يبدو أن الصين تتجه إلى فتح اقتصادها، سامحة لسكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة عموماً بالتحرك بلا قيود تقريباً، غير أن دولاً عديدة أخرى تشدد إجراءات السفر أمام الوافدين من ثاني أكبر اقتصاد في العالم، في ظل القلق من أن يؤدي "تسونامي" الإصابات في الصين، إلى ظهور متحولات جديدة لفيروس كورونا.
في أوائل ديسمبر، ألغت الصين معظم قيود السيطرة على الوباء بضربة واحدة، ما أدى إلى انتشار الفيروس دون رادع بين سكانها، ويُحتمل أن يكون أُصيب ما يقرب من 37 مليون شخص بالعدوى في كل يوم من الأيام الأخيرة من ديسمبر.
اعتباراً من 8 يناير، ستلغي الصين أيضاً الحجر الصحي الإلزامي للوافدين إليها، وهي خطوة يُرجح من خلالها سفر الناس إلى الخارج بعد مرور ثلاث سنوات من العزلة التامة.
بالنظر إلى أن الصين كانت أكبر مصدر للسياح الخارجيين قبل تفشي الوباء، تتوخى البلدان الأخرى الآن الحذر خوفاً من تفشي العدوى مجدداً بين سكانها.
فيما يلي قائمة بالتدابير الجديدة التي تفرضها بعض الدول على الوافدين:
أستراليا
يشترط على المسافرين من البر الرئيسي للصين وهونغ كونغ وماكاو إجراء اختبار كورونا وأن تكون نتيجته سلبية في غضون 48 ساعة قبل السفر إلى أستراليا، ووُضع الإجراء المؤقت، الذي سيسري اعتباراً من 5 يناير، بسبب "نقص المعلومات" حول الوضع في الصين، حسبما قال وزير الصحة مارك بتلر يوم الأحد.
أوضح الوزير في بيان: "اتخذ قرار تنفيذ هذه التدابير المؤقتة نتيجةً لحرصنا الشديد، مع الأخذ في الاعتبار الوضع الديناميكي والمستجد في الصين واحتمال ظهور متحولات جديدة في بيئة ترتفع فيها معدلات انتقال العدوى".
كندا
تُلزم الحكومة الكندية الوافدين من البر الرئيسي للصين أو هونغ كونغ أو ماكاو، بدءاً من عمر العامين فما فوق، تقديم نتيجة اختبار كورونا سلبية أو اختبار المستضد السريع. يمكن للمسافرين الذين ثبتت إصابتهم قبل أكثر من 10 أيام من رحلتهم شرط أن لا تتعدى المدة 90 يوماً تزويد شركة الطيران بوثائق إصابتهم السابقة، بدلاً من نتيجة الاختبار السلبية.
وأكد وزير الصحة في البلاد، جان إيف دوكلو، أن إجراءات الحكومة تأتي من باب الاحتياط وهي جزء من الخطوات اللازمة للحفاظ على سلامة الكنديين في مواجهة الوباء، وفقاً لبيان حكومي.
ستُطبق التدابير لمدة 30 يوماً على أن يُعاد تقييمها مع توفر المزيد من البيانات.
المغرب
أوقف المغرب دخول جميع المسافرين القادمين من الصين بغض النظر عن جنسيتهم لتجنب تفشي "موجة جديدة من الوباء" في البلاد، وفقاً لبيان حكومي.
يُعتبر هذا الإجراء هو الأقسى حتى الآن بين الدول التي فرضت قيود سفر جديدة على الوافدين من الصين إذ تشترط معظم هذه الدول إجراء اختبار كورونا، أما اليابان فقد قيدت الرحلات الجوية المباشرة من البر الرئيسي للصين إلى مطارات معينة في البلاد.
المملكة المتحدة
استحدثت المملكة المتحدة شرطاً يُلزم بتقديم اختبار كورونا سلبي من قبل جميع المسافرين القادمين من الصين، وفقاً لـنصائح السفر على موقع الحكومة الإلكتروني. سيطلب من أي شخص يسافر إلى إنجلترا من البر الرئيسي للصين على متن رحلات مباشرة إجراء اختبار كورونا قبل المغادرة، لتدقق به شركات الطيران قبل المغادرة.
فرنسا
يجب على الركاب المسافرين إلى فرنسا من الصين تقديم نتيجة اختبار كورونا سلبية قبل الصعود على متن الطائرة. قال مسؤولون حكوميون إن السلطات الفرنسية ستجري اختبارات كورونا عشوائية للقادمين من الصين في مطار شارل ديغول في باريس بدءاً من الأحد الموافق 1 يناير، سيُجرى التسلسل الجيني على العينات الإيجابية من أجل اكتشاف المتحولات الجديدة المحتملة. كما نصحت الحكومة الفرنسية السكان بتأجيل أي سفر غير ضروري إلى الصين.
إسبانيا
يجب أن يخضع المسافرون القادمون من الصين إلى اختبار كورونا أو إثبات أنهم تلقوا لقاحات كورونا حديثاً من خلال تقديم شهادة رقمية، حسبما قالت كارولينا دارياس، وزيرة الصحة في إسبانيا، خلال مؤتمر صحفي في مدريد يوم الجمعة.
وأضافت دارياس أن مصدر القلق الرئيسي لإسبانيا هو احتمال ظهور متحولات جديدة من الوباء في الصين.
كوريا الجنوبية
تطلب حكومة كوريا الجنوبية من المسافرين من الصين إجراء اختبارات كورونا قبل وبعد وصولهم إلى البلاد، حسبما قال رئيس الوزراء هان دوك سو يوم الجمعة. كما ستعلق كوريا إصدار التأشيرات قصيرة الأجل حتى نهاية يناير وتعلق أي زيادات في الرحلات الجوية من الصين.
بالإضافة إلى ذلك، سيطلب من جميع الرحلات الجوية القادمة من الصين الهبوط في مطار "إنتشون الدولي" من أجل الإدارة الفعالة للمسافرين الوافدين.
طلبت كوريا الجنوبية من مواطنيها محاولة تقليل السفر إلى الصين، وفقاً لبيان صادر عن الوكالة الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ماليزيا
تعمل ماليزيا على تحسين نظام الإدارة الرقمية لتتبع الأفراد المصابين بكورونا. حيث سيُرسل إلى المصابين أمر الخضوع للمراقبة المنزلية وأمر بإطلاق سراحهم، رقمياً.
كما ستختبر البلاد عينات مياه الصرف الصحي من جميع الرحلات الجوية القادمة من الصين بالإضافة إلى فحص الحمى لجميع الوافدين الدوليين، بما في ذلك القادمين من الصين.
إيطاليا
تُلزم إيطاليا جميع الركاب الوافدين من الصين بإجراء اختبار "كوفيد" السريع، وفق بيان وزارة الصحة. ينطبق الإجراء الجديد أيضاً على الركاب العابرين.
كانت إيطاليا أول دولة أوروبية تتضرر بشدة من تفشي وباء كورونا في أوائل عام 2020، وتحث إيطاليا أيضاً دولاً أخرى في المنطقة على تبني اتفاقية اختبار مشتركة باعتبارها جزء من منطقة شنغن مفتوحة الحدود. وجاءت هذه الخطوة بعد أن أعلنت السلطات في ميلانو في وقت سابق عن إصابة ما يقرب من نصف الركاب على متن رحلتين من الصين، ولم تظهر على أغلبهم أي أعراض.
لكن مسؤولي الصحة الأوروبيين وصفوا الفحوصات الإضافية والقيود المفروضة على المسافرين من الصين بأنها "غير مبررة" يوم الخميس، وأشاروا إلى أن الأوروبيين يتمتعون حالياً بمستويات عالية من الحماية ضد كوفيد وأن الأنظمة الصحية في القارة مجهزة للتعامل مع العدوى.
الولايات المتحدة
ستطلب الولايات المتحدة من الركاب الوافدين إليها من الصين تقديم نتيجة اختبار "كورونا" سلبية، بغض النظر عن جنسيتهم أو حالة التطعيم الخاصة بهم، اعتباراً من 5 يناير.
أشار مسؤولو الصحة الفيدراليون يوم الأربعاء إلى أنه سيتعين على المسافرين الذين كانوا أيضاً في الصين قبل 10 أيام من مغادرتهم إلى الولايات المتحدة إظهار نتيجة اختبار كورونا سلبية أو اختبار "انتيجن"، أي المستضد السريع. كما ينطبق ذلك على المسافرين من هونغ كونغ وماكاو.
يمكن للمسافرين المصابين قبل أكثر من 10 أيام من السفر تقديم وثائق وإثباتٍ بتعافيهم من كورونا بدلاً من نتيجة الاختبار السلبية. ستحتاج شركات الطيران إلى التحقق من اختبار كورونا السلبي أو وثائق التعافي قبل الصعود على متن طائراتها إلى أي رحلة متجهة إلى الولايات المتحدة.
تايوان
سيخضع الوافدون من البر الرئيسي للصين إلى تايوان خلال شهر يناير لاختبار كورونا فور وصولهم إلى البلاد، وفقاً لمراكز تايوان لمكافحة الأمراض، وسيخضع المصابون للحجر الصحي المنزلي لمدة خمسة أيام.
اليابان
فرضت الحكومة اليابانية إجراءات طوارئ مرتبطة بكورونا اعتباراً من 30 ديسمبر لتشديد قيود السفر أمام الوافدين من الصين. تطلب السلطات الآن من المسافرين من البر الرئيسي للصين وأولئك الذين كانوا هناك في غضون سبعة أيام إجراء اختبار كورونا عند وصولهم إلى البلاد، وأن يلتزموا بحجر صحي لمدة أسبوع في حال جاءت نتيجة فحوصاتهم إيجابية.
ستُقبل الرحلات المباشرة من البر الرئيسي للصين وهونغ كونغ وماكاو فقط في مطارات معينة، كما طُلب من شركات الطيران عدم زيادة العدد الحالي للرحلات.
عدلت الحكومة اليابانية يوم الخميس قيودها التي حددت وصول الرحلات المباشرة من هونغ كونغ وماكاو إلى مطارات معينة، بشرط ألا يكون لدى الركاب تاريخ سفر إلى البر الرئيسي للصين في غضون سبعة أيام. بينما ستبقى القيود المفروضة على الرحلات الجوية المباشرة القادمة من الصين.
الهند
أعلنت الهند في وقت متأخر من يوم الخميس أن اختبار كورونا إلزامي للوافدين من الصين وهونغ كونغ واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايلندا اعتباراً من 1 يناير.
