يُتوقّع أن تتضاعف صادرات صناعة الطيران في المغرب إلى 4 مليارات دولار بحلول نهاية العقد الجاري، مدفوعةً بنمو طلبيات المُصنّعين العالميين، وبشكلٍ أساسي "بوينغ" و"إيرباص"، بحسب حميد الأندلسي، رئيس التجمع الصناعي "ميدبارك"، وهو أول وأكبر منطقة صناعية لقطاع الطيران في المملكة، في حديث لـ"الشرق".
بلغت صادرات القطاع في النصف الأول من العام 1.3 مليار دولار، بزيادة 16.5% على أساس سنوي، لتحقق أفضل أداء بين القطاعات الرئيسية التصديرية في البلاد، والتي تضم إلى جانب صناعة الطيران كلاً من السيارات والفوسفات والصناعة الغذائية، بحسب معطيات مكتب الصرف الذي يرصد حركة التجارة الخارجية.
تضم منظومة صناعة الطيران في المملكة 145 شركة صدّرت العام الماضي بقيمة 2.1 مليار دولار. وتقود شركات عالمية هذه المنظومة، بما في ذلك "إيرباص" و"بوينغ" و"سافران" و"هكسيل"، ما يجعل المملكة أول منصة لهذه الصناعة في أفريقيا.
رقم قياسي في 2024
يُرجّح أن يسجل القطاع رقماً قياسياً بنهاية العام الجاري من حيث الصادرات بنحو 2.4 مليار دولار. ويُنتظر أن يستمر هذا الزخم في السنوات المقبلة مع ارتفاع الطلبيات من شركات صناعة الطيران، وترقب أولى الاستثمارات في صناعة الدفاع محلياً خلال العام المقبل، كما أفاد الأندلسي.
كان المغرب أعلن في يونيو الماضي، لأول مرة، استحداث منطقتين صناعيتين لاحتضان الصناعات المتعلقة بمعدات وآليات الدفاع والأمن وأنظمة الأسلحة والذخيرة. وخصصت الحكومة 12.6 مليار دولار في ميزانية العام الجاري لشراء وإصلاح معدات الجيش ودعم تطوير صناعة الدفاع.
الأندلسي نوّه بأن قطاع صناعة الطيران في المملكة سيسجل نمواً في المتوسط بنسبة 15% ابتداءً من العام الجاري، بما سيسهم في مضاعفة عدد فرص العمل إلى 40 ألف وظيفة، ومضاعفة قيمة الصادرات إلى 4 مليارات دولار بحلول 2030.
تجربة ربع قرن
بعدما عاش أزمة تاريخية إبان جائحة كورونا، يشهد قطاع صناعة الطيران عبر العالم نمواً مستمراً. وأوضح رئيس "ميدبارك" أن "دفتر طلبيات المُصنّعين مليء بالكامل للسنوات العشر المقبلة. وهناك حاجة لتصنيع 46 ألف طائرة على مدى العقدين المقبلين، هذا يعني إيرادات بنحو 8 تريليونات دولار ما بين التصنيع وخدمات الصيانة".
أمام هذا الطلب العالمي غير المسبوق، يستفيد المغرب من تطور منظومته لصناعة الطيران التي بدأت قبل 25 سنة، وباتت اليوم شركاته تنتج أجزاءً مهمةً من الطائرات إضافة إلى المُحركات وخدمات الصيانة والتحديث.
تُصنّف المملكة في المرتبة 20 عالمياً بصناعة الطيران، حيث إن شركاتها قادرة على تصنيع أي قطعة من الطائرة، وفقاً لتصريحات سابقة لوزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور. وتبلغ نسبة المكون المحلي في هذا القطاع حالياً 40%، استناداً إلى معطيات رسمية.
يرى الأندلسي أن اهتمام المغرب بتكوين يد عاملة مؤهلة في هذا المجال كانت نقطة قوة ساهمت في جذب استثمارات مهمة من فرنسا وأميركا وكندا، لكنه أشار إلى الحاجة لجذب استثمارات من أسواق إصافية، وتنويع أسواق التصدير، والعمل على توطين صناعة الدفاع محلياً لخلق قيمة مضافة.
تعتمد الشركات العاملة في التجمع الصناعي "ميدبارك" على اليد العاملة المؤهلة محلياً في معهد مهن الطيران وهو مؤسسة رأت النور بشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، ونجحت طيلة 12 سنة في تكوين 15 ألف مغربي متخصصين في مهن التصنيع والصيانة والتحديث.