رئيس صندوق المعاشات الكندي يستقيل بعد رحلة تطعيم إلى دبي

مارك ماشين، رئيس مجلس استثمار خطة التقاعد الكندية - المصدر: بلومبرغ
مارك ماشين، رئيس مجلس استثمار خطة التقاعد الكندية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

استقال مارك ماشين من منصبه كرئيس لمجلس "استثمار خطة المعاشات التقاعدية الكندية" بعد أن سافر إلى الإمارات العربية المتحدة وتلقى لقاح كوفيد-19، متحدياً إرشادات حكومة جاستن ترودو لتجنب السفر الدولي.

وقال صندوق معاشات التقاعد البالغ 476 مليار دولار كندي (377 مليار دولار) في بيان الجمعة إن ماشين قدم استقالته من منصبه بعد مناقشات مع مجلس الإدارة. وتم تعيين جون غراهام، الرئيس العالمي للاستثمارات الائتمانية للصندوق، ليحل محله كرئيس تنفيذي.

ودخل أكبر صندوق معاشات تقاعدية في كندا في أزمة مساء الخميس عندما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال سفر ماشين إلى دبي. وتلقى توبيخاً من مكتب وزيرة المالية كريستيا فريلاند، التي نادراً ما تعلق على مسائل الصندوق من أجل حماية الاستقلال السياسي له.

وعلى الرغم من أن مغادرة البلاد ليست غير قانونية، إلا أن ترودو ووزرائه حذروا السكان مراراً وتكراراً من القيام بذلك، وفرضوا قواعد صارمة لمنع الرحلات الدولية.

وليس من الواضح كيف كان بإمكان ماشين، وهو في منتصف الخمسينيات من عمره، الترتيب لتلقي اللقاح الذي طورته شركتا "فايزر" و"بايونتك" في دبي، حيث يتوفر رسمياً فقط للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، بالإضافة إلى المصابين بأمراض مزمنة، أو الإعاقات، والعاملين في الخطوط الأمامية.

نفد الصبر للقاحات

هددت رحلة ماشين بأن تصبح صداعاً سياسياً لترودو. وتعود المرجعية الإدارية للمسؤول التنفيذي في الصندوق إلى مجلس تعينه الحكومة. لكن المديرين هم رجال أعمال، بما في ذلك الرئيس التنفيذي لشركة "نوترين" (Nutrien Ltd) تشاك ماجرو، ورئيسة البنك الملكي الكندي كاثلين تايلور، وليسوا شخصيات سياسية.

ورغم أن سياسة الحكومة هي تجنب التدخل في شؤون مجلس "استثمار خطة المعاشات التقاعدية الكندية"؛ لكن في ظل هذه الظروف، ربما لم يكن لدى الوزيرة فريلاند خيار سوى التحدث علانية. وينفد صبر الكنديين مع وتيرة طرح اللقاح، والتي كانت الأبطأ بين دول مجموعة الدول السبع باستثناء اليابان. وهناك حد أدنى من التسامح العام في كندا للمسؤولين الذين يتم ضبطهم وهم يقفزون في طابور اللقاح أو يقومون برحلات تقديرية إلى الخارج.

وفي مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، قال جو أوليفر، وزير المالية السابق: "الأمر ليس لأنه قام برحلة إلى الإمارات العربية المتحدة، بل لأنه يُنظر إليه على الأقل أنه استخدم نفوذه كرئيس تنفيذي لأحد أكبر صناديق التقاعد السيادية في العالم للحصول على التطعيم".

وقال أوليفر: "من المفترض أن يتصرف بطريقة تعكس القيم الكندية وتحترم القوانين الكندية، وباستخدام نفوذه لتلقيح نفسه، تجاوز الحدود، وأعتقد أنه من الصواب أن يتصرف المجلس بسرعة".

"موقف مقلق"

وفي رسالة بالبريد الإلكتروني، قالت كاثرين كوبلينسكاس، المتحدثة باسم وزيرة المالية إن الوزيرة كريستيا فريلاند تحدثت مع هيذر مونرو-بلوم، رئيسة مجلس إدارة الصندوق صباح الجمعة "وأوضحت أن الكنديين يضعون ثقتهم في مجلس "استثمار خطة المعاشات التقاعدية الكندية" ويتوقعون أن يكون على مستوى أعلى".

وأضافت كوبلينسكاس: "في حين أن الصندوق هو هيئة مستقلة، نشعر بخيبة أمل كبيرة بسبب هذا الوضع المقلق، ونحن ندعم الإجراء السريع الذي اتخذه مجلس الإدارة". وقالت إن الإدارة المالية لم تكن على علم برحلة ماشين، مشيرة إلى أن أي أسئلة أخرى ينبغي أن توجه إلى إدارة الصندوق.

على الرغم من تأمين عدد من اللقاحات للفرد أكثر من أي دولة أخرى، فإن كندا أعطت 4.5 جرعة فقط لكل 100 شخص، مقارنة بـ29 في المملكة المتحدة و20.6 في الولايات المتحدة، وفقاً لتتبع اللقاح الخاص لدى بلومبرغ. وتلقى 1.3% فقط من سكان كندا جرعتين.

ولذلك اضطرت كندا لاستيراد اللقاحات، فيما تأخرت الشحنات. ولكن مع تسارع عمليات تسليم اللقاح الآن بعد التأخير الناجم جزئياً عن ضوابط التصدير في الاتحاد الأوروبي، يؤكد لائيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن كل كندي يريد اللقاح ستتاح له الفرصة للحصول عليه بحلول نهاية سبتمبر.

وفي حين أبقت العديد من الحكومات الحدود مغلقة لأجزاء كبيرة من العام الماضي، فتحت دبي أبوابها في يوليو.

وتعتمد الإمارة على السياحة الدولية لما يقرب من ثلث ناتجها المحلي الإجمالي. وتوافد السياح والمشاهير، وخاصة من المملكة المتحدة، إلى الإمارات للهروب من الإغلاق في الوطن.

وكانت الحكومة البريطانية أوقفت الرحلات الجوية من الإمارات لمنع انتشار سلالة جديدة لفيروس كوفيد-19 التي تم تحديد أصلها من جنوب إفريقيا.

في كندا، يمكن أن يكون الهروب من الإغلاق ضاراً بالوظيفة. أُجبر رود فيليبس، وزير مالية ولاية أونتاريو، على الاستقالة في 31 ديسمبر بعد أن تسبب في غضب من خلال قضاء إجازة في منطقة البحر الكاريبي في وقت أُمرت فيه العديد من الشركات في الولاية بإغلاق أبوابها لاحتواء الفيروس. كما استقالت تريسي ألارد، الوزيرة في حكومة ألبرتا، من منصبها بعد أن ذهبت إلى هاواي.