تعتزم شركة "نوفارتس" فصل وحدتها الفرعية "ساندوز" (Sandoz) لإنشاء أكبر شركة أوروبية للأدوية المكافئة والبدائل الحيوية من حيث المبيعات.
تُعَدّ الشركة السويسرية من أحدث عمالقة قطاع الأدوية الساعين لإعادة تشكيل الأنشطة التجارية، عبر خطة لفصل وحدة كانت تواجه صعوبات لتلبية التوقعات. هذا التحرك، الذي أُعلن عنه الخميس، يُعَدّ استجابة طال انتظارها لمساهمي "نوفارتس" عقب شروع المجموعة، ومقرها بازل، في مراجعة استراتيجية "ساندوز" في أكتوبر الماضي.
ارتفعت أسهم "نوفارتس" 1.1% الخميس في البورصة بزيورخ، إذ ستُدرَج "ساندوز" أيضاً.
عمليات الفصل
رغم أن الوحدة تشكل خُمس مبيعات "نوفارتس" تقريباً التي تبلغ 52.9 مليار دولار، فإن التساؤلات ظلَّت قائمة بشأن آفاقها المستقبلية، مثل وباء كوفيد-19، أحد العراقيل للإيرادات، إذا قلصت إجراءات التباعد الاجتماعي موسم الإصابة بالبرد والإنفلونزا وخفض الطلب على الأدوية المكافئة والأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية. حتى رغم إزالة هذه القيود فإن نمو "ساندوز" المتواصل عاق الجانب الابتكاري لأنشطة "نوفارتس" التجارية.
تتصاعد الضغوط على الرئيس التنفيذي للشركة فاس ناراسيمهان لإيجاد حلول. قال ناراسيمهان يوم الخميس إنّ الشركة الفرعية ستساعد الشركة في التركيز بصورة أفضل على تصنيع الأدوية الرائدة.
وصرح ناراسيمهان في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين قائلاً: "نؤمن بأن هذا القرار يحقق مصلحة مساهمينا ويخلق (نوفارتس) جديدة، وسيختتم هذا التحرك رحلة (نوفارتس) لتصبح شركة أدوية تركز على الابتكار".
أكبر شركة لصناعة الأدوية المكافئة تبيع سندات "استدامة" بـ5 مليارات دولار
تعمل شركة "نوفارتس" وغيرها من شركات الأدوية الكبرى على الابتكار وطرح الشركات الاستهلاكية أو شركات الأدوية المكافئة جانباً. فصلت شركة "غلاكسو سميث كلاين"، عملاقة قطاع الأدوية في المملكة المتحدة، مؤخراً وحدة فرعية خاصة بالصحة الاستهلاكية لتحسين التركيز على تطوير أدوية حديثة. جاء هذا التحرك عقب مدة طويلة من الانتقادات المتنامية من المستثمرين النشطاء إزاء أداء "غلاكسو سميث كلاين" تحت إدارة الرئيس التنفيذي إيما والمسلي. قالت شركة "جونسون أند جونسون" العملاقة في مجال الرعاية الصحية في نوفمبر إنها ستفصل أيضاً القسم الاستهلاكي.
الأسهم الخاصة
اجتذبت "ساندوز" اهتماماً مبكراً من شركات الأسهم الخاصة. ورغم ذلك فإن البيئة الصعبة لعمليات الاستحواذ الممولة بالديون جعلت صفقات البيع المحتملة عملية شاقة تماماً، ما جعل شركة "نوفارتس" تميل نحو فصل النشاط، وفقاً لما نقلته "بلومبرغ نيوز" عن أشخاص على دراية بالعملية. يمكن أن تقدر قيمة أنشطة "ساندوز" التجارية بنحو 25 مليار دولار في إحدى الصفقات، كما ذكر أشخاص مطلعون على الموضوع. قال ناراسيمهان إن "نوفارتس" ستواصل دراسة عرض مُغرٍ.
"بلاكستون" تقترب من شراء "أدفارا" لبحوث الدواء مقابل 5 مليارات دولار
قال ستيفان شنايدر، المحلل في شركة "فونتوبيل" (Vontobel)، إنّ "فصل الشركة الفرعية يُعتبر منطقياً، إذ تفاقمت صعوبات إدارة كلتا الشركتين في غضون الأعوام الماضية".
يُعَدّ ناراسيمهان خبيراً محنكاً في شركة "نوفارتس"، وقد تعهد ذات مرة "بإعادة وضع تصور" للدواء، ونظم فعلياً عملية إصلاح شامل للأنشطة التجارية، والتخلص من الأصول غير الرئيسية للتركيز على طرق العلاج التي تستطيع أن تؤثر بقوة في المرضى وتحقق الأرباح. سبق له أن فصل شركتها "ألكون" للعناية بالعيون، وتخلص من حصة بوحدة صحة استهلاكية سابقة تابعة لشركة "غلاكسي سميث كلاين"، وأنهى استثماراً دام لعقدين في شركة "روش هولدينغز" (Roche Holding) السويسرية المنافسة، كان قد انطلق كمحاولة استحواذ فاشلة في عهد الرئيس التنفيذي السابق دانييل فاسيلا.
يُعيد المدير التنفيذي أيضاً تنظيم الشركة داخلياً ويعتزم إلغاء ما يصل إلى 8 آلاف وظيفة سعياً لتوفير مليار دولار على الأقل مع حلول 2024.
لحظة تاريخية
سيشكل فصل وحدة الأدوية المكافئة لحظة تاريخية لـ"نوفارتس" أيضاً، إذ تأسست الشركة في 1996 عبر اندماج "ساندوز" و"سيبا غايغي" (Ciba-Geigy)، وهي صفقة صنفت من أكبر الاندماجات بهذا القطاع. نمت "ساندوز" مدفوعة بأدوية البدائل الحيوية، التي تُعَدّ أكثر تعقيداً في التطوير والإنتاج من الأدوية المكافئة التقليدية. تشتمل محفظتها على إصدارات مماثلة لبعض الأدوية الأكثر مبيعاً حول العالم، بما فيها أدوية علاج السرطان وأمراض المناعة الذاتية.
سيقع مقر "ساندوز" المستقلّ في سويسرا، رغم أن الشركة ما زالت تعمل على قرارها بشأن اختيار المدينة. قالت "نوفارتس" إنّ الفصل يتعيّن أن يكتمل مع حلول النصف الثاني من 2023.