حققت سيارات "تسلا" المصنوعة في الصين شرطاً مهما يتعلق بأمن المعلومات والخصوصية في البلاد، في خطوة جديدة تدعم موقف إيلون ماسك، الذي قام بزيارة مفاجئة خلال عطلة الأسبوع إلى بكين.
حاول ماسك أثناء زيارته الحصول على موافقة الصين على تزويد سيارات "تسلا" بتطبيق لمساعدة السائقين قد يساهم في وقف تدهور مبيعات كبرى شركات صناعة السيارات الكهربائية في العالم.
شملت اختبارات أمن المعلومات كيفية جمع السيارة "للمعلومات الشخصية الحساسة"، وإمكانية أن يستطيع السائق بسهولة منع السيارة من جمع المعلومات، وفق بيان صدر عن الجمعية الصينية لشركات صناعة السيارات مساء الأحد.
بسبب المخاوف المتعلقة بجمع المعلومات، كانت سيارات "تسلا" محظورة في المناطق العسكرية بالصين، وبعض المرافق الحكومية الأخرى.
وصل ماسك إلى الصين يوم الأحد، وقابل رئيس الوزراء لي شيانغ، الذي ساعد الشركة، بصفته أمين الحزب الشيوعي الصيني في شنغهاي، على تأسيس مصنعها الذي أصبح الآن أكبر مصانعها في العالم.
قال أحد الأشخاص المطلعين إنه كان من المنتظر أن يقابل ماسك مسؤولين لمناقشة طرح النظام الذي تروج له "تسلا" تحت اسم "القيادة الذاتية الكاملة" (FSD).
وتحقق الشركة زيادة تراكمية في المبيعات بالولايات المتحدة عن طريق تحصيل 8 آلاف دولار مقابل شراء نظام "القيادة الذاتية الكاملة" دفعة واحدة، أو الحصول عليه مقابل اشتراك بقيمة 99 دولاراً شهرياً، وإن كانت مجموعة الخصائص التي يوفرها النظام تتطلب إشرافاً منتظماً، ولا تحول سيارات "تسلا" إلى سيارات ذاتية القيادة بشكل كامل.
لحظة فاصلة
في مقابلة مع "تلفزيون بلومبرغ"، قال دان أيفيس، محلل أول في شركة "ويدبوش سيكيوريتيز" (Wedbush Securities)، إن هذه الزيارة "تمثل لحظة فاصلة. فقد تفتح الطريق أمام استخدام نظام القيادة الذاتية الكاملة في الصين، الذي أرى أنه يطلق ما قد يتحول فعلاً إلى فرصة ذهبية للشركة، تتعلق بالقيادة الذاتية الكاملة في البلاد، التي لم تزل جزءاً غائباً عن هذه الصورة".
يؤكد اتخاذ إجراءات نحو الموافقة على نظام "القيادة الذاتية الكاملة" استمرار الترحيب الدافئ الذي يُستقبل به ماسك عادة في الصين. فقد مُنحت "تسلا"، وهي شركة صناعة السيارات الوحيدة في الصين بملكية أجنبية كاملة، مجموعة من الحوافز عند بناء مصنعها في شنغهاي، من بينها قروض تفضيلية، وسرعة لا نظير لها في الحصول على الموافقات الإدارية.
كما حصلت الشركة على مساعدة خاصة أثناء فترات الإغلاق لمكافحة فيروس كورونا، وتمكنت من زيادة الإنتاج بسرعة في مصنعها، الذي ينتج حالياً أكثر من نصف مبيعاتها عالمياً.
ومع ذلك، انخفضت حصة "تسلا" في أكبر أسواق السيارات في العالم إلى نحو 6.7% في الربع الأخير من عام 2023 مقارنة مع 10.5% في الربع الأول، وفق حسابات "بلومبرغ" استناداً إلى أرقام جمعية سيارات الركاب في الصين، وذلك بسبب احتدام المنافسة مع شركات صناعة السيارات الصينية مثل "بي واي دي".
سجلت "تسلا" أول انخفاض في إيراداتها الفصلية على أساس سنوي منذ عام 2020، بعد أن تراجعت مبيعاتها من السيارات حتى بعد خفض الأسعار.
اقرأ أيضاً: أرباح وإيرادات "تسلا" دون التوقعات للربع الثالث على التوالي
قال ماسك الأسبوع الماضي، إن الشركة تعتزم تخفيض عدد الموظفين بنسبة 10% على الأقل، وتسعى إلى الإسراع في طرح طرازات جديدة، بما في ذلك السيارات منخفضة التكلفة، التي قد تصبح جاهزة للطرح بحلول أوائل عام 2025، إن لم يكن قبل نهاية هذا العام.