أمام ألعاب الفيديو ينسى "شوبهام بانيرجي" (Shubham Banerjee) نفسه، ورغم أنه مراهق عادي يلعب كرة القدم، ويؤدي واجباته المنزلية باستمرار، إلا أن كل ذلك يتغيرُ تمامًا عندما يتعلق الأمر بطموحاته المهنية.
صحيح أن "بانيرجي" لا يزال طالبًا في المرحلة الثانوية، غير أنه يطمح منذ سنوات إلى تأسيس شركة خاصة به، يديرها بنفسه ويصبح معروفًا بأنه "الرئيس التنفيذي الأسطورة".
من هنا أصبح تحقيق طموح هذا المراهق سهلًا؛ فعندما بلغ الثالثة عشرة من عمره، أطلق شركةً تعمل في تصنيع الطابعات بلغة برايل.
وفي ربيع 2018، وتحديدًا عندما بدأ "بانيرجي" استعراض الكليات التي يرغب الدراسة فيها، أثاره برنامجا تطرحه جامعة كاليفورنيا في بيركلي يتيح له فرصة الحصول على درجة البكالوريوس في كل من الهندسة والأعمال، خلال 4 سنوات، وبالفعل تقدمّ للدراسة في هذا البرنامج وأصبح واحدًا ضمن (أقل من 3 في المئة فقط)، تم قبولهم من بين 2500 متقدم عن فئة الطلاب الجدد ببرنامج الإدارة وريادة الأعمال والتكنولوجيا في بيركلي (MET).
ويتزايد اهتمام كلاً من الطلاب وأصحاب العمل، حاليًا، بمثل هذه البرامج المزدوجة، وفقًا لكل من "فيل كامينسكي" (Phil Kaminsky)، العميد التنفيذي المساعد في كلية الهندسة بجامعة كاليفورنيا، و"مايكل غريمز" (Michael Grimes)، رئيس قسم الخدمات المصرفية التكنولوجية في مؤسسة "مورجان ستانلي" (Morgan Stanley).
وتعليقًا على ذلك يقول "غريمز": "هناك نقص في المبرمجين القادرين على القيادة، والقادة القادرين على البرمجة". ويضيف قائلًا: "يبدو الأمر وكأننا نبحث عن إبرة في كومة قش عند محاولتنا العثور على شخص لديه القدرة على ممارسة الدورين معًا".
في عام 2016، أقنع "غريمز" جامعة بيركلي، التي حصل منها على درجة البكالوريوس، بمفهوم برنامج الإدارة وريادة الأعمال والتكنولوجيا (MET)، وعرض التبرع بجزء كبير من المنح اللازمة لتطبيق البرنامج على أرض الواقع والبالغة قيمتها 10 ملايين دولار.
وعن فكرته هذه، أكد "غريمز" أنه استوحاها من برنامج جيروم فيشر للإدارة والتكنولوجيا (Jerome Fisher Program in Management & Technology)، والذي تم إطلاقه عام 1977 في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا (University of Pennsylvania’s Wharton School)، وتخرج ابنه فيه.
ويرتبط "غريمز" أيضًا بعلاقة مع العديد من خريجي هذا البرنامج، بمن فيهم "هيرالد تشين" (Herald Chen)، الذي يشرف على إدارة فريق التكنولوجيا والإعلام والاتصالات السلكية واللاسلكية في الأمريكيتين لشركة الاستثمار في الأسهم الخاصة "كولبرج كرافيس روبرتس أند كو" (KKR & Co.).
ويرى "تشين" أن وجود أشخاص يتميزون بتعدد المهارات والكفاءات يُعد أمرًا أكثر فاعليةً واستدامة، بدلاً من دراسة الهندسة ومن ثم دراسة إدارة الأعمال، قائلًا: "تمنحك الخلفية الهندسية مصداقيةً أكبر للعمل مع المهندسين وإدارتهم".
خلال السنة ونصف الأولى للبرنامج الذي بدأ أول فصوله في خريف عام 2017، استقطب طلابًا من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمملكة المتحدة.
واختار الطالب الجديد "دييغو غونزاليس" (Diego González) برنامج الإدارة وريادة الأعمال والتكنولوجيا (MET)، مفضلًا إياه على معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة كارنيغي ميلون لعلوم الكمبيوتر.
كان غونزاليس، الذي ولد ونشأ في بورتوريكو، المؤسس لنادي ريادة الأعمال في مدرسته الثانوية والفائز في برنامج العلماء التابع للرئاسة الأمريكية من جزيرة بورتوريكو في أبريل 2018.
ولكون موقع بيركلي القريب من "سيليكون فالي" جذاباً، أراد "غونزاليس" أن يتواجد في قلب صناعة التكنولوجيا؛ وتدرب في إيفين برايت (Evenbrite)، وهي شركة قائمة في سان فرانسيسكو تقدم خدمات الحجز والترويج للفعاليات، بهذه الفكرة، دخلت جامعة بيركلي سريعًا إلى هذا المجال بعد إطلاق البرنامج.
وفقًا للعديد من أعضاء هيئة التدريس والإداريين المشاركين في البرنامج، أضفى "غريمز" وسمعته التكنولوجية الكثير من المصداقية على سمعة البرنامج؛ إذ أشرف على عددٍ من الصفقات التكنولوجية في العقد الماضي، كالطرح الأولي لاكتتاب شركتي فيسبوك (Facebook Inc) وغوغل (Google). ولا تزال عملية نشر البرنامج تواجه العديد من التحديات.
أما "ريك ليونز" (Rich Lyons)، العميد الأسبق لكلية هاس (Haas School) فيقول "إن بيركلي مؤسسة كبيرة، وعندما تبدأ الحديث عن إضافة برامج جديدة وبرامج الشهادات الثنائية، فهناك العديد من الأسئلة التي يجب التعامل معها ومنها: كيف يتدفق الدخل؟ ومن الجهة التي تدفع ومقابل ماذا تدفع؟ وما هي متطلبات المناهج؟"
لا يشغل "غريمز" منصبًا رسميًا في برنامج الإدارة وريادة الأعمال والتكنولوجيا (MET)، حيث يكرس معظم وقته لربط الطلبة والخريجين مع أصحاب العمل المحتملين، ويحمل السِيّر الذاتية للطلاب في مجلد أو على ذاكرة فلاش (USB) خلال أدائه لمهامه اليومية ومقابلة كبار الشخصيات في قطاع التكنولوجيا في العالم.
و"غريمز" ثاني أكبر داعمي البرنامج. وكتب على اللوحة الخاصة لسيارته من نوع تيسلا (Tesla) عبارة "برنامج الإدارة وريادة الأعمال والتكنولوجيا في بيركلي" (BKLMET). ويعلق بنفسه على تجربته، بقوله: "نعمل على اكتشاف تلك الإبر في كومة القش، ونضعها مع مجموعة الإبر الفريدة مثلها".
خلاصة القول، يهتم الطلبة وأصحاب العمل المحتملين، وخاصة في قطاع التكنولوجيا، على نحو متزايد بالبرامج الثنائية مثل برنامج الإدارة وريادة الأعمال والتكنولوجيا (MET) مما يمنحهم ميزةً في البحث عن فرصة عمل بعد التخرج.