بعد جيل "زد".. خدمات "ادفع لاحقاً" تستهدف إقراض الشركات

شاشة أيفون تعرض "ريلاي" (Rely) تطبيق "اشتر الآن وادفع لاحقاً" في سنغافورة. - المصدر: بلومبرغ
شاشة أيفون تعرض "ريلاي" (Rely) تطبيق "اشتر الآن وادفع لاحقاً" في سنغافورة. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

بعد أن هزت عادات التسوق لدى جيل "زد"، تستهدف شركات "اشتر الآن وادفع لاحقاً" مدفوعات الشركات باعتبارها القطاع التالي المتأهب للتغيير.

تقدم شركات ناشئة مثل "بيلي" (Billie)، و"موندو" (Mondu)، و"تيليت" (Tillit)، حلول "الشراء الآن والدفع لاحقاً" - التي تسمح للمشترين بتقسيم مدفوعاتهم على أقساط - للشركات في محاولة لتأمين شريحة من القطاع البالغة قيمته 700 مليار دولار، والذي يوفر للشركات قروضاً قصيرة الأجل لمساعدتها على إدارة أعمالها اليومية.

شريان حياة

أصبح استخدام الائتمان قصير الأجل، وخاصة تمويل سلسلة التوريد، شريان حياة للشركات التي تواجه مجموعة من المشكلات بدءاً من عمليات الإغلاق المرتبطة بكوفيد 19 إلى ارتفاع تكاليف المدخلات في بيئة تضخمية. ولا يزال القطاع تحت سيطرة بنوك معروفة مثل "باركليز" و"إتش إس بي سي" في المملكة المتحدة و"دويتشه بنك" في ألمانيا في ظل دخول عدد قليل من مجال التكنولوجيا إليه، وكذلك الفشل الدرامي لشركة "غرينسل كابيتال".

قروض "اشتر الآن وادفع لاحقاً" تستأثر قلوب معظم المتسوقين حول العالم

شهدت الشركات التي تركز فقط على خدمات "الدفع لاحقاً" انهيار تقييمها العام الحالي، إذ يخضع نموذج أعمالها للتحدي مع ارتفاع الأسعار في جميع أنحاء العالم، لكن الكثيرين يقولون إن سهولة الاستخدام التي يمكن أن تجلبها مثل هذه الشركات الناشئة إلى منتجات الائتمان القديمة ستثبت أنها وصفة رابحة في هذا الجزء من السوق.

قالت ليلي شو، مستثمرة في المراحل المبكرة للشركات في "أوميرس فينتشرز" (Omers Ventures) بأميركا الشمالية، والتي لا تستثمر حالياً في هذا القطاع، لكنها تبحث بنشاط عن فرص في المجال إن: "شركات (الشراء الآن والدفع لاحقاً) الموجهة من شركة لأخرى يمكنها بسهولة كسب حصة سوقية من البنوك التقليدية بطيئة التحرك.. تعد ملفات تقييم المخاطر في البنوك مصممة بطريقة لا تمكنها من التحرك بالسرعة الكافية".

موطن الشركات

تطبق شركتا "بيلي" و"موندو" نموذجاً مقتبساً من طريقة "اشتر الآن وادفع لاحقاً"، وتوفران تجربة شراء لرجال الأعمال الصغار عند شرائهم المعدات المكتبية، مماثلة لمصمم أزياء يشتري حقيبة يد "غوتشي" باستخدام تطبيق شركة "كلارنا" (Klarna) أو "أفترباي" (Afterpay)

"إتش إس بي سي" و"سيتي غروب" وقصة نهاية الخدمات المصرفية العالمية

قالت أيجا سينفتليبين، المؤسسة المشتركة لـ"بيلي" المدعومة من "سيكويا" (Sequoia): "إذا كان حجم المعاملة العادية بين شركة "اشتر الآن وادفع لاحقاً" والمستهلك تبلغ حوالي 80 إلى 90 يورو، فإن معاملاتنا العادية هي 10 أضعاف هذا الحجم".

تعمل الشركة، الواقعة في برلين، والتي بلغت قيمتها بعد أحدث جولة تمويل 640 مليون دولار، مع البنوك باعتبارهم شركاء تمويل، وتمتد أعمالها حالياً في ألمانيا والنمسا والسويد.

قال مالتا هافمان، المؤسس المشترك لـ"موندو" إنه يأمل في صنع إنجازات في مجال التمويل التجاري، خاصة أن المزيد من معاملات الشركات تتم عبر الإنترنت، وأضاف: "نعتقد أن هناك سوقاً من الفرص بقيمة 200 مليار دولار في مجال "اشتر الآن وادفع لاحقاً" من شركة لأخرى في أوروبا والولايات المتحدة".

في ألمانيا وحدها، على سبيل المثال، بلغت المعاملات بين الشركات عبر التجارة الإلكترونية 200 مليار يورو (204 مليارات دولار) في 2021، مقارنة بـ86.7 مليار يورو في المعاملات بين الشركات والمستهلكين عبر التجارة الإلكترونية، وفق بيانات شركة الأبحاث "ستاتيستا" (Statista).

آلام متزايدة

رغم الانخفاضات الصارخة في تقييمها، غيّرت شركات "اشتر الآن وادفع لاحقاً" مثل "كلارنا" و"أفترباي" و"أفيرم هولدينغز" (Affirm Holdings Inc) قطاع التجارة الإلكترونية من خلال تطبيقات صديقة للعملاء، وشعبية لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، ما أجبر العديد من البنوك التقليدية مثل "ناتويست غروب" (Natwest Group Plc) على إطلاق منتجات منافسة.

الميزة التي تتمتع بها الشركات الناشئة التي تقدم خدمات الدفع اللاحق للشركات هي أن البنوك التقليدية قد تنسحب من هذا القطاع وسط تدهور الآفاق الاقتصادية، ما يقلل المنافسة، وفق جيف تايسن، رئيس التكنولوجيا المالية العالمية في شركة "بين آند كو" (Bain & Co) للاستشارات.

"سكوير" تعرض 29 مليار دولار لشراء "أفتر باي" لجذب عملاء شبان

أضاف "تايسن": "تحل (هذه الشركات) بعض المشكلات الهامة التي تواجه الشركات والمتعلقة بتدفق النقدية، وبعض أكبر المستثمرين منخرطون في القطاع مثل "سيكويا" و"كلارنا".. سيعطيهم تباطؤ الاقتصاد فرصاً لكن يمكن أيضاً أن يؤثر سلباً. لا يزال الوقت مبكراً للتحديد".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك