أصبحت شركتا "ستراتولاونش" (Stratolaunch) و"روكيت لاب يو إس إيه" (Rocket Lab USA) من المشترين لأصول "فيرجن أوربت هولدينغز" (Virgin Orbit Holdings)، وهي شركة مفلسة، متخصصة في إطلاق الأقمار الصناعية، مرتبطة بالملياردير ريتشارد برانسون.
ووفقاً لوثائق محكمة الإفلاس المقدمة أمس الثلاثاء، ستبيع "فيرجن أوربت" طائرتها المعدلة من طراز "بوينغ 747"، المعروفة باسم "كوزميك غيرل"، لشركة "ستراتولاونش" مقابل 17 مليون دولار بعد عدم ظهور عطاءات أفضل، فيما ستشتري شركة "روكيت لاب" مصنع الصواريخ الرئيسي لشركة "فيرجن أوربت" الواقع في كاليفورنيا مقابل 16.1 مليون دولار.
بيع اضطراري
يشير البيع المجزَّأ إلى عدم ظهور عطاءات كافية لبيع "فيرجن أوربت" بالكامل خلال المزاد. وتُظهِر أوراق المحكمة أن شركة "لاونشر" (Launcher) تتهيأ لشراء منشأة اختبار مقابل 2.7 مليون دولار. ومؤخراً أعلنت شركة "فاست سبيس" (Vast Space) عن صفقة للاستحواذ على "لاونشر".
يُذكر أن عمليات التخلص من الأصول -التي يزيد مجموعها على 35 مليون دولار- تحتاج إلى موافقة محكمة الإفلاس.
شكرت "فيرجن أوربت" حاملي الأسهم، وقالت في بيان إنها ستوقف عملياتها، وأشارت إلى أن تقنيتها قدمت "مساهمات كبيرة في مجال إطلاق الصواريخ التجارية".
كانت "فيرجن أوربت" تستكشف خيارات، منها البيع المحتمَل أو الترتيبات التي يمكن أن تسمح لها بمواصلة العمل بعد تقديمها طلب الحماية من الإفلاس وفق البند (11) في أوائل أبريل. وقدمت "ستراتولاونش" في وقت سابق العرض الأول الأساسي الذي يحدد السعر الأدنى في مزاد "طائرة 747".
إخفاق صاروخ "لاونشر ون"
ركزت شركة "فيرجن أوربت" -أسسها "برانسون" فرعاً من مشروع السياحة الفضائية الخاص به "فيرجن غالاكتيك هولدينغز"- على إرسال أقمار صناعية صغيرة إلى الفضاء عبر صاروخها "لاونشر ون" (LauncherOne). وصُمّمَت المركبة بحيث تُقلِع من أسفل جناح طائرة "كوزميك غيرل" النفاثة، لا من فوق الأرض. ونجحت "فيرجن أوربت" في الطيران إلى المدار أربع مرات منذ عام 2021. وأصبحت الشركة عامة من خلال اندماج عكسي في أواخر عام 2021.
عانت الشركة من فشل كبير في يناير 2023 عندما تَعطَّل صاروخ "لاونشر ون" الخاص بها في مهمة، وفشل في الوصول إلى المدار، ما تسبب في فقدان جميع الأقمار الصناعية التسعة على متنها.
كان من المفترض أن تكون المهمة -التي أقلعت من ميناء "سبيس بورت كورنوال" الفضائي في المملكة المتحدة- أول إطلاق مداري من الأراضي البريطانية.
الفشل في العثور على طوق نجاة
بسبب انخفاض السيولة النقدية في منتصف شهر مارس، استغنت شركة "فيرجن أوربت" مؤقتاً عن جميع موظفيها تقريباً خلال اجتماع شامل، إذ كانت الشركة تبحث عن طوق نجاة مالي.
حاولت الشركة بدء بعض العمليات المحدودة بعد أسبوع تقريباً، إذ تفاوض المسؤولون التنفيذيون مع ماثيو براون، مستثمر رأس المال الجريء في تكساس، لضخ 200 مليون دولار في الشركة، لكن هذه الصفقة لم تتحقق قط، ووقفت "فيرجن أوربت" عملياتها في نهاية شهر مارس.
على الرغم من مبيعات الأصول الأخيرة، لم يُختَر مشترٍ ناجح لشراء صواريخ "لاونشر ون". ووفقاً للشركة فقد كان لدى "فيرجن أوربت" في وقت البيع نحو ستة صواريخ في مراحل مختلفة من التصنيع. ولم يتضح على الفور مصير هذه الصواريخ.
