تتفاءل أكبر شركات التصنيع اليابانية بقدر أقل إزاء الشهور القادمة، في حين تحد حالة عدم اليقين جراء فيروس "أوميكرون" المتحول من الاتجاه الصعودي، بحسب استطلاع للرأي أجراه بنك اليابان المركزي، والذي يقلل على الأرجح من حدة القلق التام.
بيَّن مؤشر تانكان الصناعي اليوم الإثنين أنَّ الثقة الحالية لدى كبار مصنعي المنتجات في اليابان استمرت عن مستوى تبلغ درجته 18 خلال هذا الشهر، وتمسكت بمستوياتها الأعلى منذ سنة 2018، في حين هبط مؤشر التوقُّعات المستقبلية إلى أقل مما كان متوقَّعاً عند مستوى من الدرجة 13.
طالع المزيد:
تدلل البيانات الإيجابية على أنَّ أعداد المتفائلين ما تزال تتفوق على أعداد المتشائمين، ولكن من المحتمل أنَّ الاستطلاع لا يمثل المخاوف الحقيقية بشأن فيروس "أوميكرون" المتحول، إذ أبدى نحو 80% من الشركات تخوفهم بحلول 29 نوفمبر، وهو ما يأتي بعد أيام قليلة من التحذير من أنَّ فيروس "أوميكرون" متحول من النوع المثير للقلق.
تحسن الثقة
في حين تحسنت الثقة لدى شركات الخدمات الكبيرة بأكثر مما كان يتوقَّعه المحللون في ظل تخفيف القيود المفروضة على النشاط داخلياً، بيَّن الاستطلاع وجود تراجع لم يكن في الحسبان في الثقة وسط الشركات الكبرى المصنعة، والتي على الأرجح قامت غالبيتها بالرد على الاستطلاع قبيل ظهور عدوى فيروس "أوميكرون".
جاءت شركات تصنيع الأخشاب، والمواد البترولية، والمنتجات المعدنية المصنعة ضمن القطاعات التي سجلت أكبر تراجع في مستوى التفاؤل حيال المستقبل. جاء ذلك ضمن الشركات غير الصناعية التي سجلت هبوطاً في الثقة حيال المستقبل أيضاً، بالإضافة إلى الشركات العقارية وشركات تقديم خدمات الأعمال والاتصالات.
استمرت شركات الفنادق والمطاعم في توقُّعها لحدوث تحسن في أحوالها في غضون الشهور المقبلة، برغم أنَّ توقُّعاتهم بقيت متشائمة تماماً، فقد وصلت لدرجة سالب 28.
رأي خبراء بلومبرغ إيكونوميكس
"أعطى استطلاع تانكان الصناعي الذي أجراه مؤخراً بنك اليابان المركزي مؤشراً على حدوث التعافي المرتبك، لدينا توقُّعات في ظل تنامي المخاوف حيال وجود مخاطر ناجمة عن فيروس "أوميكرون" المتحول، أنَّ البنك المركزي سيمدد عمل برنامج دعم صندوق التصدي لتداعيات مرض كوفيد -19 عقب انتهاء مدة صلاحية العمل به في شهر مارس المقبل." - وفقاً للخبير الاقتصادي يوكي ماسوجيما.
برغم ذلك، يعتقد محللون أنَّ مؤشر "تانكان" الصناعي بيّن استمرار الاقتصاد في مرحلة التعافي في أعقاب الانكماش الذي شهده الربع السابق للمرة الخامسة خلال 8 فترات ربع سنوية. وأظهر الاستطلاع أنَّ صمود خطط الإنفاق الرأسمالي في الشركات الكبرى في القطاعات كافةً، في ظل وجود توقُّعات لدى الشركات بارتفاع حجم الاستثمار بنسبة 9.3%، وهو ما يعد أدنى فقط بقليل من الخطط المعلنة قبل ثلاثة شهور.
أتسوشي تاكيدا، الخبير الاقتصادي في معهد "إيتوتشو ريسيرش" قال:"توضح البيانات وجود ثقة لدى الشركات وفي حدوث التعافي أيضاً، واستطاعت شركات التصنيع الكبرى الإبقاء على مستوى مرتفع من النشاط، ونتوقَّع حدوث تحسن في الآليات العامة، مما يعكس وجود الثقة، بصفة خاصة في النفقات الرأسمالية".
اقرأ المزيد:
صعود الطلب على الآلات
بيّن تقرير منفصل صدر عن مكتب مجلس الوزراء اليوم الإثنين أنَّ حجم الطلبات على الآلات المصنعة في اليابان صعد لأول مرة منذ 3 شهور. وتمثل الحجوزات دلالة على وجود الإنفاق الرأسمالي المخطط له.
بنك اليابان سيراقب عن قرب مؤشر "تانكان" الصناعي لكي يحظى بقراءة في شروط الائتمان المقدم للشركات، في وقت يقوم فيه بتقرير مصير برنامج تمويل خاص بمواجهة تداعيات وباء كوفيد، وذلك خلال اجتماع قُرر انعقاده في وقت مبكر من الأسبوع الحالي الذي ينتهي في يوم الجمعة.
طالع المزيد:
بيّن الاستطلاع أنَّ المركز المالي للشركات الكبرى بلغ مستوى من الدرجة 16 في ظل تحسن محدود على صعيد الشركات متوسطة الحجم، وحدوث تراجع محدود للشركات الصغيرة.
من جانبه، أوضح كازوما مايدا الخبير الاقتصادي في شركة "باركليز" قائلا: "من الممكن أن يعد إنهاء بنك اليابان لبرنامج تمويل خاص بمواجهة تداعيات وباء كوفيد بالكامل أمراً صعباً بالنسبة له، بيد أنَّه توجد احتمالية في أن يشرع في تقليص برنامج مشتريات سندات الشركات، والأوراق المالية التجارية، في حين يواصل مؤشر "تانكان" الصناعي اليوم إبراز أنَّ ظروف التمويل ما تزال تعتبر مواتية".
حتى وقت تفشي فيروس "أوميكرون" المتحول؛ كانت الشركات اليابانية تعتقد بوجود مبررات الشعور بمزيد من التفاؤل بالمقارنة مع صيف العام الحالي.
أسفر تفشي حالات عدوى المرض في الداخل، والتعافي الاقتصادي المتواصل على صعيد الوجهات الكبرى للتصدير إلى الولايات المتحدة والصين عن وجود حالة من التفاؤل الحذر.
ساعد رئيس الوزراء فوميو كيشيدا أيضاً في تعزيز معنويات الشركات على الأرجح من خلال الإعلان عن وجود حزمة مساعدة اقتصادية أكبر مما كان متوقَّعاً خلال الشهر الماضي، والتي ستوفر دعماً مالياً بمستوى قياسي للاقتصاد.