عادة ما تفوق حجوزات المطاعم حدَّ الجنون عندما يفوز الطاهي بثلاث نجوم "ميشلان" Michelin، ولكن عندما أصبحت كلير سميث، أوَّل امرأة بريطانية تحصل على هذا التكريم بأحقية خلال الشهر الماضي، لم تقم ببيع طاولة واحدة.
ويعدُّ دليل "ميشلان" الأشهر لتقييم المطاعم، وهو دليل الذواقَّة حول العالم.
وبرغم فوزها بالنجوم، فقد أغلق مطعم "كور باي كلير سميث" Core by Clare Smyth أبوابه بسبب الإغلاق الناتج عن الوباء، وهو ما جاء قبل أيام قليلة فقط من علمها أنَّ الحكومة تخطط لتخفيف القيود اعتباراً من 17 مايو.
وبرغم أنَّه موعد ليس قريباً بما يكفي، إلا أنَّ سميث تقول، إنَّها ستكون حذرة للغاية بشأن إعادة الافتتاح، فبعد كل شيء، أُجبرت على إلغاء أو نقل 20 ألف حجز على مدار العام الماضي؛ لأنَّ استمرار تغير الإجراءات ترك سميث وعملاءها محبطين.
وبدلاً من ذلك، ركَّزت سميث في الشهور الأخيرة على تقديم خدمة توصيل الطعام إلى المنازل تحت اسم "كور آت هوم Core at Home" ، وهي خدمة تقول عنها الطاهية، إنَّها كشفت عن طلب مكبوت من رواد المطعم العالقين في المنازل.
وتبلغ تكلفة القائمة الأساسية 350جنيهاً استرلينياً (493 دولاراً) لشخصين بالإضافة إلى التوصيل، وتباع على الفور تقريباً، أما الإضافات مثل 50 غراماً (1.8 أونصة) من كافيار "رويال أوسيترا" Royal Oscietra مع الزينة فتكلف 150 جنيهاً استرلينياً؛ فيما يكلِّف 50 غراماً من الكمأة ( وهو فطر صالح للأكل) مبلغاً قدره 99 جنيهاً استرلينياً ؛ ويبلغ ثمن طبق الجبن 30 جنيهاً استرلينياً؛ كما يبلغ ثمن زوج النبيذ 75 جنيهاً استرلينياً للفرد، وهو شائع للغاية بين الزبائن.
تبعات الإغلاق
وقالت سميث: "لقد وفَّر الناس الكثير من المال هذا العام، وهم يريدون إنفاقه. إنَّهم في المنازل، وهم يشعرون بالملل، يشتري الناس الكافيار والكمأة، فهم بحاجة ماسة إلى تلك التجارب الفاخرة، إنَّهم يريدون هذا الترفيه حقاً."
وتعاملت مطاعم لندن مع مجموعة من الإجراءات المتغيرة باستمرار في السنة الماضية من أجل احتواء انتشار فيروس كورونا، وبعد الإغلاق الأول في أوائل العام الماضي، نجحت مبادرة "إيت أوت تو هيلب أوت" Eat Out to Help Out التي رعتها الحكومة في أغسطس من أجل دعم وجبات المطاعم في إعادة روادها، ولكن بعد ذلك بشهر، خضغت جميع أماكن الضيافة في جميع أنحاء إنجلترا إلى حظر من الساعة 10 مساءً، قبل إجبارهم على الإغلاق تماماً مع تفاقم تفشي المرض.
وقالت سميث، إنَّه حتى مع استمرار إعادة الفتح هذه المرة، فستظل المطاعم بحاجة إلى المساعدة لعودتها، مشيرة إلى أنَّها تودُّ أن ترى قيام الحكومة بتمديد التخفيض الحالي لضريبة القيمة المضافة إلى 5%، والاستمرار في إجازة أسعار الأعمال لشركات البيع بالتجزئة والضيافة والترفيه.
وقالت سميث: "لقد واجهنا تكاليفاً باهظة تخص الموظفين أثناء الإغلاق، ولم يمنحني المالك تخفيضاً بفلس واحد من الإيجار".
ونشأت سميث في مزرعة بأيرلندا الشمالية قبل انتقالها إلى إنجلترا في سن السادسة عشرة لتصبح طاهية، وتدرَّبت سميث مع غوردين رامزي في مطعمه بلندن قبل الانتقال إلى موناكو للعمل تحت إشراف آلان دوكاس في مطعم "لويس الخامس عشر" Louis XV الحائز على ثلاث نجوم ميشلان.
وبعد عودتها إلى لندن عن عمر يناهز 28 عاماً، انضمَّت إلى مطعم غوردين رامزي الرائد، لتصبح الوصي على نجومه الثلاث، ثم غادرت في عام 2016 لتفتتح "كور" في ناتينغ هيل بلندن العام التالي.
وليس من المستغرب أن تتطلَّع سميث إلى الترحيب بروَّاد المطعم لتناول وجبة العشاء بعد الإغلاق. وتقول سميث: "أنا متفائلة للغاية، الاقتصاد مثل الربيع المغلَّف، فهو يتشوَّق للخروج."