انضم بليز ماتودي نجم كرة القدم السابق في نادي "يوفنتوس" إلى الشركات الأمريكية، للاستثمار في الشركات الناشئة بالسودان، ويراهن على الإمكانات غير المستغلة للدولة الواقعة في شمال أفريقيا على الرغم من الأزمة الاقتصادية.
يضخ ماتودي، لاعب الوسط الفرنسي الذي يلعب الآن في "إنتر ميامي"، مبلغاً لم يكشف عنه في شركة "بلوم" (Bloom) للتكنولوجيا المالية ومقرها الخرطوم، والتي تخطط لتقديم الدفع الرقمي وغيرها من الخدمات، وفقاً للشريك المؤسس والرئيس التنفيذي أحمد إسماعيل.
ساهمت "غلوبل فاوندرز كابيتال" و"غودووتر كابيتال" أيضاً في جولة التمويل الأولي.
قال إسماعيل في مقابلة بالخرطوم،: "السودان في نقطة تحول فيما يتعلّق بالمسار التكنولوجي، مدعوماً بعدد كبير من الشباب البارعين في مجال التكنولوجيا وريادة الأعمال".
يندر وجود هذا التفاؤل عندما يتعلّق الأمر بالسودان البالغ عدد سكانه أكثر من 40 مليون نسمة، والذي كان يتوقَّع أن يغادر عقوداً من الدكتاتورية بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير عبر احتجاجات حاشدة في عام 2019 ، لكنَّه وقع مرة أخرى تحت السيطرة العسكرية بعد تنفيذ انقلاب أكتوبر 2021 .
جمّد المانحون الأجانب مساعدات بمليارات الدولارات، في حين أدى الحصار الذي فرضه المحتجون إلى تراجع الصادرات.
جمعت الشركات الناشئة في جميع أنحاء أفريقيا رقماً قياسياً يتجاوز 5 مليارات دولار العام الماضي، خاصة شركات التكنولوجيا المالية، وفقاً لشركة "بريتير بريدجس إنتليجينس"(Briter Bridges Intelligence)، ومقرها لندن، وتتتبّع مثل هذه الاستثمارات.
في حين أنَّ مصر المجاورة للسودان، هي الوجهة الأولى إلى جانب نيجيريا، لكن لم يحظ السودان باهتمام كبير.
ريادة الأعمال
عاش السودان معزولاً على مدار عقود عن الأسواق العالمية بسبب العقوبات الأمريكية التي تم رفعها في الآونة الأخيرة.
ظهرت بوادر التغيير في عام 2021 عندما حصلت "السوق" (alsoug)، أكبر شركة للإعلانات المبوبة والتسويق الإلكتروني في السودان، على تمويل بقيمة 5 ملايين دولار من مجموعة تشارك في قيادتها شركة المدفوعات الإلكترونية المصرية "فوري" لتكنولوجيا البنوك والمدفوعات الإلكترونية.
قال أحمد المرتضى، الشريك الإداري في "249 ستارت آب"( 249Startups)، مشروع التكنولوجيا المحلي الذي يطلق صندوقاً ناشئاً بقيمة 500 ألف دولار يسمى "راينو إنفستمنتس"( Rhino Investments): "الآن يقول الجميع، إنَّه ممكن (ضخ استثمارات)".
يخطط الصندوق لتمويل 14 شركة ناشئة في مراحلها الأولى ومساعدتها على النمو، ثم التخارج وتكرار الأمر مع المزيد من الاستثمارات.
قال المرتضى: "الاقتصاد في وضع سيِّئ ، ولكن عندما تنظر إلى الإمكانات بشكل شامل؛ فإنَّك تدرك أنَّ هذه سوق غير مستغلة"، إذ يستخدم أقل من 10% من السكان الحسابات المصرفية. أوضح أنَّها "مخاطرة عالية، وعائد مرتفع".
قالت سالي العطا، مؤسسة "مشروع سودان نيكست جي" (Sudan NextG)، شريك صندوق تمويل المشروعات، عبر بيان، إنَّ "تقديم الدعم لرواد الأعمال وخلق الأمل أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى".