أنا من أكثر المقتنعين بفوائد الوظائف الجانبية، وبالفعل، سمعنا قصصاً كثيرة عن أعداد متزايدة من أبناء الجيل "زد" وجيل الألفية الذين باتو يتخذون وظائف إضافية أو جانبية.
عادة ما يكون السبب الرئيسي الذي يدفعهم إلى ذلك هو جني المزيد من المال، ولكن هناك فوائد أخرى، مثل اكتساب مهارات جديدة وبناء العلاقات.
طموحات جانبية
لقد كان قيامي بعمل جانبي مفيداً جداً لمسيرتي المهنية ولصحتي النفسية أيضاً. حيث أمضيت العشرينات من عمري أعمل ضمن فرق تقنية مختلفة، وكنت غالباً ما أشعر بالإرهاق بسبب كثرة العمل، ولا أتقاضى ما يكفي من الأجر، وأشعر بأنني لا أنتمي إلى المكان الذي أتواجد فيه.
كنت قد عانيت من ثقافة عمل سامة، حيث كنت أسمع نكات مهينة يُنظر إليها على أنها مجرد "مزاح"، وسمعت تعليقات تخص ملابسي أكثر من التعليقات على الأهداف التي أحققها، وكان الرجال في المكتب يتكتلون معاً مستثنين وجودي من الفعاليات الاجتماعية.
بينما مكنني إنشاء عملي الخاص من السعي خلف مهام أراها مهمة ومن التعبير عن قيمي وطموحاتي وتحقيق المردود الأقصى مقابل عملي ومن خلال ذلك، انتقلت من كوني "مجرد امرأة أخرى سمراء" تعمل في مجال التكنولوجيا إلى رائدة أعمال وهو ما وفر لي فرصاً لم أكن لأتخيلها.
لكن أيضاً تعلمت أن الوظيفة الجانبية تحمل معها مخاطر وتحديات فبإمكانها أن تؤثر على وظيفتك الأساسية وعلى صحتك أيضاً ولكن إذا عرفت كيف تتعامل معها بعناية، يمكن أن تتحول إلى أمر دائم.
[object Promise]تفاعل مع صاحب عملك
يدرك المزيد من أصحاب العمل أن الناس باتت لديهم وظائف متعددة، ولكن من الأفضل أن تعالج مسبقاً أي مشاكل قد تطرأ. اطلع على عقد عملك جيداً لضمان أنه يتيح لك الانطلاق في مشروعك الخاص أو اسأل مديرك. إذا كنت بحاجة لإذن، اكتب نصاً قصيراً بسيطاً تشرح فيه ما الذي سيبيعه مشروعك ولماذا لن يؤثر على عملك.
بعض المديرين قد يشجعونك على أن يكون لديك عمل آخر. حين واجهت الشركة السابقة التي كنت أعمل فيها "برودكت هانت" صعوبة في توظيف المزيد من النساء في فريق الهندسة التابع لها، وأرادت الخضوع لتدريب على التنوع والاندماج، اقترح مديري أن يرسلني لأقوم بهذه المهمة. فقد دعاني للتدريب في مكاتب الشركة في سان فرانسيسكو ونيويورك، وأدى ذلك إلى طلب المزيد من الشركات في الولايات المتحدة لخدماتي.
بالطبع، لن يكون كلّ أصحاب العمل أو المديرين داعمين لك، لذا استعد للإجابة على مخاوفهم. أكد أنك ستعمل على مشروعك في وقتك الخاص وستستخدم أدواتك الخاصة. وافصل بشكل واضح بين وظيفتك وعملك الخاص.
فلا يجب أن تروِّج لعملك من خلال وظيفتك، إلا إذا كان لديك إذن للقيام بذلك.
ارسم الحدود والتزم بها
فيما لا تريد لعملك الجانبي أن يتعارض مع وظيفتك، إلا أنك ستحتاج لتخصيص ما يكفي من الوقت والطاقة لمشروعك حتى يحقق النتائج. في حالتي، أنا أفصل عملي الجانبي عن وظيفتي الأساسية وحياتي الشخصية. أطمح لتحديد وقت محدد للعمل على مشروعي الخاص كلّ أسبوع (وأترك بعض الفراغ في نهاية الأسبوع)، وبالفعل حددت إنجازات بمراحل زمنية، حتى أستطيع قياس التقدم الذي أحققه.
وفي النهاية تمكنت من العمل الجانبي بإنشاء مشروعي الخاص بوتيرة متواصلة مع الحفاظ على شبكة الأمان التي يوفرها الراتب. ولن أتخلى عن ذلك الأمر في القريب العاجل.