوين. ففي أواخر الشهر الماضي، صرحت وزارة الخارجية الروسية بتعليقات بشأن الدولتين، حيث أظهرت استياءها من فكرة انضمامهما إلى الحلف.

غير أن هذا النهج قد ينطوي على تداعيات عكسية بالنسبة للروس، ويزيد من رغبة الدولتين في التفكير بجدية في الحصول على العضوية. فهو يمثل فرصة لـ "الناتو"، بالنظر إلى الطابع والجغرافيا والقدرة العسكرية للدولتين. فكيف يجب أن تتعامل كلٌ من الولايات المتحدة والتحالف مع هذا التطور؟

"فايكنغ" العصر الحديث

عندما كنت قائداً عسكرياً لحلف "الناتو"، غالباً ما كنت أتعامل مع قوات من السويد وفنلندا، وقمتُ بزيارة لكل من الدولتين عدة مرات لإجراء محادثات. وكنتُ أعلم أنني كنت في وجود مقاتلين يتمتعون بقدرات شرسة. التفاصيل الأمنية الخاصة في البلقان، على سبيل المثال، تم توفيرها من قبل جنود سويديين طوال القامة، كأنهم جنود "الفايكنغ" في العصر الحديث. وعندما كنت في فنلندا وقمت بجولة في متحف "حرب الشتاء" ضد روسيا في عامي 1939 و1940، شعرتُ بالفخر.

من الناحية التكنولوجية، تمتلك كلتا الدولتين معدات قتالية متطورة، ولا سيما القوات الجوية السويدية التي تستخدم مقاتلات من طراز Saab Gripen المنتجة محلياً. وقد استخدمت هذه المقاتلات لتحقيق أفضل تأثير عسكري في العمليات القتالية في ليبيا في عام 2011 تحت قيادتي. وتقدمت فنلندا بطلبية للحصول على 64 مقاتلة من طراز Lockheed Martin F-35 ، وهي أكثر الطائرات المقاتلة تطوراً في العالم.

وقدمت كل من فنلندا والسويد مساهمات كبيرة بقواتهما في أفغانستان والبلقان، كلتاهما تتمتعان بقدرات تجنيد شاملة، وبتقاليد تدريب عسكري عبر مجتمعاتهما.

تغيّر المواقف

حافظت فنلندا والسويد على مدى عقود من الحرب الباردة على نهجمها الحيادي وعلاقات دبلوماسية وتجارية مع كل من دول الغرب والاتحاد السوفيتي. وفي ذلك الوقت أظهرت استطلاعات الرأي باستمرار أن الأغلبية القوية من السويديين والفنلنديين شعروا بأن الحيادية عن أي من الجانبين هو أفضل مسار.

ولكن تغيّرت المواقف في الآونة الأخيرة وفي أعقاب الغزو الروسي لجورجيا في عام 2008 وأوكرانيا في عام 2014. ففي خطابه بمناسبة العام الجديد، قال الرئيس الفنلندي سولي نينيستو إن بلاده تدرس الحصول على عضوية الناتو، على الرغم من استمرار استطلاعات الرأي في إظهار الانقسام حول هذا الأمر.

يتعين أن يفتح "الناتو" ذراعيه للفنلنديين والسويديين، دون أن يمارس أي ضغط خارجي عليهما للانضمام. ومن خلال محادثاتي في ستوكهولم وهلسنكي مع كبار القادة العسكريين، أرى أن أفضل مسار هو دائماً توضيح أنهما ستكونان محل ترحيب للانضمام إلى الحلف، ولكن ليس هناك أي التزام.

غالباً ما أقول: "إذا أردت يوماً ما الانضمام إلى حلف الناتو، فأخبرنا بذلك يوم الأربعاء وستكون معنا يوم الجمعة". ويتناقض ذلك مع المسار الطويل والمتعرج الذي سلكته دول أخرى، بما في ذلك مقدونيا إلى الجبل الأسود، ناهيك عن خطط عمل العضوية التي لا نهاية لها لأوكرانيا وجورجيا.

باب العضوية مفتوح

في الوقت الحالي، يتعين على "الناتو" أن يؤكد بهدوء لكل من فنلندا والسويد أن باب العضوية مفتوح، والاستمرار في إجراء مناورات عسكرية كبيرة، والترحيب بنشر قوات الفنلنديين والسويديين في العمليات العسكرية للحلف.

ويجب على الولايات المتحدة، بالإضافة إلى العمل من خلال قنوات التحالف، معالجة الأمر مع الاتحاد الأوروبي، حيث إن كلاً من السويد وفنلندا جزء من ذلك التكتل.

سيشكّل ضم الدولتين ذات القدرات العالية إلى "الناتو" إضافة ضخمة للولايات المتحدة. كما سيؤكد ذلك لبوتين أنه لا يمتلك حق النقض عندما يتعلق الأمر بتوسيع نطاق التحالف الديمقراطي.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك