تراجعت استثمارات رأس المال المغامر في الصين بحدة خلال العام الجاري، لتصبح البلاد واحدة من أسوأ الدول أداءً على مستوى العالم بعد حملة الحزب الشيوعي على شركات التكنولوجيا وانخفاض تقييماتها بشكل عام.
تراجعت قيمة صفقات رأس المال المغامر في الصين بنسبة 44% إلى 62.1 مليار دولار حتى أكتوبر على أساس سنوي، وفقاً لشركة الأبحاث "بريكين" (Preqin)، بعدما كانت
الصين قد نافست ذات يوم الولايات المتحدة على رأس المال المغامر المستثمر في الشركات الناشئة، قبل أن تشرع إدارة الرئيس الصيني شي جين بينغ، في جهود كاسحة لإصلاح ممارسات الشركات العملاقة مثل مجموعة "علي بابا القابضة" و"تينسنت هولدينغز".
إضافة إلى ذلك، انسحبت شركات رأس المال المغامر على مستوى العالم مع معاناة المستثمرين من شركات التكنولوجيا الخاسرة وتراجع الأسهم. ومع ذلك، تعد الصين من بين الأسوأ أداء، مع انخفاض استثمارات رأس المال المغامر، والذي يعتبر أسوأ من التراجع المسجل عالمياً وفي الولايات المتحدة.
قالت جيني لي، الشريكة الإدارية في "جي جي في كابيتال" (GGV Capital)، خلال حلقة نقاشية في أسبوع هونغ كونغ للتكنولوجيا المالية: "ارتفعت تكلفة رأس المال بشكل كبير.. كل دولار لدينا اليوم له ثمن".
كان قطاع أشباه الموصلات، أحد النقاط المضيئة بالنسبة لاستثمارات رأس المال المغامر في الصين، إذ جذب 7.9 مليار دولار من الصفقات حتى الآن في عام 2022، بزيادة قدرها 24% على أساس سنوي.
جعل شي من الأولويات الوطنية للصين، أن تبني صناعة أشباه موصلات خاصة بها، وهي مهمة اكتسبت أهمية ملحة بعد أن أقرت الولايات المتحدة تدابير واسعة لحظر صادرات الرقائق إلى الصين، ومنع الأميركيين من العمل في وظائف معينة بقطاع أشباه الموصلات لديها.
التوترات الأميركية الصينية
قالت "لي" من "جي جي في كابيتال"، إن التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، دفعت العديد من المستثمرين إلى النظر في الاستثمار في مجمعات صناعية إقليمية.
أضافت أنه يتعين على المستثمرين أن يسألوا: "ما هي التقنيات التي قد تتعرض للتقسيم بسبب الحسابات الأميركية والصينية؟".
ساء وضع استثمارات رأس المال المغامر في الصين بسبب سياسة "صفر كوفيد" التي طبّقها الحزب الشيوعي، إذ أدت عمليات الإغلاق في مدن مثل شنغهاي وتشنغتشو، إلى إعاقة كل أنواع الأعمال، بدءاً من الإعلان والاستثمارات، وصولاً إلى إنتاج سيارات "تسلا" وهواتف "أيفون" التي تصنعها شركة "أبل". وأظهرت بيانات "بريكين" أنه قبل عام 2022، ارتفعت استثمارات رأس المال المغامر في الصين سنوياً خلال العقد الماضي، باستثناء عام واحد.