موظف سابق بـ"غوغل" يحول الهدايا الافتراضية لتجارة بـ61 مليار دولار

منصة بث مباشر للهدايا الافتراضية - المصدر: بلومبرغ
منصة بث مباشر للهدايا الافتراضية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يعدُّ تقديم الهدايا الافتراضية أمراً كبيراً في الصناعة الصينية للبث المباشر عبر الإنترنت، فيمكنك إرسال أي شيء إلى المؤدي المفضِّل لديك، بدءاً من وردة ثمنها 5 يوانات (80 سنتاً) إلى صاروخ فضائي ثمنه 500 يوان.

وتعدُّ الهدية مجرد رمز لامتنانك؛ ولكنَّ المال حقيقي، وهذا ما جعل شركة "كوايشو تكنولوجي" Kuaishou Technology ناجحة للغاية.

وتعدُّ شركة "بايت دانس ليميتيد" ByteDance Ltd " المنافس الرئيسي لشركة "كوايشو"، فالأولى هي أكبر منصة بث مباشر للهدايا الافتراضية، وتملك أكبر قاعدة للمستخدمين من دافعي الاشتراكات الشهرية في العالم.

وجمعت شركة "كوايشو"، التي تستغل جزءاً من النصائح التي يقدِّمها المعجبون لفناني الأداء، حوالي 5.4 مليار دولار في أكبر اكتتاب عام أولي إلكتروني بهونغ كونغ منذ شركة "أوبر تكنولوجيز إنك" Uber Technologies Inc. في عام 2019، بحسب شروط الصفقة التي حصلت عليها بلومبرغ .

ويمهِّد هذا لظهور ما لا يقل عن 4 مليارديرات بثروة مجمعة تبلغ 15 مليار دولار، بحسب الملكية التي كشفت عنها نشرة إصدار "كوايشو"، كما ستبلغ قيمة كل من المؤسسين سو هوا، وتشينغ ييكسياو، أكثر من 5.5 مليار دولار، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.

بلومبرغ
بلومبرغ

قصة نجاح إلكترونية

وتعدُّ "كوايشو"، التي تعني اليد السريعة، واحدة من أكبر قصص النجاح الإلكترونية الصينية خلال العقد الماضي، وهي جزء من جيل من الشركات الناشئة التي ازدهرت بدعم من شركتي "تينسينت هولدينغز ليميتيد" Tencent Holdings Ltd، و"بايت دانس"، المالكة لتطبيق "تيك توك"TikTok، التي ابتدعت البث المباشر عبر الفيديوهات الصغيرة الحجم، الذي تمَّ اعتماده منذ ذلك الحين في جميع أنحاء العالم من قبل شركات مثل " فيس بوك إنك" Facebook Inc .

وكتب سو في السيرة الرسمية لـ "كوايشو" عام 2019: "الاهتمام هو المحور الرئيسي في الإنترنت، فيمكنك أن تركِّز على أعداد كبيرة من الناس، مثل: ضوء الشمس بدلاً من تسليط الضوء على مجموعة معينة من الناس. هذا هو المنطق البسيط وراء (كوايشو)."

درس سو، المنحدر من مقاطعة "هونان" بوسط الصين، برمجة الكمبيوتر في جامعة "تسينغهوا" Tsinghua University المرموقة قبل انضمامه إلى "غوغل" Google في بكين عام 2006، إذ حصل على راتب قدره 23 ألف دولار سنوياً، أي أكبر بثمانية أضعاف من متوسط الرواتب في البلاد حينها. وفي حين قال، إنَّه كان "سعيداً للغاية"، إلا أنَّ إقامته في وادي السيليكون Silicon Valley ألهمته في بدء مشروعه التجاري الخاص، وفقاً لسيرة شركة "كوايشو".

وترك سو، البالغ من العمر 38 عاماً، العمل لدى "غوغل" أثناء الأزمة المالية العالمية، ليبدأ مشروعه الخاص في إعلانات الفيديو، ولكنَّه لم يؤتِ ثماره. وبعد فترة قصيرة من العمل مع "بايدو إنك" Baidu Inc، تعرَّف سو على تشينغ في عام 2011 ليقوم الثنائي في عام 2013 بتحويل تطبيق "كوايشو" من صانع الصور المتحركة "جيف" GIF إلى صانع النظام الأساسي للفيديو الاجتماعي المستمر حتى الآن. واكتسبت مقاطع الفيديو الخاصة بهم شعبيتها في البداية من فيديوهات الحياة بالمناطق الريفية الصينية.

ومع ظهور تطبيق "دوين" Douyin المملوك لشركة "بايت دانس"، الذي يعدُّ التطبيق الصيني المزدوج لـ "تيك توك"؛ وسَّعت "كوايشو" من جاذبيتها للمؤثِّرين المدعومين من وكالات المواهب، ونجوم البوب، مثل: التايواني جاي تشو. وطوال

مسيرتها، زادت الشركة أيضاً من سرعة تحقيق دخل لها من خلال إنشاء مساحات إعلانية، ومتاجر للعلامات التجارية والتجار داخل التطبيقات.

وبالرغم من أنَّ شراء الهدايا الافتراضية لا يزال يمثِّل الجزء الأساسي من عملها محققاً لها ما يقرب من ثلثي الإيرادات، إلا أنَّ الشركة تتوسَّع في الأعمال ذات الهوامش الربحية الأعلى، مثل: التجارة الإلكترونية، والألعاب الإلكترونية. كما ارتفعت مبيعات الشركة، وفقاً لنشرة الاكتتاب العام، بنسبة 50% تقريباً لتصل إلى 40.7 مليار يوان في الشهور التسعة الأولى من العام الماضي.

بلومبرغ
بلومبرغ

تنافس محموم بين منصات البث المباشر

ويقضي المشاهدون متوسطاً قدره 90 دقيقة في "كوايشو" يومياً، في حين ينتج حوالي ربع المستخدمين محتوى شهرياً أيضاً. وبالرغم من أنَّ هذه المشاركة القوية تميِّز "كوايشو" عن منصات البث المباشر المنافسة، مثل "جوي إنك" Joyy Inc، و"مو مو إنك" Momo Inc، إلا أنَّ الإطلاق الأخير لموجز الفيديو القصير من قبل تطبيق "وي تشات" WeChat المملوك لـ"تينسينت"، رفع المنافسة إلى مستوى آخر.

ويمكن أيضاً أن يطغى الاكتتاب العام الأولي لمنافستها الأكبر حجماً "بايت دانس"، الذي تقوم به لأول مرة، على ظهور "كوايشو"، كما يبلغ عدد مستخدمي تطبيق "دوين" التابع لـ"بايت دانس" حوالي 600 مليون مستخدم يومياً، أي أكثر من ضعف مستخدميها.

وتمَّ تقييم أكبر شركة ناشئة في العالم بقيمة 180 مليار دولار، في حين كانت تستكشف إدراج بعض أعمالها في هونغ كونغ عندما حاولت الولايات المتحدة حظر "تيك توك" في العام الماضي، وفرض بيع التطبيق لأسباب تتعلَّق بالأمن القومي.

وفي مذكرة بتاريخ 26 يناير، قال وانغ غوانران، المحلِّل في شركة "سيتيك سيكيوريتيز كو" Citic Securities Co : "قامت "كوايشو" بتطوير منتجها ليصبح شبيهاً بـ"دوين" بشكل أكبر، وسيواجه الاثنان منافسة مباشرة مع بعضهما في المستقبل".

بلومبرغ
بلومبرغ

التوترات الجيوسياسية

ولا تعدُّ "كوايشو" محصَّنة ضد التوترات الجيوسياسية أيضاً، ففي حين أخبر سو المستثمرين في مكالمة بتاريخ 25 يناير أنَّ لدى الأسواق خارج الصين القدرة على أن تصبح محرِّكاً كبيراً للأرباح، فإنَّ منصاتها، ومنها "كواي" Kwai، و"سناك فيديو Snack Video "، محظورة في الهند إلى جانب المئات من التطبيقات الصينية في ظل اشتباك نيودلهي وبكين على الحدود. كما أنَّ خدمتها "زين" Zynn المبنية على غرار "تيك توك" في الولايات المتحدة لم تلقَ إقبالاً كبيراً منذ إطلاقها في مايو الماضي.

وسيتعيَّن على الشركة أيضاً التعامل مع الحملة الأخيرة على البث المباشر، فقد أعلنت الصين في نوفمبر أنَّها ستطلب من فنَّاني الأداء، ومقدِّمي الهدايا التسجيل بأسمائهم الحقيقية، ومنعت القاصرين من دفع "البقشيش"، وطلبت من المنصات الحد من قيمة الهدايا الافتراضية.

ومع ذلك، يتسارع المستثمرون للحصول على حصة من أول منصة فيديو قصير، التي ستبدأ التداول في 5 فبراير، وهو الجزء الأكثر اكتتاباً من الاكتتاب العام الأولي على الإطلاق، وفقاً لـ "آي إف آر" IFR؛ إذ شهد السوق إقبالاً كبيراً للغاية على الإدراجات الجديدة.

وعزَّز حماس العام الماضي من ثروات كبار المديرين التنفيذيين بـ "نونغفو سبرينغ كو" Nongfu Spring Co المملوكة لزونغ شانان، الرجل الأكثر ثراءً في آسيا حالياً، و"بلو مون غروب هولدنغز ليميتيد" Blue Moon Group Holdings Ltd. المملوكة لبان دونغ.

وحذَّر مؤسس "كوايشو" من الهيمنة القوية التي يتمتَّع بها حالياً، ففي سيرة الشركة، قارن سو قدرة منصته على التحكُّم بالاهتمام على الإنترنت، وحركة المرور

عليه، مع "وان رينغ" من ثلاثية "سيد الخواتم" لـ"جيه جيه آر تولكين"، فكتب: "عندما ترتدي الخاتم، ستشعر بقوة قصوى، ولكنَّ الخاتم والقوة يتحكَّمان بك واقعياً ".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك