لاقت تصريحات رئيس منظمة الصحة العالمية الأخيرة تعليقات تهكمية وتشاؤمية من قبل الشعب الصيني بعد أن قال إنَّ نهاية وباء كورونا تلوح في الأفق، بينما ما يزال ملايين الأشخاص تحت الإغلاق العام حيث ترفض البلاد التعايش مع الوباء.
من جهته، أعلن المدير العام لـ"منظمة الصحة العالمية" تيدروس أدهانوم جيبريوسوس الأربعاء أنَّ العالم "أقرب من أي وقت مضى للقضاء على وباء كورونا". مُضيفاً: "لم نبلغ تلك المرحلة بعد. لكنَّ النهاية تلوح في الأفق".
طالع المزيد: "الصحة العالمية": استراتيجية الصين في محاربة كورونا غير مستدامة
استراتيجية صارمة
في هذا الإطار كانت تعليقات الناشطين على شبكة الإنترنت الصينية الحيوية والمعزولة عن العالم في الوقت نفسه مؤسفة. فقد أشار الكثيرون إلى أنَّ ما قاله تيدروس لن ينطبق على الصين، حيث تستمر الصين في اتباع استراتيجية صحية صارمة للتصدي لفيروس كورونا كما فعلت عند بداية تفشي الجائحة في أوائل عام 2020 - سعياً إلى الحدّ من تفشي العدوى والقضاء على الفيروس من خلال فرض قيود مكثفة.
اقرأ أيضاً: الصين: تصريحات "الصحة العالمية" غير مسؤولة
أفادت إحدى الطُرفات المتداولة عبر الإنترنت أنَّه لا يمكن لرئيس منظمة الصحة العالمية القول إنَّ الوباء يقترب من نهايته لأنَّ تدابير مكافحة كوفيد
ما تزال على قدم وساق في الصين. ويبدو أنَّ الهاشتاغ الذي أُطلق رداً على تعليقات تيدروس الذي سرعان ما حصد نحو 4.5 مليون مشاهدة صباح الخميس بالتوقيت المحلي قد حُذف، كما أوقفت وسائل الإعلام الصينية إمكانية التعليق على منشورات "ويبو" (Weibo) التي تشارك الأخبار.
طالع المزيد: مخاوف الإغلاق تتجدد في الصين مع قلق بكين من تفشي كورونا
"صفر كوفيد"
تفرض الحكومة الصينية رقابة مشدّدة على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت في البلاد. إذ ترتبط سياسة "صفر كوفيد" ارتباطاً وثيقاً بالرئيس الصيني شي جين بينغ، مما يجعل الموضوع أكثر حساسيةً. من جانبها، تدافع بكين عن هذه السياسة حيث تزعم أنَّها تهدف إلى انقاذ الأرواح، بينما تنتقد الولايات المتحدة بعد أن سجّلت أكثر من 1 مليون حالة وفاة بفيروس كورونا.
علّق شخص آخر ساخراً: "يجب تسليم زمام الأمور إلى لجنة الصحة الوطنية"، مُشيراً بذلك إلى حقيقة أنَّها تتّبع استراتيجية شي جين في الصين، وليس منظمة الصحة العالمية. بينما قال شخص آخر: "يعيش الشعب الصيني حياة سعيدة في ظل سياسة (صفر كوفيد) المشوهة".
تفرض بكين نسخة أكثر صرامة من سياسة "صفر كوفيد" قبل مؤتمر الحزب الشيوعي الذي يُعقد مرتين في العقد، والمقرّر أن يبدأ في 16 أكتوبر، ومن المتوقَّع أن يشهد المؤتمر المصادقة على تمديد ولاية الرئيس شي جين في السلطة. في إطار الإجراءات المتخذة، أُغلقت المناطق القريبة من العاصمة، وتم تشديد قواعد إجراء فحوصات كورونا، وعدم تشجيع السفر الداخلي.
توقَّع اقتصاديون في مجموعة "غولدمان ساكس" في تقرير يوم الثلاثاء أن لا تُغيّر بكين مسارها بشأن سياسة كورونا إلا بعد انعقاد مؤتمر المجلس الوطني لنواب الشعب في وقتٍ ما في النصف الأول من العام المقبل. إذ حذّر خبراء آخرون من احتمال استمرار سياسة "صفر كوفيد" على المدى الطويل، وربما لسنوات طويلة.