أجرت "ماري دوينوالد"، التي تعمل محررة في قسم "رأي بلومبرغ"، اختباراً لفيروس كورونا، وثبت أنَّ مسحتها إيجابية حتى بعد حصولها على جرعتين من لقاح "فايزر-بيونتك".
وفيما يلي نص مناقشتها لتجربتها مع "سام فازلي"، محلل صناعة الأدوية في "بلومبرغ إنتليجنس".
ماري دوينوالد: حصلتُ مؤخراً على لقاح ضد كوفيد-19، فقد أخذتُ جرعة "فايزر" الثانية قبل بضعة أسابيع، وكنت آمل أن يعني ذلك أنني لن أصاب بالفيروس، ومع ذلك فقد كانت نتيجة الاختبار إيجابية هذا الأسبوع. كيف يعقل ذلك؟
سام فازلي: شكراً لك يا "ماري" على مشاركة قصتك، الحقيقة هي أنَّ ما يسمى بالمناعة المعقمة، أو الحماية التي تمنع الفيروس تماماً من إصابتك هي أمر نادر الحدوث. وفي الواقع، ثبت أنَّ هناك لقاحاً واحداً فقط يوفّر ذلك، وهو لقاح الجدري. وإذا ما عُدنا إلى تجربة المرحلة الثالثة من لقاحات "فايزر-بيونتك"، و"مودرنا" -التي يمكن القول، إنَّها الأكثر فاعلية حتى الآن- فقد كانت فعَّالة بنسبة 95٪، مما يعني أنَّ بعض الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح ظهرت عليهم أعراض الإصابة بعد حصولهم على الجرعة الثانية، حتى لو بمعدَّل منخفض للغاية. علاوةً على ذلك، ستكون الفاعلية خارج بيئة التجارب السريرية أقل قليلاً؛ إذ تُظهر بيانات العالم الحقيقي فاعلية بنسبة 90٪. ومن الممكن أيضاً أن تكوني مصابة بسلالة متحورة جديدة، مثل تلك التي ظهرت في نيويورك، المعروفة باسم "B.1.526"، كذلك من المحتمل أن تكون هذه السلالات المتحورة أقوى في تجاوز مناعة الجسم المضاد.
ماري دوينوالد: أعراضي خفيفة، كما لو كانت مجرد نزلة برد. هل يمكنني أن أفترض أنَّ جرعة اللقاح ما تزال تحميني؟
سام فازلي: بالطبع. وفي الواقع، فإنَّك لن تعرفي قط مدى السوء الذي كانت ستكون عليه أعراضك في حال لم يتم تطعيمك، إذ من المحتمل أن تكون أسوأ بكثير، والجدير بالذكر أنَّ اللقاحات تتمتَّع بفاعلية عالية ضد الأمراض الشديدة والخطيرة، والغرض الرئيسي منها، هو إبقاء الناس خارج المشفى، وتقليل مخاطر الوفاة، فضلاً عن أنَّ تلك التي يبدو أنَّها ذات فاعلية أقل ضد الأمراض الخفيفة والمتوسطة، مثل جرعة "جونسون آند جونسون"، تُظهر فاعلية أفضل ضد الأمراض الشديدة والحرجة.
ماري دوينوالد: هل يعني حصولي على اللقاح أنني أقل عرضة لنقل الفيروس إلى شخص آخر؟
سام فازلي: تشير بعض البيانات إلى أنَّ الحال كذلك، ولكن ما يزال الوقت مبكراً للحكم على هذا الموضوع، إذ يمكن للأجسام المضادة الناتجة عن التطعيم أن تمنع الفيروس من إصابتك فعلياً أو من السماح للعدوى أن "تنتشر". وعلى وجه التحديد، فإنَّ الأشخاص الذين تمَّ تطعيمهم، ثم جاءت نتيجة اختباراتهم إيجابية، ظهرت لديهم كميات أقل من الفيروس في ممراتهم الأنفية، وربما أقل في رئتهم، مما لو لم يتم تطعيمهم، وهذا يعني أنَّ هناك عدداً أقل من الفيروسات في الهواء الذي تزفرينه. ومع ذلك، فمن غير المعروف كم من الوقت يستمر هذا الموضوع؛ فالبيانات التي حصلنا عليها تأتي من أشخاص بعد وقت قصير من تطعيمهم، وذلك عندما تكون لديهم مستويات عالية من الأجسام المضادة. ومع مرور الأشهر، قد تنخفض هذه المستويات إلى مستوى لا يمكنها إيقاف العدوى في حال عدم وجود لقاح معزّز أو عدوى طبيعية مثل إصابتك. كما نحتاج إلى الاطلاع على البيانات الخاصة بالعدوى بدون أعراض خلال فترة ستة أشهر، و12 شهراً بعد الجرعة الثانية من اللقاح للحصول على فكرة أفضل حول الموضوع.
ماري دوينوالد: أجريتُ الاختبار في اليوم نفسه الذي علمت فيه أنني كنت مخالطة لشخص مصاب بكوفيد-19، ومرة أخرى في اليوم التالي، وجاء كلا الاختبارين سلبيين. في حين جاء الاختبار الإيجابي بعد أسبوع. هل هذا يعني أنني لم أصب بسبب هذا الشخص؟
سام فازلي: لا - هناك فترة حضانة يمكن أن تستمر لمدة أسبوعين، ومن المحتمل أنَّ الأشخاص الذين يتمُّ تطعيمهم لديهم فترة حضانة أطول، لأنَّ الجهاز المناعي يعيق الفيروس. والسؤال الآخر المثير للاهتمام، هو ما إذا كنت بحاجة إلى القيام بالحجر الصحي للمدة الزمنية نفسها التي يحتاجها الشخص المصاب بالعدوى الذي لم يحصل على اللقاح، وهل يمكن أن تكوني آمنة خلال فترة أقل لأنَّكِ حصُلتِ على اللقاح؟ ربما، لكنَّنا لا نعرف حتى الآن.
ماري دوينوالد: ما هي النتيجة التي نستخلصها من تجربتي حول مدى الأمان الذي يجب أن يشعر به الشخص الذي تم تطعيمه، ونوع الإجراءات التي ما يزال يتعين عليه اتخاذها، خاصة عند مخالطة الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح؟
سام فازلي: يجب أن يشعر الأشخاص الذين تمَّ تطعيمهم بالأمان حتى تُظهر البيانات خلاف ذلك. وفي الوقت الحالي، يُظهر عدد قليل جداً من الأشخاص إصابات شديدة بعد حصولهم على اللقاح، وهذا أمر جيد. وفي الوقت نفسه، بما أنَّ هناك أشخاصاً لم يتم تطعيمهم، فمن الأفضل الاستمرار في ارتداء الكمامات، وممارسة التباعد الاجتماعي، من أجلهم.
ماري دوينوالد: على المنوال نفسه، كان لدى بعض أعضاء فريق "رأي بلومبرغ" أسئلة حول المخاطر التي ينطوي عليها قيام شخص مسن تمَّ تطعيمه بزيارة أقارب له لم يحصلوا على اللقاح. هل سيكون ذلك خطيراً؟
سام فازلي: أفضل إجابة هي الانتظار حتى يتم تطعيم كل شخص ضمن محيطك، ومن ثمَّ يمكنك استئناف سلوكك الطبيعي، عندما تكونون معاً.
ماري دوينوالد: بعد أن أتغلب على هذا المرض، هل سأكون محصَّنة ضد العدوى المستقبلية؟
سام فازلي: من الممكن أن تكون العدوى قد أعطتك "جرعة معزِّزة" ثانية، لكنني أشكُّ في أنَّ أي شخص سيكون محصَّناً بنسبة 100٪ ضد العدوى الخفيفة، وسيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كنت مصابة بإحدى السلالات المتحوِّرة للفيروس. وإذا كان الأمر كذلك، فيمكننا بعد ذلك النظر في استجابتك المناعية لمعرفة ما إذا كانت قد تغيَّرت، ويمكنها منحك مناعة أفضل ضد هذه السلالة المتحورة الجديدة في المرة القادمة التي تواجهينها. للأسف، ليس لدينا مختبر في "بلومبرغ" لإجراء هذا التحليل.