دخلت سيدني الكبرى في حالة إغلاق لمدة أسبوعين لمكافحة تفشي فيروس كورونا من نوع دلتا شديد العدوى، مما أدى إلى ضغط كبير على ما يسمى استراتيجية "كوفيد-زيرو" في أستراليا، التي تتأخر في تقديم اللقاحات عن الدول المتقدمة الأخرى.
قالت غلاديس بريجيكليان رئيسة وزراء ولاية نيو ساوث ويلز اليوم السبت، إن السكان لا يمكنهم الخروج إلا لأسباب مثل شراء الطعام أو الرعاية الطبية أو العمل الأساسي والتعليم غير الممكن من منازلهم. جاء القرار بعد اكتشاف عشرات الإصابات المحلية الجديدة وزيادة عدد مواقع التعرض التي تعقد عملية تتبع المخالطين. على أن تسري هذه القيود حتى 9 يوليو.
قالت بريجيكليان في مؤتمر صحفي: "رغم أننا لا نريد فرض أعباء ما لم نُضطرّ إلى ذلك تماماً، فللأسف، هذا هو الوضع الذي علينا فيه فعل ذلك بالتحديد"، مضيفة أنه لا داعي إلى الذعر والتوجه لشراء السلع.
تتعرض الآن أماكن مثل أستراليا وهونغ كونغ التي نالت الاستحسان في البداية بسبب الضوابط الصارمة على الحدود وتطويق العدوى، لانتقادات بسبب بطء طرح اللقاح مقارنة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأجزاء من أوروبا، التي بدأت الانفتاح.
تهدّد الاختراقات الناتجة عن سلالات أكثر ضراوة بتعطيل الجهود المبذولة لتحفيز الانتعاش الاقتصادي من الوباء.
لا تكفي الجرعات التي مُنحَت حتى الآن في أستراليا بوصولها إلى 14% من السكان، مقارنة بـ50% في الولايات المتحدة و57% في المملكة المتحدة، وفقاً لمتتبع بلومبرغ للقاحات "كوفيد-19".
وسجلت نيو ساوث ويلز 29 حالة محلية جديدة في غضون 24 ساعة حتى الساعة 8 مساءً من أمس الجمعة، وكان أُعلِنَ بالفعل عن 17 منها مسبقاً. واكتُشف نحو 82 إصابة محلية منذ ظهور الحالة الأولى في المجموعة الحالية في سيدني، وفقاً للبيان.
وقال وزير الصحة في نيو ساوث ويلز براد هازارد في الإحاطة نفسها: "لدينا في الوقت الحالي مخاوف عالية للغاية".
الكمامة إلزامية
كان المسؤولون فرضوا في وقت سابق أوامر بالبقاء في المنزل في أجزاء من المدينة، لكن القيود الجديدة تؤثّر الآن في أكثر من 5 ملايين شخص. ستكون الكمامات إلزامية في الأماكن المغلقة غير السكنية -بما في ذلك أماكن العمل- وفي الفاعليات الخارجية المنظَّمة. يقتصر عدد زوار المنزل على خمسة ضيوف، فيما يُسمح بممارسة التمارين في الهواء الطلق في مجموعات من 10 أشخاص أو أقلّ.
قالت بيرجيكليان إن المسؤولين سيعيدون تقييم الوضع بعد سبعة أيام إن حدث تحسن كبير. وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إن خطوة فرض الإغلاق قرار ضروري.
قدّرت جمعية تجار التجزئة الأسترالية أن أسبوعين من القيود سيؤديان إلى خسارة مليارَي دولار أسترالي (1.5 مليار دولار أمريكي) في تجارة التجزئة، مضيفة أن طرح اللقاح أمر بالغ الأهمية لتجنب تكرار ذلك.
سيتحول التركيز الأسبوع المقبل إلى ردّ فعل الأسواق المالية على الإغلاق الاقتصادي. كانت الأسهم والعملة الأسترالية مرنة إلى حد كبير في مواجهة الاضطرابات وقيود الحركة هذا العام. ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بوروز - إيه إس إكس 200" بنسبة 11% تقريباً في عام 2021، إذ دعمت السياسة النقدية والمالية التيسرية النمو الاقتصادي. وهبط الدولار الأسترالي بنحو 1.4% خلال هذه الفترة مقابل العملة الأمريكية.
في الوقت نفسه ثبتت إصابة عامل في منجم ذهب تديره شركة "نيومونت" في صحراء تانامي النائية في الإقليم الشمالي، بالفيروس، مما أجبر مئات الموظفين على العزل.