تستأنف شركتا "سانوفي" و"غلاكسو سميث كلاين" إجراء التجارب على لقاحهما المضاد لفيروس كورونا، فيما يعتبر ذلك ،خطوة متقدمة بعد تأخر اللقاح بسبب دراسة بحثية في فصل الخريف.
ووفقاً لبيان يوم الاثنين، قامت شركة الأدوية الفرنسية بتصحيح تركيبة اللقاح الذي كان أضعف مما كان مخطط له في التجربة السابقة، ما أدى إلى فشلها في خلق استجابة مناعية كافية لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم الخمسين عاماً وأكثر.
وبافتراض النتائج الجيدة لتجربة المرحلة الثانية الجديدة، والتي ستشمل 720 شخصاً بالغاً في الولايات المتحدة، وهندوراس، وبنما، سيتمكن المرشحون من الانتقال إلى دراسات المرحلة المتأخرة في الربع الثاني، ليصبح اللقاح متاحاً بحلول نهاية العام. وستقيّم التجربة الحالية ثلاث جرعات مختلفة من اللقاح الذي يتطلب جرعتين.
وكاثنتين من كبريات مُصنّعي اللقاحات في العالم، واجهت كل من "سانوفي" و"غلاكسو" انتقادات شديدة بشأن فشلهما في قيادة مسار اكتشاف لقاح فعال مضاد لفيروس كورونا، ما وضعهما في تناقض صارخ مع أمثال التكنولوجيا الحيوية "بيو إنتيك"، و"موديرنا". اللتان أطلقتاه في أقل من عام.
وبشكل منفصل، قالت شركة "سانوفي" أيضاً، إنها وافقت على إتاحة مصنع في فرنسا لشركة "جونسون آند جونسون" من أجل تركيب وتعبئة حوالي 12 مليون جرعة شهرياً من لقاح كورونا التابع لتلك الشركة، على أن تكون قد حصلت على الموافقة التنظيمية. وأبرمت شركة الأدوية اتفاقية مع شركتي "فايزر" و"بايو إنتيك"، وافقت فيها على تنفيذ بعض الخطوات النهائية اللازمة لإنتاج أكثر من 125 مليون جرعة من لقاح الشركتين المشترك.
وكان وزير الصحة الألماني، ينس سبان قد قال يوم السبت: إن اللقاح الأحادي الجرعة من "جونسون آند جونسون" يخضع بالفعل إلى المراجعة من أجل الحصول على تصريح للاستخدام الطارئ في الولايات المتحدة، وقد يحصل على موافقة في أوروبا في غضون الأسابيع القليلة المقبلة. وفي الوقت نفسه، يقوم المنظمون في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بمراجعة البيانات للحصول على جرعة من شركة "نوفافاكس إنك" Novavax Inc.
ومسحت أسهم "غلاكسو" انخفاضها لترتفع بنسبة 0.5% في لندن، فيما تغيرت أسهم "سانوفي" قليلاً في باريس.
وجه التشابه مع لقاح "نوفاكس"
وأصرت شركة "سانوفي" على تحركها بأسرع ما يمكنها مع مرشحها المختار، لتتمكن من تزويد الدول بأداة قوية أخرى يمكن شحنها وتخزينها بسهولة أكبر من بعض الجرعات التي يجب الاحتفاظ بها مجمدة.
ويجمع لقاح "سانوفي" بين تقنية الحمض النووي المؤتلف التي تستخدمها في صنع جرعات الإنفلونزا مع المواد المساعدة المعززة لجهاز المناعة في "غلاكسو". ويعد لقاحها أكثر قابلية للمقارنة مع لقاح "نوفاكس"، والذي أثبت فعاليته بنسبة 89.3% في الوقاية من أعراض كورونا بحسب نتائج دراسة المرحلة النهائية. ومع ذلك، يبدو أن هذه الجرعة تفقد قدرتها الوقائية ضد السلالة الفيروسية التي تم تحديدها لأول مرة في جنوب أفريقيا.
ورغم مشاكل جرعات التجربة السابقة، أحدثت جرعة "سانوفي-غلاكسو" استجابة مناعية لدى الأشخاص الأصغر سناً مقارنة بأولئك الذين تعافوا من كورونا.
وقالت "سانوفي" إنها بدأت أيضاً أعمال تطوير ضد السلالات المتغيرة الجديدة للفيروس التي ظهرت مؤخراً، على أن يتم استخدامها في المراحل التالية من برنامجها مع شركة "غلاكسو".
ويحاكي اللقاح نفسه البروتين الشائك الذي يستخدمه فيروس كورونا في دخول الخلايا، على عكس العديد من اللقاحات الجديدة التي تحفز الخلايا البشرية على صنع البروتينات الفيروسية.
كما تتعاون "سانوفي" أيضاً في تطوير لقاح مضاد لكورونا بتقنية الحمض النووي الريبي الرسولي الجديدة "ميسينجير-آر إن إيه" (messenger-RNA)، مع شركة "ترانزليت بيو إنك" (Translate Bio Inc) ومقرها ماساتشوستس الأمريكية، وهي التقنية المماثلة لتلك الخاصة بـ"فايزر- بايو إنتيك"، و"موديرنا"، و"كيور فاك إن في" (CureVac NV)، مع احتمالية دخولها تجارب مبكرة في مارس، وإمكانية الموافقة عليها بحلول نهاية العام، وفقاً لقول الشركة.