الآن، وبعد أن أصبحت بريطانيا أول دولة غربية توافق على لقاح كوفيد-19، تتحوَّل الأضواء إلى نشره، وهو أمر محفوفٌ بالمخاطر. لأنَّ تحصين ما يقرب من 67 مليون شخص في البلاد، لن يحدث بين عشية وضحاها. ولقد طلبت المملكة المتحدة جرعات كافية من لقاح "فايزر-بيونتيك" لتحصين 20 مليون شخص.
من سيحصل على اللقاح أولاً؟
تظهر الوثائق أنَّ الحكومة ستعطي الأولوية، مع بدء نشرها للقاح، لساكني دور الرعاية وموظفيها، لتنتقل بعد ذلك إلى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً، فضلاً عن العاملين في مجال الرعاية الصحية.
وستقوم بريطانيا بعدها بتحصين جميع السكان على أساس الفئة العمرية، والمخاطر. ومن المتوقَّع أن تكون الجرعات متاحة اعتباراً من الأسبوع المقبل.
أين يمكن أن يحصل الناس على اللقاح؟
قال وزير الصحة مات هانكوك في مقابلة له مع "سكاي نيوز" يوم الأربعاء، إنَّ 50 مستشفى في المملكة المتحدة مستعدة لإعطاء اللقاح، يليها الأطباء والصيادلة في حال كان الأخيران يملكان المرافق اللازمة لتخزين الجرعات.
وقامت الدولة بتوسيع الجهات القادرة على إعطاء اللقاحات خارج هيئة الخدمة الصحية الوطنية، وإسنادها إلى مختصين آخرين في قطاع الصحة أيضاً.
أين هو اللقاح في الوقت الحالي؟
لا يزال اللقاح في موقع إنتاج شركة فايزر، في مدينة بورس البلجيكية. وقد أعلنت الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة، أنَّ الجرعات ستتوفر في جميع أنحاء المملكة المتحدة بدءاً من الأسبوع المقبل.
هل أستطيع الحصول على أكثر من لقاح؟
ليس في الوقت الحاضر، فالمملكة المتحدة أجازت المنتج الذي صنعته شركة فايزر و بيونتيك؛ لكن قد تتمُّ الموافقة قريباً على منتج يستخدم تقنية مماثلة من شركة "موديرنا".
وقد يصبح من الممكن خلط اللقاحات بعد الموافقة على لقاحات أخرى، وهو ما ينطبق على الجرعات التي تستهدف بروتين "سارس-كوف-2" (SARS-CoV-2)، بناء على ما صرح به "أندرو بولارد"، الذي يقود تجربة لقاح جامعة أكسفورد مع شركة "أسترازينيكا".
ويستهدف المتنافسون العالميون الثلاثة في صنع اللقاح بروتين "سبايك"، مثل غيرهم الذين لايزالون يجرون الاختبارات السريرية.
كيف يمكن المقارنة بين اللقاح الذي تمَّت الموافقة عليه، وغيره من اللقاحات؟
يعتمد المنتج على تقنية تسمى "ميسينجر آر أن إيه" (messenger RNA)، وهي تقنية لم تستخدم قبل ذلك لصناعة لقاحات تمت الموافقة عليها، وهو ما ينطبق على لقاح شركة "موديرنا" أيضاً . ولقد أظهر اللقاحان أنَّ نسبة فاعلية كل منهما، بلغت 90% خلال التجارب السريرية، وأنَّ النهج الذي اتبعاه هو تحويل خلايا الجسم إلى مصانع للقاحات.
إنَّ الاختلاف الأساسي بين اللقاحين، يتحدد في وجوب تخزين منتج شركة "فايزر-بيونتيك" عند درجة حرارة منخفضة جداً لبضعة أيام قبل استخدامه، أما لقاح شركة موديرنا فهو ثابت، إذ يمكن حفظه في درجة حرارة الثلاجة مدَّة 30 يوماً. ومن المهم الإشارة إلى أنَّ جرعات شركة "أسترا- أكسفورد" (Astra-Oxford)، يمكن أن تُحفظ في درجة حرارة الثلاجة.
كيف يمكننا التأكُّد من أن اللقاح آمن؟
اختبرت شركتا "فايزر" و"بيونتيك" اللقاح في تجربة سريرية، ضمَّت قرابة 44000 شخص دون ملاحظة أي آثار جانبية شديدة له. وكانت الأعراض الأكثر شيوعاً، هي التعب والصداع.
وكانت الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة، قد أعلنت يوم الأربعاء، أنَّ اللقاح "استوفى معاييرها الصارمة للسلامة والجودة والفعاليَّة"، كما وصف وزير الصحة "مات هانكوك" تقييم الوكالة، بأنَّه كان "صارماً، وليس متسرعاً".
وقال إيمير كوك، الرئيس الجديد لوكالة الأدوية الأوروبية خلال مقابلة معه الشهر الماضي، إنَّ مراقبة السلامة ستكون واحدة من أكبر التحديات التي سيواجهونها بمجرد نشر اللقاح على نطاق واسع.