إذا أردت أن تكون مديراً جيداً أسكن قرب شركتك

الأفق في كوبنهاغن، الدنمارك - المصدر: بلومبرغ
الأفق في كوبنهاغن، الدنمارك - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

الشركات التي يعيش رؤساؤها على بعد 5 كيلومترات (3 أميال) من مقرها الرئيسي قالت إنّ ظروف العمل أفضل عندها، وإنها تحقق إنتاجية أعلى من غيرها، وفقاً لدراسة حديثة تستند إلى بيانات من الدنمارك.

تناولت الدراسة التي أجراها ثلاثة أكاديميين بالبحث آلاف الشركات الدنماركية ومواقع مديريها التنفيذيين. وقاس القائمون عليها جودة مكان العمل من خلال النظر في "الملاحظات الإدارية" لظروف العمل السيئة التي قدمتها "هيئة بيئة العمل الدنماركية" بين عامي 2008 و2015، واستخدم القائمون على الدراسة استطلاعات رأي الموظفين للتعرف على كيفية تفكيرهم تجاه مكان عملهم.

نحو ثلث الشركات التي جرى تحليلها كانت تدار من قِبل رؤساء تنفيذيين يعيشون بالقرب منها. كانت هذه الشركات أقل عرضة للتوبيخ من قِبل الحكومة بسبب قضايا تتعلق بمكان العمل بمقدار 3.6 نقطة مئوية. وعند استطلاع آرائهم قال الموظفون في تلك المكاتب إنهم يشعرون "أنهم منخرطون بدرجة أكبر في القرارات المتعلقة بمكان العمل"، وصنفوا بيئات عملهم على أنها "أكثر عدلاً واحتواءً لهم".

يقول ماريو دانييلي أموري، الأستاذ المشارك في الإدارة والتكنولوجيا بجامعة بوكوني في ميلانو، ومؤلف مشارك في البحث: "نحن نوضح أن شعور تواصل الرؤساء التنفيذيين جغرافياً مع المجتمع المحلي (مع الحي) هو في الواقع قوة دافعة كبيرة، ليس من أجل رفاهية الموظفين فحسب، ولكن أيضاً لأداء الشركة بشكل عامّ... أي من الناحية الجوهرية لصالح الجميع".

التفاعلات الشخصية

أجرى أموري الدراسة مع مورتن بنيدسن، أستاذ الاقتصاد في "جامعة كوبنهاغن" وفي المؤسسة العائلية التابعة لـ"المعهد الأوروبي لإدارة الأعمال" (INSEAD)، ومع بيرثي لارسن، أستاذة الاقتصاد المشاركة في "كلية كوبنهاغن للأعمال".

لكنّ الباحثين وجدوا أيضاً أن العيش في نفس المنطقة لا يعني أن السكان يشغلون نفس المساحات الاجتماعية. وللتعمق في كيفية تأثير الروابط المجتمعية في مكان العمل، نظر الباحثون في مؤسسة محلية واحدة يحتمل أن يلتقي فيها الرؤساء التنفيذيون مع الموظفين، ألا وهي مدارس الحي.

يقول أموري: "الفكرة هي أنه إذا كنت مديراً تنفيذياً لديك طفل يذهب إلى نفس مدرسة موظفيك، فستتفاعل مع هؤلاء الموظفين أكثر في حياتك الشخصية".

يضيف أموري أن هذه التفاعلات تبدو مهمة، إذ كان الرؤساء التنفيذيون الذين التحق أطفالهم بالمدرسة نفسها مثل أبناء موظفيهم يديرون شركات تقل احتمالية حصولها على علامات سلبية من "هيئة بيئة العمل" بمقدار نقطتين مئويتين.

سأل الباحثون مجموعة من الرؤساء التنفيذيين عن ارتباطاتهم العاطفية والنفسية بأحيائهم لقياس "مفهوم المسافة" تجاه المكان الذي توجد فيه شركتهم، كما وصفه أموري، الذي أضاف أنه إذا كانوا "يعتقدون أن الحي أكثر أهمية، ثقافياً، فإنهم سيديرون شركات ينخفض احتمال أن تتلقى ملاحظات إدارية".

دفعت هذه التحليلات مجتمعة هؤلاء الباحثين إلى استنتاج أن فائدة القرب الجغرافي لا تقتصر فقط على أن سرعة الانتقال إلى موقع العمل تتيح للمديرين التنفيذيين العمل بشكل أسرع والإشراف بطريقة أفضل، بل ما يهمّ هو التفاعلات الاجتماعية التي يمكن أن يسهلها هذا التقارب بين الموظفين والقيادة.

اختلاف الدانمارك

قد تجعل الديناميكيات الثقافية في الدنمارك هذه الأنواع من اللقاءات أكثر شيوعاً مما قد تكون عليه في المراكز الاقتصادية الدولية الأخرى. يُعتبر الفصل حسب الحالة الاجتماعية والاقتصادية أقل حدة في الدنمارك مما هو عليه في أجزاء أخرى من أوروبا أو الولايات المتحدة، رغم أن التقارير الأخيرة تشير إلى أن الانقسامات آخذة في الازدياد، مما يؤدي إلى انخفاض التنوع الطبقي في أنظمة المدارس المحلية.

يقول أموري إنّ نحو نصف الشركات التي درسها الباحثون في الدنمارك كانت مملوكة للعائلات وتدار من قِبلها، مما يعني أنه من المرجح أن يبقى الرئيس التنفيذي في مكانه لفترة أطول، وأن يبني مزيداً من العلاقات مع الجوار بمرور الوقت. أمّا في ما يتعلق بمعنى ذلك بالنسبة إلى تأثيرات عمل الرؤساء التنفيذيين عن بُعد في بقية القوة العاملة لديهم، فقد تردد أموري في الإجابة، إذ إنّ البيانات التي استخدموها جُمعت قبل انتشار الوباء.

لكن إذا كانت شركتك لا تزال تمتلك مقراً رئيسياً مادياً فإن الدراسة تقدم اقتراحاً واحداً للرؤساء: كن قريباً من شركتك.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك