صفقة استحواذ بـ36 مليار دولار تنذر بأزمات قادمة لـ"مارس"

عبوات لرقائق برينغلز التي تصنعها شركة "كيلانوفا" داخل أحد المتاجر - المصدر: بلومبرغ
عبوات لرقائق برينغلز التي تصنعها شركة "كيلانوفا" داخل أحد المتاجر - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

يدرك كل متسوق المخاطر المحتملة لزيارة متجر البقالة وهو جائع. لكن شركة "مارس" (.Mars Inc) تبدو راضية تماماً عن استحواذها على شركة "كيلانوفا" (Kellanova)، المصنعة لرقائق "برينغلز" و"تشيز-إت"، بقيمة 36 مليار دولار.

قد يبدو الوقت غير مناسب لإضافة شركة أطعمة قد تُعتبر أقل صحة، لا سيما مع التأثير المحتمل لأدوية إنقاص الوزن مثل "أوزيمبيك" على الطلب على الوجبات الخفيفة.

لكن تركيز "مارس" حالياً ينصب على هدف أكثر إلحاحاً، وهو تعزيز المبيعات في ممرات البقالة، التي تواجه ضغوطاً من المستهلكين الأكثر حرصاً على التوفير ومن المنافسة من المنتجات الخاصة بالمتاجر.

عندما يزداد تضخم أسعار المواد الغذائية، كما حدث في السنوات الأخيرة، ترتفع أيضاً إيرادات شركات السلع الاستهلاكية المعبأة. لكن هذا المسار بدأ يتغير؛ ومع تقليل الاعتماد على زيادات الأسعار، يتعين على الشركات بيع كميات أكبر لتحقيق الأرباح نفسها.

أداء "كيلانوفا" جيد منذ أن انفصلت عن شركة إنتاج حبوب الإفطار في أميركا الشمالية "دبليو كيه كيلوغ" (.WK Kellogg Co) في نهاية العام الماضي، إذ أنها تتوسع بسرعة تفوق منافسيها، ورفعت مؤخراً توجيهاتها المالية للعام بأكمله. هذا الأداء المتميز يضعها في مكانة متقدمة مقارنة بالعديد من المنافسين الذين اضطروا إلى خفض توقعاتهم. ومع ذلك، لا تزال الأطعمة المعبأة في أميركا الشمالية القطاع الأكثر تعرضاً للضغوط في سوق البقالة.

مقاومة ضغوط خفض الأسعار

حققت الشركة صافي مبيعات يبلغ 63 مليار دولار، وبذلك ستكون الشركة الموسعة أكثر قدرة على مقاومة أي ضغوط من المتاجر لخفض الأسعار. ووفقاً لجينيفر بارتاشوس من "بلومبرغ إنتليجنس"، فإن هذه الصفقة ستمنحها حصة سوقية تبلغ حوالي 6.2% من سوق الوجبات الخفيفة عالمياً.

من خلال هذا الاندماج، ستسيطر "مارس" و"كيلانوفا" على سبع علامات تجارية للوجبات الخفيفة والحلويات تتجاوز المبيعات السنوية لكل منها مليار دولار. وهذا لا يعزز مكانتهما كموردين رئيسيين للمتاجر فحسب، بل يتيح لهما أيضاً مجالاً لتطوير منتجات جديدة ومبتكرة، وهو أمر حيوي لاستعادة المستهلكين الذين بدأوا يفضلون العلامات التجارية الخاصة بالمتاجر كبدائل أقل تكلفة.

يُتوقع أن تتمكن الشركة المدمجة من تحقيق كفاءات تشغيلية تساعدها في مواجهة الضغوط على الهوامش مع تباطؤ وتيرة زيادة الأسعار. وعلى الرغم من أن الصفقة تُصور على أنها تتعلق بالنمو، إلا أن تحقيق وفورات في التكاليف سيكون ضرورياً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

تستهدف "مارس" أيضاً تحسينات على المدى البعيد. ستصبح محفظتها التي تعتمد بشكل كبير على منتج الشوكولاتة أكثر توازناً مع إضافة منتجات مالحة المذاق. تحظى "كيلانوفا" بحضور في أسواق أفريقيا وأميركا اللاتينية. مع استعداد الشركة لمواجهة التأثير المحتمل لأدوية فقدان الوزن، تضيف "كيلانوفا" منتجات صحية مثل ألواح الحبوب "نوتري غين"، وهي إضافة قيّمة لعلامة "كيند بار" التابعة لـ"مارس".

الاستحواذ مخرج معقول للمساهمين

هذا يفسر سبب دفع "مارس" سعراً مرتفعاً للاستحواذ على "كيلانوفا". العرض النقدي البالغ 83.5 دولار للسهم يمثل علاوة بنسبة 33% على سعر سهم "كيلانوفا" قبل أن تنشر صحيفة "وول ستريت جورنال" خبر اهتمام "مارس" بالشراء، وزيادة بنسبة 44% عن متوسط السعر في الثلاثين يوماً السابقة.

القيمة السوقية التي تبلغ 35.9 مليار دولار التي تقدمها "مارس" كعرض لشراء الشركة تعادل أقل من 16 ضعفاً لأرباحها قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء لهذا العام، مما يجعلها متفوقة قليلاً على نسبة 15 ضعفاً التي حققتها شركة "مونديليز إنترناشيونال" (.Mondelez International Inc).

يبدو أن هذا الاستحواذ يمثل مخرجاً معقولاً لمساهمي "كيلانوفا"، رغم أنه قد لا يكون الأفضل. فقد اقترح بعض المحللين سعراً للاستحواذ لا يقل عن 87 دولاراً للسهم. وإذا كان هناك مشترٍ آخر في الأفق، فقد تكون هناك فرصة للدخول في المنافسة، على الرغم من أن هناك رسوم فسخ صفقة بقيمة 800 مليون دولار يجب دفعها. ما لم تظهر جهة أخرى تقدم عرضها، من المتوقع أن تكتمل الصفقة في النصف الأول من العام المقبل.

مع تزايد القلق بشأن صحة المستهلك الأميركي، واستمرار تراجع تضخم أسعار البقالة، قد تجد المزيد من شركات تصنيع الأغذية ضرورة في زيادة مخزوناتها من المنتجات.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

الآراء الأكثر قراءة